الشهيد هنية: قائد سياسي وشعبي ملتزم بالمقاومة بقلم أحمد آدم

موقع مصرنا الإخباري:

الشهيد هنية: قائد سياسي وشعبي ملتزم بالمقاومة

 

كان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الشهيد إسماعيل هنية، شخصية بارزة في المقاومة الفلسطينية، والذي اغتيل اليوم الأربعاء في إيران. لقد تصدر هنية المشهد السياسي عندما أصبح رئيس الحكومة الفلسطينية العاشرة في الفترة ما بين 2006 و2007، وظل رئيساً للحكومة في غزة حتى عام 2014، حين قررت حركة حماس حل الحكومة والانضمام إلى حكومة الوحدة الوطنية بقيادة رامي الحمدالله.

إسماعيل هنية، المعروف بلقب “ابن المخيم”، ظل محافظاً على هويته كلاجئ فلسطيني، حيث لم يغادر مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، ورفض مغادرته مرات عديدة، ما أكسبه شعبية كبيرة في الأوساط الفلسطينية. حتى أن إحدى اتفاقيات المصالحة الفلسطينية في عام 2014 تم توقيعها في منزله بحضور شخصيات قيادية من الضفة الغربية وغزة.

منذ عام 2012، شغل هنية منصب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وتولى منصب رئيس الحكومة في غزة إلى جانب منصبه السياسي، حيث بقي في القطاع لفترة طويلة، ولم يغادره إلا بعد انتهاء الدورة الثانية لرئاسته للمكتب السياسي العام. خلال فترة قيادته لحماس، خلف إسماعيل هنية خالد مشعل في رئاسة المكتب السياسي للحركة في عام 2017، وظل مقيماً في مخيم الشاطئ. بعد عام 2019، انتقل للعيش في العاصمة القطرية الدوحة، مع زيارات متكررة إلى تركيا.

 

إسماعيل هنية: رمز الحضور الاجتماعي والتواصل

 

عرف عن إسماعيل هنية حضوره الاجتماعي البارز في قطاع غزة، حيث كان دائم الزيارات لبيوت العزاء والأفراح، ويلتقي بالعائلات والعشائر الفلسطينية، ويزور أهالي الشهداء والجرحى. ورغم مغادرته القطاع، أبقى منزله مفتوحًا لاستضافة اللقاءات الفصائلية والاجتماعات مع القيادات الشعبية من المخيمات، مؤكدًا حرصه الدائم على الوحدة الوطنية. كما استمر في التواصل مع العائلات الفلسطينية وأسر الشهداء في الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل المحتل، حيث أظهرت العديد من المناسبات والتسجيلات المصورة هذه العلاقات القوية.

وخلال العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فقد هنية العديد من أقاربه من عائلتي هنية وسالم، واستشهد ثلاثة من أبنائه وأحفاده في غارة خلال عيد الأضحى في مخيم الشاطئ. وفي إطار حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، استشهد أكثر من 60 فردًا من عائلته من الدرجتين الأولى والثانية.

وفي مشهد مؤثر، كان هنية في جولة لزيارة الجرحى الفلسطينيين في قطر عندما تلقى نبأ استشهاد أبنائه، ومع ذلك أصر على مواصلة جولته قائلاً: “الله يسهل عليهم”، ما أظهر تماسكه وصلابته.

كان هنية دائم التواصل مع أفراد عائلته ومتابعة أوضاعهم، خاصة خلال الحرب المستمرة على القطاع للشهر العاشر على التوالي. كما كان يتواصل مع النخب الفلسطينية وقيادات الفصائل، مؤكدًا دوره كممثل قوي للمقاومة.

وعلى مدى سنوات قيادته، عُرف هنية بعباراته الشهيرة التي أصبحت شعارات متداولة على المستوى الشعبي، مثل: “لن نعترف بإسرائيل” و”لن تسقط القلاع ولن ينتزعوا منا المواقف”، وهي شعارات عكست مواقفه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية.

وقبل عملية اغتياله، كان هنية يستعد لمغادرة منصبه كرئيس لحركة حماس والمكتب السياسي في الانتخابات الداخلية المقبلة المزمع عقدها في عام 2025، والتي تمنعه من الترشح لدورة جديدة وفقًا للقواعد الداخلية، بعد أن أمضى دورتين في منصبه.

 

أحمد آدم

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى