موقع مصرنا الإخباري:
منذ بداية الحرب السورية، مورست ضغوط على الرأي العام تحاول التأثير على الموقف السوري من التطبيع مع “إسرائيل” دون جدوى.
رداً على هجمات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة ضد الفلسطينيين، بدأت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، فجر اليوم السبت 7 أكتوبر 2023، عملية عسكرية أطلق عليها اسم “القسام”. -طوفان الأقصى”.
تمكن المئات من مقاتلي المقاومة من عبور الخط الفاصل الذي فرضته إسرائيل بين غزة ومحيطها المحتل. وفاجأوا ما يسمى بـ”الجيش الذي لا يقهر”، وهاجموا 50 موقعاً ومركزاً، وقتلوا وجرحوا وأسروا المئات من الجنود والضباط.
ما هو الموقف السوري الرسمي؟
وعقب بدء العملية، نشرت الصفحات الرسمية للرئاسة السورية، صورة مع هاشتاغ طوفان الأقصى، تظهر فيها خريطة فلسطين والمسجد الأقصى والعلم الفلسطيني.
وكانت القنوات السورية قد كانت بالفعل في حالة حداد على شهداء الهجوم الإرهابي على الكلية العسكرية في حمص، لكنها انتقلت لتغطية الأحداث في فلسطين المحتلة.
وعبرت الخارجية السورية عن إدانة سورية لممارسات الاحتلال الوحشية بحق الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن رد المقاومة على هذه الممارسات يثبت حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرضه وممارسة حقه المشروع في العودة وبناء وطنه. مستقبل يليق بهذا الشعب وتراثه وكرامته التي حاول المستعمرون الصهاينة سلبها.
كما أكدت سورية موقفها الرافض لسياسات الترحيل الاستعمارية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، مطالبة الولايات المتحدة والغرب بمنع الاحتلال الإسرائيلي من نقل 2.3 مليون مواطن من قطاع غزة قسراً إلى سيناء خارج فلسطين.
وذكرت الخارجية السورية أن الاحتلال الإسرائيلي استخدم خلال الأسبوع الماضي سياسة الأرض المحروقة ضد أطفال ونساء فلسطين في قطاع غزة والقدس والضفة الغربية، ودمر منازلهم، وقطع الغذاء والدواء عنهم. الكهرباء والمساعدات الإنسانية.
كما دمرت قوات الاحتلال نحو 20 مستشفى في قطاع غزة، مما أدى إلى استشهاد جرحى.
يرتكب الإسرائيليون جرائم وحشية جماعية لإجبار الفلسطينيين على مغادرة فلسطين والفرار إلى سيناء. إننا نشهد تكراراً لنكبة 1948.
ونشر البرلمان السوري بياناً جاء فيه: “إن العملية الشجاعة والبطولية التي قامت بها المقاومة الفلسطينية هي دليل حي على الاقتناع الراسخ بأن المقاومة بكافة أشكالها ووسائلها هي السبيل الوحيد لاستعادة الحقوق المغتصبة وأن المحتل الصهيوني الذي نواجهه لا يفهمه إلا هو”. لغة القوة، وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة».
اجتماع طارئ للفصائل الفلسطينية في دمشق
وعقدت فصائل المقاومة الفلسطينية، الأسبوع الماضي، اجتماعا طارئا في دمشق على خلفية عملية فيضان الأقصى.
وقال ممثل حركة الجهاد الإسلامي في سوريا إسماعيل السنداوي، إن “حزب الله وإيران وسوريا والعراق هم في قلب المعركة، وهم يقفون إلى جانب الشعب الفلسطيني خلال هذه المواجهة الكبرى مع إسرائيل”. كما في كل الجولات السابقة، فإن عملية طوفان الأقصى لا تزال في بداياتها، والأيام المقبلة ستحمل الكثير من المفاجآت لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وندعو نتنياهو إلى خوض معركة برية في قطاع غزة، حيث سيتواجد جنوده. ليكونوا فريسة سهلة لأبطال المقاومة، وحينها ستشهد قوات الاحتلال أسوأ الكوابيس على الإطلاق”.
