كشفت مصادر مصرية خاصة عن أزمة مكتومة تمر بها العلاقات المصرية الجزائرية. وقالت المصادرإن اتصالات رفيعة المستوى جرت أخيراً بين مسؤولين من البلدين، أبدت خلالها القاهرة انزعاجها من تطور العلاقات الجزائرية مع إثيوبيا، في وقت تدرك فيه الجزائر جيداً مساعي أديس أبابا لتوظيف أطراف عربية في أزمتها مع القاهرة بشأن سد النهضة الذي يمثل تهديداً حقيقياً للأمن المائي المصري.
وأوضحت المصادر أنه في المقابل، أبدى الجانب الجزائري استياءه من التحركات المصرية الخاصة بملف الأوضاع في ليبيا، بمعزل عن الجزائر، التي تعد واحدة من القوى صاحبة النفوذ في المشهد الليبي، لاعتبارات الجوار، إذ ترتبط بحدود برية كبيرة مع ليبيا، فضلاً عن تأثرها بتحركات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في شرق ليبيا، بدعم مصري.
وقالت المصادر إنّ القاهرة رصدت تحركات جزائرية، لا يمكن فهمها إلا في إطار إحراج القاهرة في ملف سد النهضة، من خلال دعم أديس أبابا من جانب طرف عربي أفريقي قوي، مشيرة في الوقت نفسه إلى رغبة إثيوبيا في البحث عن قوة عربية لها ثقلها داخل الاتحاد الأفريقي لمد علاقات التعاون معها، وانتزاع موقف داعم لها، وهو ما تلاقى مع رغبة جزائرية في توجيه رسائل غاضبة للقاهرة بشأن الملف الليبي. ويأتي حديث المصادر بعدما أبرزت محادثات بين إثيوبيا والجزائر أخيراً الإرادة المشتركة لرفع التعاون الثنائي في شتى المجالات إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة، مع تكريس البعد الاستراتيجي للشراكة من خلال مبادرات للتعاون.
وقالت المصادر إنّ القاهرة رصدت تحركات جزائرية، لا يمكن فهمها إلا في إطار إحراج القاهرة في ملف سد النهضة، من خلال دعم أديس أبابا من جانب طرف عربي أفريقي قوي، مشيرة في الوقت نفسه إلى رغبة إثيوبيا في البحث عن قوة عربية لها ثقلها داخل الاتحاد الأفريقي لمد علاقات التعاون معها، وانتزاع موقف داعم لها، وهو ما تلاقى مع رغبة جزائرية في توجيه رسائل غاضبة للقاهرة بشأن الملف الليبي. ويأتي حديث المصادر بعدما أبرزت محادثات بين إثيوبيا والجزائر أخيراً الإرادة المشتركة لرفع التعاون الثنائي في شتى المجالات إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة، مع تكريس البعد الاستراتيجي للشراكة من خلال مبادرات للتعاون.
ويأتي هذا في الوقت الذي نقل فيه وزير الشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، الخميس الماضي، خلال زيارة له إلى إثيوبيا، رسالة من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، تم التأكيد فيها على مسألة التزام البلدين بالشراكة الاستراتيجية وتطلعهما المشترك إلى ترقية السلم والاستقرار في مختلف مناطق القارة الأفريقية، علاوة على التضامن والتعاون بين الهيئات الأفريقية والعربية. كما التقى لعمامرة بنائب رئيس الوزراء الإثيوبي، وزير الخارجية ديميكي ميكونان، واستعرض معه مجالات التعاون الثنائي، وعلى رأسها المجالات الاقتصادية والتجارية، وتبادلا وجهات النظر حول المسائل ذات الاهتمام المشترك على المستوى القاري والدولي.
كما تم الاتفاق خلال الاجتماع بين الوزيرين الجزائري والإثيوبي على البدء في التحضيرات لعقد الدورة الخامسة للجنة المشتركة الإثيوبية الجزائرية وتسريع وتيرة إنجاز مشروع اتفاق قيد الدراسة حول الخدمات الجوية والذي سيسمح بافتتاح خط جوي مباشر للشركة الوطنية الإثيوبية للطيران يربط عاصمتي البلدين.
وخلال اللقاء الذي تطرق إلى أزمة سد النهضة، أكد الوزيران التوافق بخصوص القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما جهود إسكات صوت السلاح في جميع بؤر التوتر عبر القارة وأهمية الاتحاد الأفريقي، وآفاق تعميق الشراكة بين أفريقيا والعالم العربي.
يذكر أنّ وزير الخارجية المصري سامح شكري كان قد أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة، في 10 يوليو الحالي، إذ قدّم له التهنئة بمناسبة توليه مهام منصبه. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد حافظ، في حينه، إنّ “شكري أعرب عن تطلعه لاستمرار وتيرة التنسيق والتشاور بين البلدين، والدفع قدماً بالعلاقات الثنائية في مختلف أطرها، بما يخدم مصالح البلدين ويلبي تطلعات شعبيهما”. وأضاف أنّ “الوزيرين تطرقا إلى المستجدات على الساحة الليبية، وكذا تطورات قضية سد النهضة، إضافة إلى تبادل وجهات النظر إزاء الأوضاع الإقليمية، وضرورة تكاتف الجهود نحو تغليب الحلول السلمية للقضايا العربية على نحو يحفظ وحدة الدول العربية واستقلال أراضيها، وينأى بها عن أي تجاذبات لا تراعي مصالحها وحقوق شعوبها في الاستقرار والنماء”.
وساهم الملف الليبي في توتر العلاقات بين الجزائر ومصر. ففي الوقت الذي أعلن فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في 20 يونيو من العام الماضي، أنّ حدود سرت الجفرة خط أحمر أمام القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني وغرب ليبيا يحظر الاقتراب منها، ملوحاً بالتدخل المباشر عسكرياً في ليبيا حال تجاوزها، قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في حديث صحافي في 8 يونيو الماضي، أنّ بلاده كانت قد اعتبرت أنَّ العاصمة اللیبیة طرابلس خط أحمر أمام مليشيات شرق ليبيا التي يقودها خليفة حفتر المدعوم مصرياً، مشيراً إلى استعداد بلاده للتدخل المباشر إذا تم تجاوز هذا الخط.