تتجه عقول وقلوب بعض الفتيات خلال هذه الأيام نحو أكاديمية الشرطة، للالتحاق بقسم الضباط المتخصصين، بعدما تم الإعلان عن قبول دفعة جديدة من الطلاب، بينهم إناث في عدد من التخصصات، بينها خريجات “الحقوق، والطب البشري، والعلوم الطبية المساعدة، والعلاج الطبيعي وطب الأسنان والصيدلة، والتمريض، والتربية الرياضية، والفنون التطبيقية، والآداب، والإعلام، والألسن، وخدمة اجتماعية، وفنون جميلة”.
أحلام البنات في الالتحاق بأكاديمية الشرطة، يأتي متسقًا مع توجه الدولة بتمكين المرأة والإيمان بدورها الفعال في المجتمع، في الأم والزوجة والأخت، الناجحة في منزلها وعملها.
رغبة الفتيات في الالتحاق بأكاديمية الشرطة، يأتي بعد نجاح الشرطة النسائية في إعادة الأمن بالشارع، حيث حققت نتائج أمنية كبيرة، وأثبتت أن وجود الشرطة النسائية ليس هدفه المنظر الجمالى، بقدر تحقيق أعلى دراجات المعدلات الأمنية، فلا يوجد شرطة متحضرة فى العالم تخلو من العنصر النسائى.
لا يمكن أبداً أن نغفل دور الشرطة النسائية فى مكافحة جرائم التحرش، التى اختفت من المشهد تماماً فى ظل الانتشار الشرطى الجيد بمحيط دور السينما والحدائق العامة خلال المناسبات، وبمحيط المدارس والجامعات فى الدراسة.
دور الشرطة النسائية لم يتوقف عند هذا الحد، وإنما شاركت بقوة فى التصدى لجرائم العنف ضد المرأة من خلال قطاع حقوق الإنسان، حيث تلقت بلاغات من السيدات اللاتى تعرضن للعنف وعملن على حلها.
الأمر لم يقتصر على ملاحقة الجريمة، وإنما أزاحت الشرطة النسائية الألم عن المرضى من خلال الضابطات فى قطاع الخدمات الطبية، حيث تشارك الطبيبات فى علاج المرضى وصرف الأدوية بالمجان، وتحريك قوافل طبية تستهدف القرى والنجوع لعلاج البسطاء.
ولم يعد الأمر مقتصرًا على الرجال في بعض المهام، فقد اقتحمت المرأة جميع ميادين العمل، لا سيما في مجال مكافحة النيران وإنقاذ الضحايا، بعدما شهدت الحماية المدنية ظهور عناصر نسائية مميزة، يتعاملن بقوة وحسم، ويساهمن في حماية وإنقاذ المواطنين.
وتساهم الشرطة النسائية بالحماية المدنية، إلى جانب إطفاء الحرائق، في التسلل للعقارات وإنقاذ العالقين خاصة من السيدات، عن طريق إنزالهن بالحبال، حتى لا يتعرضن لأي ضرر، حيث تتحرك الشرطة النسائية وسط النيران باحترافية شديدة لإنقاذ الضحايا.
المرأة الشرطية قدمت التضحيات أيضاً مثل الرجال، لتسقط العميد “نجوى الحجار” ومعها الشرطيتين “أمنية رشدى” و”أسماء إبراهيم” شهيدات، ليكن أولى العناصر النسائية اللاتى سجلن أسماءهن فى قوائم الشرف بجهاز الشرطة.