موقع مصرنا الإخباري:
يعتبر المستحيل الخامس فى مصر أن تجد رأيا حياديا عند المصريون حينما يسألهم السائل عن نوع السيارة التي سيشتريها، فكلمة ” لا” مقدمة على كل شيء، لو سألت صاحب معرض مثلما تسأل سائق التاكسى وجارك وصاحبك، كلهم لن يجتمعوا على نوع واحد، وكلهم لهم رأيهم المختلف، فهذا يرفض الفرنساوى، لان قطع غياره ذات تكلفة مرتفعة، وهذا يحب الفرنساوى لأنه تكنلوجيا و أداء و ينفي عنه فكرة غلاء سعر قطع الغيار ، وهذا يحلف بجميع الأقسام أن سيارته اليابانية هي الأفضل، والاخر يؤكد بأعظم ما عنده أن تلك السيارة ” عفشتها خشنة”، ثم يذهب ذلك مشيرا إلى أن السيارة الفلانية لديها مشاكل فى ” الفتيس”، وحينما تريه الصور وتؤكد مسار الصيانات فى السيارة، يتركك فى حيرة الكلمة العنقودية الأكثر حيرة ” طب ما تخليك فى غيرها أحسن”، طب أقلك ” أنا هشفلك عربية عند جار جارى وصاحب صاحبى”، دوامات من الردود المتشابهة والتى تؤكد حيرتك لا تنفيها، حتى يقابلك ذلك العبقرى قائلا ” صاحب القرش صياد”، فترد عليه ” بس حضرتك أنا مش معايا”، وهنا يمكن استخدام ايموشن السخرية، فيتركك ويمضى.
فى مسار البحث عن السيارة فى مصر ، يمكنك أن تتصفح عشرات الفيديوهات وآلاف المواقع، وداخلك هاجس بأن المعروض فيه شيئا ما، لان الناس تتجمل فى سيارتها، ولا يقولون الحقيقة كاملة، حتى أن ألاف القصص تؤكد أن المشترين حينما يرون السيارات فى الحقيقة، يعلمون أن صورها على الانترنت مجرد صور من مواقع البحث، ولا تمت للحقيقة بصلة، ثم يقول لك آخر الأهم هو إعادة البيع، ثم فى سبيل تلك العبارة تذهب لسيارة لا يوجد بها أى رفاهيات لك ولأسرتك فى سبيل إعادة البيع، مع أن كل السيارات تباع وتشترى، ثم يبحث عبقريا آخر عن العفشة و هل السيارة ” راشة ولا على لونها”، فتكتشف أنك أصبحت أسيرا للتفاصيل دون قرار، و لأشياء لن ترضيك، حتى تختار السيارة التى تقع أمامك فى لحظة معينة قررت فيها أنك ” هشترى وخلاص”، ويجب الاشارة هنا أن الحديث عن السيارات ذات الفئة الشعبوية، فربما يكون الامر مختلف فى السيارات الاغلى.
بقلم زكي القاضي