العمالة المدربة أهم ما يمتلكه قطاع السياحة

موقع مصرنا الإخباري:

العمالة المدربة في السياحة أهم ما يملك هذا القطاع الحيوي، خاصة أنها تحتاج إلى سنوات من الخبرة والتدريب، بالإضافة إلى قدرتها على التكيف مع الأزمات المتكررة، التي تعاني منها السياحة على مدار السنوات الماضية، وبالتحديد خلال الفترة من 2011 حتى الآن، حيث شهدت هذه الفترة ظروف استثنائية بدأت بثورة 25 يناير، وانتهت بجائحة كورونا العالمية، التي مازالت تأثيراتها على الاقتصاد كبيرة وحادة، لذلك علينا الاعتراف بأن العمالة الموجودة في السياحة أهم ما تمتلكه هذه الصناعة.

كنت في رحلة إلى مدينة شرم الشيخ الساحرة الأسبوع الماضي، لقضاء الإجازة الصيفية، وقد كانت كل الأمور على ما يرام، والخدمة الفندقية ممتازة والاستقبال والضيافة على أعلى مستوى، والنظافة جيدة جداً، والإجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار فيروس كورونا تتم في سياقها الصحيح، إلا أنه لفت انتباهي عدد من الملاحظات، التي تخص العمالة في القطاع السياحي، بداية من حامل الحقائب، حتى مدير الفندق، وساعات العمل التي تقضيها هذه العمالة، وحجم التعب والمجهود الكبير الذي يُبذل، حتى يعيش النزيل في أجواء مناسبة وهادئة.

لو اتخذنا من العمالة الموجودة في المطعم الرئيسي لأى فندق نموذجاً، سنشعر بحجم المجهود الذى تقدمه هذه المجموعات، بداية من وجبة الإفطار، التي تبدأ غالباً من السابعة، حتى العاشرة صباحاً، ويسبقها على الأقل ساعة أو أكثر من التجهيز والإعداد، يظل العامل واقفاً على قدميه، دون راحة أو توقف، ثم يتم تنظيف المطعم، والإعداد لوجبة الغداء، التي تبدأ من الواحدة ظهراً، حتى الثالثة أو الرابعة عصراً حسب سياسة كل فندق، ثم تبدأ وجبة العشاء من السابعة حتى العاشرة مساء، وهكذا يسير وقع العمل يومياً، مع العلم أن من يعملون في الصباح هم نفس الأشخاص الذين يعملون في المساء، لذلك علينا أن نرفع القبعة لهذا المجهود الضخم والعمل المتواصل في هذه المهنة الصعبة.

العامل في قطاع السياحة ليس مرفهاً كما يظن البعض، أو يحصل على راتبه وهو جالس أمام البحر أو على حمام السباحة، لكنه يظل لساعات طويلة قد تزيد عن 12 ساعة يومياً في عمل متواصل، دون راحة، لذلك وجبت علينا حسن المعاملة والتعاون مع هذه الأطقم، وتقدير ما تقدمه لنا.

أتمنى أن تشملنا الرحمة في التعامل مع العمالة المسئولة عن “البوفيهات المفتوحة” في الفنادق، وتقدير حجم التعب الذي يلحق بهذه العمالة، التي يحتم عليها العمل أن توزع ابتسامات على الجميع، مع كل طبق فارغ أو ممتلئ، حتى وإن كانت تعمل على مدار الساعة دون راحة أو توقف، لذلك يجب أن نترفق بهم ولا نتصور أننا سنشترى الفندق ومن فيه، نظير الليالى المحدودة التي نقضيها، لذلك أتمنى مراعاة ظروف هذه الشريحة، التي لا تتوقف عن العمل بحثاً عن لقمة العيش، خاصة أن أغلبهم من الشباب.

البعض يرى أن السائح الأجنبي يحصل على خدمة أفضل، والعمالة الفندقية تعطيه مميزات أكبر، وهذا بالفعل صحيح، لكنه أساسي وضروري، فالسائح الذي يقطع كل هذه المسافات لزيارة مصر، يجب أن يحظى بكرم الضيافة والمحبة من أهلها أولاً قبل العمالة الموجودة في الفنادق، لذلك لا يمكن أن نعيب على حسن معاملة الضيوف الأجانب، بل يجب أن يحصلوا على أفضل خدمة ممكنة، فنحن نقدم لهم صورة مصر، التي يجب أن تكون في أفضل وضع، مع ضرورة التأكيد على تقديم خدمة مماثلة للزبون المصري، الذى يعتبر السند والداعم للسياحة في ظل انخفاض معدلات السياحة الخارجية.

بقلم محمد أحمد طنطاوي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى