موقع مصرنا الإخباري:
أجمل ما فى القراءة هو الاستمتاع بالمحتوى المقروء والذى يجعلك تكمل قراءتك للنهاية، و أفضل ما فى مشاهدة الفيديوهات الوثائقية هو الاندماج فى التفاصيل، فما بالنا إذا كانت تلك الكتب والفيديوهات تتحدث عن سيرة شخصية ساهمت بقدر أو آخر فى محيطها، سواء على مستوى العمل أو الأسرة، ووسط كل ” بوستات الفيس بوك”، ومواقع التواصل الاجتماعى التى جرفت المواطنين، فصاروا غير راغبين فى القراءة، بل إنهم يهربون من ” البوستات الطويلة”، وتركوا القراءة فى الكتب، ومشاهدة الأفلام الوثائقية ومعرفة السير الذاتية، وذهبوا إلى ” تيك توك” والتطبيقات المشابهة، وفرطنا عن عمد أو جهل فى مورد كبير من موارد صناعة الأمم وهو التوثيق والكتابة، ولم يفطن المشاركون فى فعاليات وأحداث عشر سنوات مصيرية فى عمر الوطن، أنهم مطالبون بتسجيل كل سيرتهم ويومياتهم وكل ما فعلوه سلبا وإيجابا، وسواء كان هذا التسجيل معلن أو متروك لحينه، إلا أنه مطلوب وضرورى وواجب دينى ووطنى، حتى يكون مرشدا و دليلا على المرحلة وللأجيال القادمة.
وفى ذلك الإطار كنت كتبت مقالات سابقا عن المذكرات المفقودة، أتحدث فيه فى ذلك الشأن تحديدا، وهى فكرة التوثيق والكتابة والتسجيل، ثم قرأت مقالين للصديق العزيز محمد أحمد طنطاوى، يتحدث فيهما عن حوار تليفزيونى للمؤرخ الكبير والكاتب الصحفى سعيد الشحات، ويقول فيهما ما أود قوله وشرحه والتذكير به يوميا وأسبوعيا وطالما أعطانى الله من عمر، وهو ضرورة حث كل شخصية فى مصر على تسجيل ما شاركت فيه من أحداث، أو ما قاموا به فى محيطهم، حتى لو وصل الأمر لمستوى الفرد فى منزله، وهو تسجيل يوميات عن حياته وتفاصيلها.
وطرح الصديق المثقف محمد طنطاوى فكرة المشروع القومى للتوثيق، وهو مشروع قومى يتماشى مع كل المشروعات القومية فى الدولة، ويسير سيرا مع المشروع القومى للعقل القومى للدولة المصرية التى أعلنت عنه الدولة فى العديد من المناسبات، وهو ما يدعونا لطرح الأمر مرة أخرى على القائمين عليه، هو أن يكون هناك مكتبة مصورة ومسجلة لكل الشخصيات العامة والفنانين والرياضيين والسياسيين والعسكريين ورجال الدولة، وكل شخص كان له دور فى يوم من الأيام، أن يسجل حياته مكتوبة ومصورة، ويتم الاحتفاظ بذلك المنتج فى المكتبة التى يمكن تحجيم زوارها ووضع معايير نشر المواد التى عليها بعد مرور 30 سنة أو 50 على سبيل المثال كما يفعل فى نشر الوثائق القومية فى العالم، لكن المهم أن يتم ذلك لكل الشخصيات التى ما زالت على قيد الحياة، فى كافة فئات وطبقات الشعب، بل وفتح المجال لكل فرد لديه ما يمكن تسجيله، وترك السقف مفتوحا وغير مراقب فى الحديث، وتأمين الحديث المسجل بكل الوسائل العالمية الممكنة، حتى يخرج الشخص بحديث موضوعى وحقيقى، ويستفيد منه الجميع.
بقلم
زكي القاضي