أعلنت الحكومة الأمريكية فرض قيودا واسعة النطاق على المساعدات الاقتصادية والأمنية لإثيوبيا بسبب الفظائع في إقليم تيجراي، كما حظرت منح تأشيرات لمسؤولين إثيوبيين حاليين أو سابقين وكذلك مسؤولين بالحكومة الإريترية على صلة بالأزمة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، مساء الأحد، إن الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة تهدف للضغط من أجل حل الأزمة، موضحا: «هذا وقت تحرك المجتمع الدولي».
كانت الحكومة الأمريكية دعت عبر سفارتها في إثيوبيا إلى ضرورة الالتزام بالقانون الإنساني الدولي وتجنب استهداف العاملين بالمجال الإغاثي في إثيوبيا.
وأكدت السفارة في بيان على الدور الذي تلعبه حكومة البلد الأفريقي لضمان سلامة المدنيين، مشيرة إلى أن الأخيرة تضطلع بدور مركزي في ضمان سلامة المدنيين، بما في ذلك المجتمع العامل بالمجال الإنساني.
ودعا البيان جميع الأطراف المسلحة إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، تسهيل الوصول الآمن والمتسق للمساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين.
وأوضح أنه منذ نوفمبر الماضي، قُتل 7 من العاملين في المجال الإنساني بإقليم تيجراي شمالي إثيوبيا لوحده، فيما قُتل عامل إنساني آخر في أماكن أخرى من البلاد، دون تحديد، مشيرا إلى أن جميعهم قتلوا أثناء دعمهم التدخلات المنقذة للحياة للأشخاص المحتاجين.
وفي وقت سابق، أصدرت وزارة الخارجية الإثيوبية بيانا حول ما وصفته بالاتهامات الجائرة وغير المبررة الموجهة ضد البلاد، وقالت الوزارة إن إثيوبيا دولة ذات سيادة، ولا يمكنها قبول أي إملاءات من الخارج بشأن كيفية إدارة شؤونها الداخلية، بحسب وكالة الأنباء الإثيوبية.
وأشار البيان إلى أن «حكومة إثيوبيا تريد أن توضح مرة أخرى أن نشر الهياكل والوسائل الأمنية اللازمة لضمان سيادة القانون في جميع أركان حدودها يقع ضمن مسؤوليتها».
وقد نفى وزير الخارجية سامح شكري، الأنباء المتداولة عن موافقة مصر على إقدام أثيوبيا على الملء الثاني لسد النهضة بشكل منفرد دون التوصل لاتفاق مع مصر والسودان.
وقال شكري، في تصريحات لبرنامج «الحكاية» على قناة «إم بي سي مصر»: «لو قامت إثيوبيا بالملء الثاني لسد النهضة بشكل منفرد دون اتفاق شامل حول الملء والتشغيل، تكون خالفت تعهداتها وفق اتفاق المبادئ، ويمثل خروجا لإثيوبيا عن قواعد القانون الدولي واتفاق المبادئ».
وشدد شكري على أن مصر لن تتهاون في الحفاظ والدفاع عن مصالحها المائية، مشيراً إلى أن تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي، والمسؤولين المصريين مثل وزيري الري والخارجية تأتي دائما في هذا الصدد.
واختتم الوزير تصريحاته بأن مصر لن تقبل أي أضرار تقع عليها في هذا الشأن.
كان وزير الخارجية قد أدلى بتصرحيات إعلامية منذ أيام فسرها البعض على أنها موافقة مصر على ملء أثيوبيا لبحيرة سد النهضة بشكل منفرد دون التوصل لاتفاق.