موقع مصرنا الإخباري:
الجميع يرى مشاهد راقية بين المدربين واللاعبين والجماهير خلال مباريات بطولة كأس أمم أوروبا “يورو 2020″، التي تلفظ أنفاسها الأخيرة، المشاهد هنا تبدو عادية عند البعض خاصة أنه معتاد في معظم الدوريات والبطولات الأوروبية، لكنه يقودنا نحن إلى ما نراه الاتهامات هنا وهناك بين جماهير الأهلى والزمالك في كل المناسبات وأخطرها ساحات السوشيال ميديا، وأكثر ما لفت نظري مؤخرًا ما تعرض له عماد النحاس المدير الفني للمقاولون العرب من هجوم قاس يشنه ضده بعض جماهير القلعة البيضاء، وصل لحد اتهامه بمخالفة شرف مهنة التدريب، والتفويت الدائم عند مواجهة فريق القلعة الحمراء، بوصفه أحد لاعبيه السابقين.
بالتأكيد ما يتعرض له عماد النحاس مخالف لكل الأعراف والتقاليد التي تربينا عليها، ولا يمت بأي صلة للروح الرياضية الهدف الأسمى من ممارسة كرة القدم، فما رأيته على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، جعلني أشعر كأننا على شفا حرب بسبب تبادل الألفاظ غير الأخلاقية وتوجيه اتهامات تمس الشرف والأعراض.
لا أعلم لماذا وصل بنا الحال إلى هذه الدرجة المتدنية من الأخلاق؟.. فقد أصبح العالم يرى “غسيل” الكرة المصرية علناً، وهو ما يؤكد أن هناك “نقص” في المفهوم الحقيقي جراء المنافسات في كرة القدم والهدف الأسمى من ممارستها، وذلك على عكس ما نشاهده في معظم دوريات العالم التي تعيش فى هدوء وسكينة ويكون الهدف الأول هو البحث عن المنافسة أو إثبات الذات.
من يريد أن يتعلم دروس الروح الرياضية والمنافسة الشريفة، يذهب فورًا إلى الدروس التي شاهدناها في يورو 2020، ولعل أبرز درس كان مع بداية البطولة بعد سقوط إريكسن لاعب منتخب الدنمارك على أرضية الملعب وتعرضه للإغماء خلال مواجهة منتخب بلاده أمام فنلندا، في أولى مباريات المنتخبين بدور المجموعات للبطولة، حيث كاد أن يفارق الحياة قبل أن يتدخل المسعفين وتم إنقاذه وخضوع لجراحه في القلب، فقد كان لهذه الواقعة أثر بالغ على البطولة بأكملها بعد الدعم الكبير الذي تلقاه اللاعب من كل الاتجاهات المنتخبات المشاركة والجماهير والنجوم العالميين السابقين.
فعليًا، الأمر في الساحة الرياضية المصرية أصبح موجعاً لدرجة اغتصاب العقول.. نحن نحتاج أشياء كثيرة.. وقفة حاسمة بوضع ضبط وربط للمسابقات المحلية، وتنفيذ اللوائح وفقاً لقوانين “فيفا”.. وجود توعية لجميع اللاعبين بقواعد وقوانين التعاقد مع نادٍ جديد.. توعية الجماهير بالتشجيع المثالي والبداية تبدأ من مجالس إدارات الأندية، وضع ضوابط لمحاسبة المتجاوزين سواء في الفضائيات أو الملاعب أو حتى على مواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها من الأمور المعلومة للجميع.. أعتقد أنه حان الوقت للقضاء على مقولة: “يبقي الوضع كما هو عليه وعلى المتضرر أو الذي لا يعجبه الحال أن يخبط رأسه في أقرب حيطة”.
بقلم حازم صلاح الدين