أصدر رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، أمس الأحد، قرارا بتشكيل فريق طوارئ لمواجهة تداعيات أمطار غزيرة في جنوب غربي البلاد أودت بحياة شخصين صعقًا.
كما أعلن رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب أسامة حماد حالة الطوارئ في هذه المنطقة، وذلك بعد أيام من الذكرى السنوية الأولى لكارثة إعصار دانيال المدمر الذي ضرب مناطق شرقي البلاد.
جاء ذلك وفق قرارين من رئيسي الحكومتين، عبر بيانين على “فيسبوك”، بالتزامن مع تحذيرات من أمطار غزيرة في الساعات المقبلة.
كما أوقف مطار سبها الدولي جنوبي ليبيا رحلاته الدولية والمحلية إثر تضرر أجزاء من مرافقه، بعد الأمطار الغزيرة التي هطلت الليلة الماضية على المدينة.
وانقطعت الكهرباء عن المدينة بعد الأمطار التي هطلت لمدة ساعتين تقريبا، وقالت مصادر محلية للجزيرة من سبها، إن الحياة بدأت تعود لطبيعتها بشكل تدريجي إلى المدينة.
والسبت، سقطت أمطار غزيرة على مدن ومناطق جنوب غربي ليبيا، منها براك الشاطئ وغدوة والمنصورة وقيرة وأوباري والجفرة والفقهة ومنطقة سلسلة جبال أكاكوس وأم الأرانب.
وتسببت الأمطار في سيول بالأودية الجبلية، وكانت مدينة سبها (750 كيلومترا جنوب طرابلس) الأكثر تضررا، لا سيما بعد مصرع شخصين وإصابة 40 آخرين، بالإضافة إلى غرق مناطق منها مستشفى المدينة ومطارها.
والأحد، حذر المركز الوطني للأرصاد الجوية الليبي (حكومي)، من أمطار رعدية على بعض مناطق الجنوب الغربي في الساعات القادمة.
إجراءات حكومية
واستجابة لذلك التحذير، أعلنت حكومة الوحدة أن الدبيبة شّكل فريقا حكوميا للطوارئ والاستجابة السريعة، برئاسة وزير الحكم المحلي بدر الدين التومي.
وبتوجيهات من الدبيبة، طالب التومي، وفق منصة “حكومتنا” (الرسمية)، الشركة العامة للكهرباء والمياه والصرف الصحي ومركز طب الطوارئ والدعم وأجهزة الحرس البلدي والإصحاح البيئي والإسعاف والطوارئ ووزراء الداخلية والصحة والشؤون الاجتماعية، بتسخير الإمكانيات اللازمة لمجابهة تقلبات الأحوال الجوية بالمنطقة الجنوبية.
من جانبه، أمر رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب أسامة حماد بتشكيل “لجنة طوارئ واستجابة سريعة” لمدينة سبها ومدن ومناطق الجنوب الغربي، برئاسة وزير العمل عبد الله الشارف، وعضوية وزراء ورؤساء هيئات، وفق بيان.
وستمارس اللجنة، وفق قرار حماد، مهامها ميدانيا من سبها ومناطق ومدن الجنوب الغربي، وهي مكلفة بالوقوف على تداعيات السيول وتوفير الإمكانيات العاجلة لإغاثة المواطنين ومعالجة الأعطال في الخدمات والتأهب للتعامل مع تقلبات الطقس المتوقعة.
وتسببت الأمطار الغزيرة أكثر من مرة في أضرار بالغة بمدن ومناطق ليبية، آخرها مدينة الكفرة (جنوب شرق)، والتي شهدت في 11 أغسطس/آب الماضي، عاصفة مطرية غير مسبوقة منذ 72 عاما.
وفي العاشر من سبتمبر/أيلول 2023، تسبب الإعصار المتوسطي دانيال المصحوب بأمطار غزيرة في دمار بعدة مناطق بشرقي ليبيا، وكانت مدينة درنة الأكثر تضررا بسبب انهيار سدين؛ مما تسبب في مصرع 4540 شخصا، وفق إحصائيات رسمية.
وتوجد في ليبيا حكومتان، إحداهما معترف بها دوليا وهي حكومة الدبيبة، ومقرها العاصمة طرابلس، وتدير منها غرب البلاد بالكامل.
أما الثانية فهي حكومة حماد، وكلفها مجلس النواب، ومقرها بمدينة بنغازي، وتدير شرق البلاد بالكامل ومدنا في الجنوب.
المصدر : الجزيرة + الأناضول