قال مسؤولون فى السودان، إن الوضع السياسى الداخلي لإثيوبيا جعل أدیس أبابا تتراجع عن توجهها المضر بشأن سد النهضة، فى إشارة إلى الضرر المتوقع من السد على دولتى المصب، مصر والسودان.
كما أكد المسؤولون السودانيون استعداد بلادهم لحل قضية سد النهضة تحت مظلة الاتحاد الأفريقى وبمشاركة أطراف دولية.
وكانت إثيوبيا أعلنت أنها ستبدأ تنفيذ الملء الثانى لسد النهضة 22 يوليو المقبل رغم وجود اعتراضات من مصر والسودان، القرار الذى اعتبره محللون تراجعاً إثيوبياً لتجنب المواجهة مع مصر والسودان.
وفي نفس السياق كشفت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، لأول مرة عن الدور الذي لعبته الولایات المتحدة الأمریکیة بحسم العديد من نقاط الإختلاف في مفاوضات سد النهضة الإثيوبي.
وقالت الوزيرة السودانية خلال لقاء اسفيري مع خريجي الجامعة الأمريکیة بالقاهرة والأردن، أن وساطة واشنطن أحرزت تقدماً في المفاوضات، وذلك رغم التراجع الإثيوبي عن ما تم الإتفاق عليه من خلال الوساطة الأمریکیة.
وأكدت المهدي- طبقاً لوكالة السودان للأنباء- أن تقدماً اٌحرز في المفاوضات فيما تبقي نقاط قليلة تتعلق بالاتفاق القانوني حول الملء والتشغيل.
وأشارت إلى أن السودان يتطلع إلى التوصل لاتفاق قانوني ملزم حول الملء والتشغيل قبل الملء الثاني لسد النهضة.
ولفتت إلى أن هذه الرؤية السودانية حظيت بتوافق وطني كبير بين مكونات الحكومة الانتقالية والشارع السوداني.
إضافة إلى تفهم إقليمي ودولي ارجعته لمعقولية الطرح وموضوعيته.
فيما جدّدت وزيرة الخارجية السودانية استعداد الخرطوم للتفاوض من أجل حل القضية بوسائل سلمية وبرعاية الاتحاد الأفريقى، بجانب الترحيب بدور الشركاء الدوليين كضامنين ومسهلين، وذلك باستلهام التجارب العالمية والأفريقية في التعامل مع الأنهار العابرة للحدود.
واستدلت على ذلك بتجربتي نهري النیجر والسنغال، وإمكانية التعاون في المنافع المشتركة من الأنهار.
وأوضحت بأن الولایات المتحدة لعبت دورا مهما في الوساطة التي قالت إنها حسمت المسائل الفنية والقانونية.
وأنه تبقت نقاط قليلة تتعلق بالاتفاق القانوني حول الملء والتشغيل وبعض المسائل الفنية والقانونية القليلة.
لكنها أشارت إلى أن المفاجأة تمثلت في تراجع إثيوبيا عن ما اتفق عليه في وقت عادت ونوهت إلى الدور الكبير والمأمول من الولایات المتحدة في الضغط السياسي والدبلوماسى على إثيوبيا وقطعت المهدي بأن السودان تجاوب مع مبادرة الإتحاد الأفريقي، تأكيدًا على مبدأ الجدية والحلول الأفريقية، كما شدّدت على أن المدخل السياسي لقضية سد النهضة فرضته إثيوبيا نتيجة للوضع السياسي الداخلي، الأمر الذي قالت إنه جعل السودان يسعي بالضغط السياسي لإبطال هذا التوجه المضر بالعلاقات الثنائية والمصالح المشتركة…الداخلي