يجتمع الرئيس الأميركي جو بايدن بالرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين في البيت الأبيض، الاثنين، لإجراء مناقشات موسعة بشأن مساعي الولايات المتحدة للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني.
ونقلت وكالة “رويترز” عمن وصفته بمصدر مطلع أنه من المتوقع أن يبلغ بايدن نظيره ريفلين أن الولايات المتحدة وإسرائيل تتشاركان الهدف نفسه، وهو عدم السماح لإيران بإنتاج سلاح نووي.
وأضاف المصدر أن بايدن سيؤكد دعم الولايات المتحدة لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
ومن المتوقع أيضاً أن يناقش الرئيسان الحرب التي خاضتها إسرائيل طوال 11 يوماً في غزة. وكانت الولايات المتحدة تعهدت بتحديث نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي المعروف بـ”القبة الحديدية”، الذي استخدم بكثافة خلال الحرب الأخيرة.
وتشكل زيارة واشنطن جولة وداع لريفلين الذي تنتهي ولايته في 7 يوليو المقبل، بعدما أمضى 7 سنوات في منصبه، وسيخلفه يتسحاق هرتسوغ المنتخب حديثاً.
وتأتي زيارة ريفلين بعد يوم من لقاء وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في روما، حيث “ناقشا الاستقرار الإقليمي”، بحسب الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس.
وأبلغ لبيد نظيره بلينكن بـ”تحفظات إسرائيل الشديدة” على المحادثات النووية مع إيران في فيينا، في وقت شدد بلينكن على أنه “قد يكون لدينا بعض الخلافات مع إسرائيل، لكننا متفقون بشأن المصالح المشتركة”.
اتصالات مكثفة
إسرائيل كثفت في الآونة الأخيرة اتصالاتها مع مسؤولين أميركيين بشأن الاتفاق النووي الإيراني، خصوصاً مع تقدم محادثات فيينا الرامية إلى العودة للاتفاق الموقع في عام 2015.
والأحد الماضي، زار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي واشنطن، حيث التقى عدداً من كبار مسؤولي الدفاع الأميركيين، مثل وزير الدفاع لويد أوستن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي، وقائد القيادة المركزية الأميركية كينيث ماكنزي وآخرين.
وقالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، إن كوخافي أبلغ الأميركيين برفضه خطتهم للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، وأكد مجدداً “إخفاقات الاتفاق النووي الحالي”، وحاول إقناع المسؤولين الأميركيين بأساليب بديلة لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي؛ كما شاركهم التقييمات الإسرائيلية للتوسع العسكري لإيران في الشرق الأوسط.
وقالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، إميلي هورن، إن سوليفان وكوخافي “ناقشا التحديات التي تواجه الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، بما في ذلك التهديد الذي تشكله أنشطة إيران الخبيثة في المنطقة، وأكد سوليفان التزام الرئيس (بايدن) ضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي”.
عقبة في مفاوضات فيينا
الأحد الماضي، انتهت الجولة السادسة من مفاوضات فيينا، وقالت صحيفة “جيروزاليم بوست” إن الإدارة الأميركية تريد تأجيل بدء الجولة السابعة من أجل إجراء المزيد من المحادثات مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة بشأن موقفها من العودة إلى الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، ووصفه بأنه “ضعيف جداً”.
وبعدما كان سائداً أن مفاوضات فيينا تقدمت وأصبحت في مرحلة صياغة الوثائق، قال وزير الخارجية الأميركي، الجمعة، بعد لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، إن المفاوضات “قد تواجه عقبة لا يمكن تجاوزها”، مشيراً إلى إمكان انسحاب الولايات المتحدة من المحادثات.
وأكد بلينكن أنه “في حال واصل الإيرانيون تشغيل أجهزة طرد مركزي أكثر تطوراً وبمستويات أعلى، فإننا قد نصل إلى نقطة تكون فيها العودة (إلى الاتفاق النووي) صعبة من الناحية العملية”.
كذلك قال المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران روبرت مالي، الجمعة، إن محادثات فيينا “لم تصل بعد إلى نقطة تمكننا من اعتبار أن الإيرانيين وافقوا على اتخاذ خطوات تشعرنا بالثقة”، مؤكداً أن واشنطن لن ترفع العقوبات كافة التي أعادت إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب فرضها على طهران.
وكانت مصادر مطلعة على مفاوضات فيينا قالت لـ”الشرق”، الأربعاء الماضي، إنه “تم الاتفاق بشكل أولي على رفع عدد كبير من العقوبات عن إيران… المتعلقة ببيع النفط الإيراني وشحنه، كما تم التفاهم على حذف بعض الأسماء الإيرانية الكبيرة من لائحة العقوبات”، لكن في المقابل، ستبقى بعض العقوبات على إيران لـ”خرقها التزاماتها بموجب الاتفاق النووي”، بحسب المصادر.