من جانبه قال عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الدكتور محمد أبو ناموس، إن “معركة طوفان الأقصى رسالة إلى كل الأنظمة العربية التي قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل”. أن هذا العدو أضعف من أن يوفر لهم الحماية. وإننا ندعو كافة الشعوب العربية إلى رفع أصواتها اليوم عالياً لدعم المقاومة الفلسطينية والدفاع عنها وتقديم كل الدعم لها.
“إنقاذ السوريين مقابل التطبيع مع إسرائيل”
منذ بداية الحرب السورية، مورست ضغوط على الرأي العام تحاول التأثير على الموقف السوري من التطبيع مع “إسرائيل”. وكان العدو يحاول ترسيخ الوجود الإسرائيلي كأمر واقع في المنطقة يجب التعامل معه واعتبار التطبيع معه مخرجاً من كل المشاكل التي تواجه البلاد.
وأعلنت بعض الشخصيات «المعارضة» المقيمة في الخارج رغبتها في إبرام «اتفاق سلام» يؤدي إلى التطبيع الكامل وقطع علاقات سوريا مع كل من إيران وحزب الله.
بعضهم أجرى لقاءات مباشرة مع شخصيات إسرائيلية، وزاروا تل أبيب التي قدمت الدعم الإسرائيلي للجماعات المسلحة بأشكال مختلفة، بما في ذلك استلام الجرحى من الجماعات المسلحة في المستشفيات في الأراضي العربية المحتلة.
وتفاقمت آثار الحصار الاقتصادي الغربي على البلاد منذ أن بدأت الإدارة الأميركية تطبيق “قانون قيصر” عام 2020.
وبدأ الترويج المشبوه للمقترحات من جديد، حيث قال إن «التخلص من الواقع الاقتصادي الصعب لا يمكن تحقيقه إلا من خلال التطبيع مع إسرائيل».
لكن الرد الشعبي السوري كان دائماً هو نفسه، حيث أعادت أحداث عملية فيضان الأقصى إشعال المشاعر الشعبية لدى السوريين الرافضة للتطبيع، الداعمة لكافة فصائل المقاومة الفلسطينية دون استثناء.
من سوريا… هنا فلسطين!
شارك الشعب السوري في مسيرات تضامنية كبيرة ومتعددة دعماً للمقاومة الفلسطينية وعملية فيضان الأقصى في مواجهة الاعتداءات الغاشمة للاحتلال الإسرائيلي.
هبة عبد الحميد، الطالبة في كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق، قالت : “السوريون يدعمون القضية الفلسطينية، حتى تحرير الأرض وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس”. . إن كل البطولات التي تشهدها فلسطين اليوم تعطي أمل النصر لكل الشعوب التي آمنت بالقضية وقاومت المحتل وقدمت الشهداء في سبيل تحرير الأراضي المحتلة.
واعتبرت المحامية جميلة منصور أنه “في الماضي كنا ندعم فلسطين المنكوبة، أما اليوم فإننا ندعم فلسطين القوية القادرة بفضل شجاعة ووفاء شعبها ودعم محور المقاومة”.
من جانبه دعا عوض أبو دقة، طالب الدراسات العليا في كلية الإعلام بجامعة دمشق وهو من غزة، المجتمع الدولي بهيئاته ومنظماته إلى تحمل مسؤولياته تجاه جرائم الاحتلال بما فيها الاحتلال. القتل الوحشي للمدنيين والأطفال في فلسطين، وقطع المياه، وتشديد الحصار على غزة، لافتاً إلى أن 25 شخصاً من عائلته استشهدوا في غزة خلال الأيام القليلة الماضية، غالبيتهم من الأطفال.
أما طبيب الأطفال علي الكردي، فقال إن هذه هي المرة الثانية التي يشعر فيها بأن الكيان الصهيوني على وشك التلاشي، علماً أن المرة الأولى التي شعر فيها بهذا الشعور كانت في حرب تموز (يوليو) 2006.
سوريا
قطاع غزة
فلسطين المحتلة
غلاف غزة
عملية طوفان الأقصى
فلسطين
إسرائيل
الاحتلال الإسرائيلي
الحرب على سوريا
كتائب القسام
غزة