استضافت الجامعة المصرية الصينية “المؤتمر الصيني العربي للوخز بالإبر والكي” تحت رعاية الاتحاد العالمي للوخز بالإبر الصينية والكي، ممثلة في كلية العلاج الطبيعي بالجامعة، حيث تهتم بتعليم الطب الصيني التقليدي، بحضور رئيس الاتحاد العالمي للوخز بالإبر والكي ومعه 16 من أساتذة هذا العلم، وبمشاركة من أساتذة العلاج الطبيعي في مصر والصين.
كما يقام على هامش المؤتمر معرض يهتم باستعراض تطور الطب التقليدي الصيني، ويشرح تاريخ استخدام الإبر الصينية في العلاج، بحضور الدكتورة كريمة عبدالكريم رئيس مجلس أمناء الجامعة والدكتور عصام إبراهيم نائب رئيس مجلس الأمناء، والدكتور سامي ناصف عميد كلية العلاج الطبيعي، وعدد من المسئولين بالسفارة الصينية بالقاهرة.
وقالت الدكتورة كريمة عبدالكريم رئيس مجلس أمناء الجامعة المصرية الصينية – في كلمتها خلال المؤتمر – إنها ترحب بجميع المشاركين في فعاليات المؤتمر، لافتة إلى أن الجامعة المصرية الصينية تُعد بوابة الصين في مصر وإفريقيا والشرق الأوسط، والتي تطبق نظام التعليم الصيني في مجال العلوم الطبية والعلوم الهندسية والتكنولوجية والعلوم الإنسانية من خلال شراكات أكاديمية وبحثية مع الجامعات الصينية.
وأضافت أن البروفيسور ليو رئيس الاتحاد العالمي للوخز بالإبر والكي ومعه أعضاء الاتحاد يزورون مصر للمرة الأولى وأن التعاون مع الجامعة المصرية الصينية في تنظيم هذا المحفل العلمي المهم يمثل خطوة جديدة في مسيرة العلاقات المصرية الصينية التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ ، كما تمثل خطوة مهمة في تعزيز التعاون الأكاديمي بين الباحثين والمتخصصين في مجال الطب الصيني في مصر والصين.
وتابعت قائلة: نحن نتطلع إلى تعزيز تعاوننا في مجال الوخز بالإبر والكي الذي سيساعد أعضاء هيئة التدريس والطلاب لدينا على اكتساب المهارات والخبرة في هذا المجال، موضحة أن الجامعة المصرية الصينية هى بوابة الشرق الأوسط وأفريقيا لنشر الطب الصيني من خلال كلية العلاج الطبيعي وكلية الطب البيطري وكلية الصيدلة، حيث نقوم بتدريس وممارسة طب الأعشاب والوخز بالإبر والكي للمرضى والحيوانات.
من جانبه، أعرب الدكتور ليو باو بان رئيس الاتحاد العالمي للوخز بالإبر والكي عن سعادته بافتتاح المؤتمر الصيني العربي للطب التقليدي، لافتا إلى أن الطب الصيني التقليدي هو المفتاح لفتح كنوز الحضارة الصينية، وقد أصبح الآن عالميًا وتم الترويج له وتطبيقه في 196 دولة، والطب الصيني التقليدي متجذر في الثقافة الوطنية الصينية، وعلى مدى آلاف السنين من التطور، شكل نظامًا نظريًا فريدًا وكاملًا نسبيًا وأساليب تقنية غنية.
وأضاف أنه في السنوات الأخيرة، ومن أجل استخدام البيانات الضخمة والطب المبني على الأدلة وغيرها من الوسائل لشرح الفعالية السريرية وآلية الوخز بالإبر بوضوح، كرس العديد من العلماء أنفسهم للبحث وحققوا إنجازات عظيمة في النظرية الأساسية وآلية الوخز بالإبر والوخز بالإبر السريري. وتقييم الفعالية، وهو ما عزز مجموعة من نتائج الأبحاث الأصلية تساهم في التطور الأكاديمي وفعالية الطب الصيني التقليدي والوخز بالإبر.
وأشار إلى أن الطب التقليدي العربي هو جزء مهم من الطب التقليدي في العالم، ويتمتع الطب التقليدي العربي بنظرية مركبة كاملة واستعدادات غنية، بينما يتمتع الطب التقليدي المصري بأهمية خاصة في التبادلات الثقافية وكان له تأثير عميق على الطب الشرقي والغربي، مشيرا إلى أن الحضارة المصرية القديمة ولدت الطب المصري القديم، وبالإضافة إلى العلاجات الروحانية والأدوية العشبية المعروفة، حيث طور المصريون القدماء أيضًا علاجات مشابهة للطب الصيني التقليدي، مثل الحجامة والتدليك ، كما استخدموا أيضًا العلاج الغذائي على نطاق واسع.
وتابع قائلا، في نوفمبر 1987، وبدعم قوي من منظمة الصحة العالمية والحكومة الصينية، تم إنشاء الاتحاد العالمي لجمعيات الوخز بالإبر. على مدار الستة والثلاثين عامًا الماضية، التزم الاتحاد العالمي للوخز بالإبر دائمًا بهدف إنشائه، مع الأخذ في الاعتبار نشر وتطوير الوخز بالإبر كمسؤولية خاصة به، مع التركيز على المهام الرئيسية مثل التبادلات الأكاديمية الدولية والحوارات التعاونية، وقيادة 264 مجموعة، وأعضاء من أكثر من 70 دولة ومنطقة، وبناء شبكة تفاعلية رفيعة المستوى، ونمط عمل شامل للبحث الأكاديمي، والتعليم والتدريب، ووضع المعايير، وامتحانات الكفاءة، والتبادلات الثقافية.
بدوره، قال الوزير المفوض بالسفارة الصينية بالقاهرة لو تشون شنغ إنه سعيد بالمشاركة في المؤتمر، وينقل بالنيابة عن السفارة الصينية في مصر التهنئة الحارة على عقد هذا المؤتمر، لافتا إلى أن التبادلات والتعاون في المجال الطبي جزء مهما من التعليم والبحث العلمي والتبادلات الثقافية بين الصين ومصر.
وأوضح أنه في سمبر 2022، اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ “ثمانية إجراءات مشتركة رئيسية” للتعاون العملي الصيني العربي في القمة الصينية العربية الأولى، وأعرب عن استعداده لتعزيز التعاون مع الدول العربية في مجال الصحة، وخلال هذه الفترة، عقد الرئيس شي جين بينغ والرئيس السيسي اجتماعا، وتوصل الجانبان إلى توافق جديد بشأن توسيع التعاون في الإنتاج المشترك للقاحات وقضايا أخرى، مما يضخ زخما قويا في تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر في العصر الجديد.
وأشار بينغ إلى أن الطب الصيني التقليدي يحتوي مفاهيم صحة الأمة الصينية منذ آلاف السنين، وأن مفهوم الرعاية الصحية وممارستها العملية من الإبداعات العظيمة للأمة الصينية والصينيين القدماء، وأن الكنز العلمي هو أيضًا مفتاح كنز الحضارة الصينية.
ونوه إلى أن مكتب التعليم والعلوم بالسفارة الصينية في مصر على استعداد للعمل بنشاط مع الأطراف المعنية كما هو الحال دائمًا التنسيق والبحث المستمر عن الفرص وتهيئة الظروف.
المصد بوابة الأهرام