موقع مصرنا الإخباري:
ما سر زيارة محمد بن زايد السريعة والمفاجئة للسيسي في قصره؟
أثارت زيارة ولي عهد أبوظبي وحاكم الإمارات الفعلي الشيخ محمد بن زايد السريعة والمفاجئة،السبت، لمصر ولقائه رئيس النظام عبدالفتاح السيسي تساؤلات وشكوك العديد من النشطاء حول ماهية هذه الزيارة والهدف من ورائها
وبحسب ما أعلنت وسائل إعلام مصرية فقد وصل ابن زايد مطار القاهرة السبت، واستقبله السيسي في المطار
وكانت تقارير كشفت مؤخرا عن توتر العلاقات بين مصر والإمارات، بسبب دور مشبوه لابن زايد في دعم إثيوبيا بشأن ملف سد النهضة
حيث هدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي برد سيعم صداه المنطقة إن تأثرت حصة بلاده من مياه النيل
ما هو السبب وراء هذه الزيارة السريعة؟
هذا وعلقت الدكتورة فاطمة الوحش على هذه الزيارة المفاجئة متسائلة:”هل زيارة ابن زايد السريعة والمفاجئة الى السيسي لاتخاذ اجراءات حماية لنتنياهو بعد انتفاضة القدس؟”
ليرد عليها أحد متابعيها مبديا رأيه بشأن هذه الزيارة:”على العكس الهدف من المحتمل هو التقارب المتنامى بين مصر وتركيا، وكذلك تبرئة نفسه من الدور الواضح والداعم لاثيوبيا فى سد النهضة”. فيما شدد ناشط باسم محمد العربي على أن تقارب مصر مع تركيا، هو ما يقلق ابن زايد
ابن زايد وسد النهضة
أكدت مصادر مطلعة كانت على علم مسبق بهذه الزيارة، أن هناك رابطا قويا بين زيارة بن زايد المرتقبة للقاهرة والمبادرة الأخيرة التي أعلنتها الإمارات لحلحلة قضية سد النهضة، والتي تحفظت عليها مصر والسودان، الشهر الماضي
ثم عاد وزير الري السوداني ياسر عباس اليوم للحديث عن بعض ملامحها، مشيرا إلى إمكانية تحويل السد إلى استثمار مشترك بين الدول الثلاث بعد ضخ أموال من الإمارات والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي
وذكرت المصادر أن المباحثات ستتناول أيضا الشأن الليبي، وتطور العلاقات المصرية التركية، والاستثمارات الإماراتية في مصر
وخلال الشهر الماضي، بذلت الإمارات جهودا سرية لإقناع مصر والسودان بحلول فنية غير جذرية تمكن إثيوبيا في كل الأحوال من الملء الثاني للسد، وتحقق حالة مؤقتة من عدم الإضرار بالسودان ومصر.تنتهي بنهاية فترة الفيضان الحالية، مع عدم التوصل إلى اتفاق نهائي وملزم لجميع الأطراف يضع قيودا على التصرفات الإثيوبية المستقبلية، لكن القاهرة استطاعت استمالة الخرطوم والإعلان مؤخرا عن رفض هذه الحلول، التي كان أبرزها الاكتفاء بتبادل المعلومات
والخلاف بين مصر والإمارات في هذا الملف ما زال لم يخرج للعلن، لكن مؤشرات التوتر الواضحة كانت لها مقدمات على صعد مختلفة على مدار العامين الماضيين اللذين شهدا شدا وجذبا مكتوما بين القاهرة وأبوظبي على خلفيات سياسية واقتصادية عديدة
كان أبرزها الخلاف حول طريقة التعامل مع الملف الليبي الذي أصبح المصريون يرون أن المواقف الإماراتية ورطتهم فيه لسنوات دون طائل، وإقدام المستثمرين الإماراتيين على الانسحاب من عديد المشروعات، خاصة في العاصمة الإدارية الجديدة
وكذلك سحب الاستثمارات التي كانوا قد وعدوا بها سابقا أو التباطؤ في تطويرها، بحجة سوء الإدارة المصرية لها
تقاعس الإمارات
وأخيرا تقاعس الإمارات في مد يد العون لمصر في أزمة كورونا الأخيرة بالتباطؤ الواضح في إرسال اللقاحات، وتصاعد الحديث عن التعاون مع كيان الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ مشروعات تنموية لوجستية ستؤثر سلبا على المقومات المصرية وأهمها قناة السويس
وذلك كله على الرغم من القشرة التي تغلف هذا الملف من تبادل لعبارات المحبة والإعزاز بين السيسي ومحمد بن زايد، والاتصالات والمشاورات المستمرة في جميع الملفات
وحاولت الإمارات تجاوز حالة التوتر مع القاهرة، إعلاميا، بواسطة سياسة دعائية مكثفة عبر وسائل الإعلام، المملوكة لها، لصالح السيسي، تروج لإنجازاته وتهاجم معارضيه
بصورة يمكن أن تكون أكثر تطرفا من وسائل الإعلام المصرية المحلية ذاتها، لكن هذه السياسة -التي تبدت في الاحتفالات المبالغ فيها بالقنوات الإماراتية بانتهاء أزمة قناة السويس- تفشل في إخفاء التوجهات الحقيقية للإمارات
لكن في الوقت ذاته؛ تلعب هذه الوسائل دورا مغايرا بنشر أنباء وشائعات تحاول تعطيل التقارب المصري التركي تحديدا، وتعيد التركيز على نقاط الخلاف، في الوقت الذي تظهر فيه القاهرة وأنقرة حريصتين أكثر من أي وقت مضى على إحراز تقدم في المفاوضات
ولا أدل على ذلك من الإعلان المشترك عن الاتصال الهاتفي بين وزيري خارجية البلدين هذا الأسبوع، ووقف بعض البرامج المعارضة للنظام المصري في القنوات التي تبث من أنقرة واسطنبول
وتعد الإمارات أيضا واحدة من أكبر المستثمرين الدوليين في مصر. وخلال العام المالي 2019-2020، بلغت استثمارات الإمارات في مصر نحو 1.61 مليار دولار
وأوضح “شفاء العفاري” سبب عدم قيام مصر بالتعبير عن دعمها للمبادرة الإماراتية حتى الآن، قائلا: “مصر تخشى أن تظهر إثيوبيا مرة أخرى خلاف ما تبطن”
وقال إن “القاهرة أصرت على وساطة الرباعية الدولية التي تضم الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة”
وتابع: “لقد سعت مصر من خلال ذلك إلى إحراج إثيوبيا أمام العالم والحصول على حق الدفاع عن نفسها حتى ولو بالتدخل العسكري”
وفي 20 مارس/آذار، رفضت إثيوبيا اقتراح مصر والسودان باللجوء إلى الرباعية الدولية في أزمة “سد النهضة”. وتخطط أديس أبابا لبدء المرحلة الثانية لملء خزان السد في يوليو/تموز
وقال “العفاري” إن “مصر تجري حاليا مشاورات ومناقشات مع الإمارات على أمل التوصل إلى صيغة توافقية
وأكمل: “تخشى مصر الإعلان عن دعمها للمبادرة ثم تراها تفشل بعد ذلك مثل المبادرات السابقة. ولكن يبدو أيضا أن بنود المبادرة غير المعلنة جعلت الأجهزة المصرية متشككة للغاية بشأنها”
وأضاف: “تدرك مصر جيدا قيمة الوقت ولا تريد إضاعة المزيد من الوقت بعد 10 أعوام من المفاوضات غير المثمرة”