خلال الأيام الماضية، لاحظ البعض وجود عددًا من “الجرائم الأسرية”، المتمثلة في قتل سيدة لزوجها أو العكس، وحجزت هذه الحوادث بتفاصيلها مساحات كبيرة في منصات التواصل الاجتماعي، وتناولها البعض بالمزاح، فيما زعم البعض بأنها “ظاهرة” وأعدادها مرتفعة وتزيد المخاوف.
وفي حقيقة الأمر، إن هذا الحوادث، تعتبر “جرائم فردية” وحالات استثنائية، لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبرها “ظاهرة” أو “تزيد المخاوف”، لأن أعدادها قليلة، مقارنة بعدد السكان، حيث أنها لا تمثل أي رقم في المائة، فنحن نتخطى المائة مليون شخص، وهذه الحوادث لا تمثل أكثر من 15 أو 20 حالة فردية، وهي أرقام ضئيلة جدًا مقارنة بعدد السكان، لذا يخطىء من يعتقد أنها “ظاهرة”.
ورغم أن حوادث القتل بين الأزواج تحدث وستحدث في كل بلدان العالم، إلا أنه خلال هذه الأيام حجزت هذه الحوادث مساحات بمنصات التواصل الاجتماعي، لبشاعة ارتكابها، وعدم تقدير “عشرة العمر” و”قصص الحب” والأطفال الذين كانوا بمثابة القاسم المشترك بين الزوجين.
بالتأكيد، الحياة الزوجية لا تسير على خط مستقيم، فالأيام “حلوة ومرة” و”تلك الأيام نداولها بين الناس”، فيعيش سعيدًا من يستمتع بحلوها، ويتغلب بالصبر والعزيمة على مُرها، لكن خسر من استسلم لمرها وضعف ووهن أمام مشاكلها.
بالتأكيد، قابلت أشخاصا اقترب عمرهم من التسعين عامًا أو أكثر، مر على زواجهم نحو 7 عقود، وطوال السبعين عامًا تمر حياتهم بسلام وهدوء، فقد اعتادوا على حل مشاكلهم وتجاوزها، بينما تجد آخرين لم يتجاوزا عامهم الأول من الزواج، استسلموا لمشاكلهم، وتدخل الشيطان بينهم، وسادت “ثقافة العند” لديهم، فاتسعت الفجوات وظهرت المشاكل التي ربما تنتهي بالقتل أحيانًا.
الأمر بسيط، والحياة تستلزم منا مزيد من الهدوء والاتزان، وعدم التهور، وحل الأمور بعقلانية، حتى تمر حياتنا بسلام وأمان، وألا ننسى دومًا الفضل بيننا.
بقلم محمود عبدالراضي