قال مصدر ملاحي يمني للجزيرة، إن قوات الحوثيين أجبرت سفينة حاويات كانت متجهة إلى إسرائيل على تغيير مسارها، وأن السفينة المحتجزة في طريقها للمواني اليمنية، في الوقت الذي تبحث فيه واشنطن تشكيل “أوسع تحالف بحري ممكن” لحماية السفن في البحر الأحمر. وكانت هيئة التجارة البحرية البريطانية ذكرت أن جهة تصف نفسها بالبحرية اليمنية أبلغتها بأنها حوّلت مسار سفينة نحو سواحل اليمن. وقبل قليل أعلنت الهيئة البريطانية أنها تلقت بلاغا عن نداء استغاثة لسفينة صعد عليها مجهولون قرب بوصاصو بالصومال. من جانبها، قالت شركة الشحن الدانماركية “إيه بي مولر ميرسك” إن سفينة الحاويات التابعة لها “ميرسك جبل طارق” استُهدفت بصاروخ بينما كانت في طريقها من صلالة بسلطنة عمان إلى جدة في المملكة العربية السعودية، وإن السفينة وطاقمها بخير. ولم يتضح على الفور ما إذا كان الصاروخ قد أصاب السفينة أو لا. وقالت ميرسك في بيان “في هذا التوقيت، ما زلنا نعمل على التأكد من الحقائق المتعلقة بالحادث”. وعلى صعيد متصل، قال مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) للجزيرة، إنه رُصد إطلاق صواريخ صوب سفينة تجارية في محيط باب المندب. وأضاف “لا معلومات بشأن تلقي سفننا الحربية نداء استغاثة من السفينة المستهدفة في باب المندب”. ووقع الحادث قرب مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن، حيث أعلن الحوثيون اليمنيون يوم الثلاثاء الماضي مسؤوليتهم عن هجوم صاروخي على ناقلة كيماويات نرويجية. تعليمات إسرائيلية من ناحية أخرى، ذكر موقع غلوبس المختص بالاقتصاد الإسرائيلي أن تل أبيب أصدرت تعليمات للمواني الإسرائيلية، بحجب بيانات سفنها القادمة والمغادرة، تجنبا لتعرضها إلى هجوم. وذكر الموقع، أن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي أصدر تعليمات عاجلة إلى المواني، لإزالة المعلومات المتعلقة بوصول ومغادرة السفن من مواقعها الإلكترونية. المبعوث الأميركي لليمن تيم ليندركينغ قال إن التحالف يهدف لإرسال إشارة إلى الحوثيين بعدم التسامح مع الهجمات (رويترز) تحالف بحري ويأتي ذلك بينما قال المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ، إن الولايات المتحدة تريد تشكيل “أوسع تحالف بحري ممكن” لحماية السفن في البحر الأحمر. ونقلت وكالة رويترز عن ليندركينغ قوله، إن الولايات المتحدة تريد من التحالف متعدد الجنسيات أن يرسل “إشارة مهمة من المجتمع الدولي مفادها، أنه لن يتم التسامح مع تهديدات الحوثيين للشحن البحري الدولي”. وأضاف أن الولايات المتحدة تهدف إلى توسيع قوة العمل البحرية الدولية الحالية لتصبح “تحالفا دوليا يخصص بعض الموارد لحماية حرية الملاحة”. وفرقة العمل الحالية في البحر الأحمر وخليج عدن، والمعروفة باسم فرقة العمل المشتركة 153، هي تحالف يضم 39 دولة بقيادة نائب أميرال الأسطول الخامس الأميركي المتمركز في البحرين. وأوضح ليندركينغ أن “هناك تقييما نشطا للغاية يجري في واشنطن حول الخطوات اللازمة لحمل الحوثيين على وقف التصعيد”، داعيا الجماعة اليمنية إلى إطلاق سراح طاقم السفينة غالاكسي ليدر، التي احتجزتها في 19 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم. وأحجم ليندركينغ عن تحديد الدول أو عدد البلدان الأخرى التي تواصلت معها واشنطن للانضمام إلى التحالف الموسع، لكنه قال، إنه يجب أن يكون “أوسع تحالف ممكن”. وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان للصحفيين الأسبوع الماضي، إن واشنطن تجري محادثات مع دول أخرى بشأن قوة عمل بحرية “تضمن المرور الآمن للسفن في البحر الأحمر”، لكنه لم يذكر مزيدا من التفاصيل. تحذير إيراني من جهتها، حذّرت إيران اليوم الخميس من أن مثل هذه القوة ستواجه “مشكلات استثنائية”. وحذّر وزير الدفاع الإيراني العميد محمد رضا أشتياني، الولايات المتحدة من تشكيل تحالف دولي في البحر الأحمر، مشيرا إلى أن المنطقة لم تعُد قادرة على تحمل المزيد من صراعات القوى، وأن “الجانب الأميركي لا يمكنه القيام بمثل هذه الخطوة”. وقال، إن “الأميركيين إذا أرادوا ارتكاب مثل هذا الحماقة، فسوف يواجهون مشكلات هائلة. كل الدول موجودة في هذه المنطقة وهي منطقتنا نحن”. وأكد الوزير الإيراني أن بلاده لديها سيطرة على تلك المنطقة، وأنه لا يستطيع أحد على الإطلاق المناورة فيها. وفي 14 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، هدد زعيم الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي -خلال خطاب تلفزيوني- باستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر. وأعلن الحوثيون، في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، الاستيلاء على سفينة الشحن غالاكسي ليدر، المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر، واقتيادها إلى الساحل اليمني، تضامنا مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، حسب متحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع. وتوعّدت جماعة الحوثي مرارا باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، تضامنا مع فلسطين، ودعت الدول إلى سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن.
المصدر : الجزيرة