ولا تصعر خدك للناس.. لا للتكبر على عباد الله

موقع مصرنا الإخباري:
أحيانا تسأل شخصا عن عنوان مكان ما، ولكنه لا يرد عليك، لا يقول لك أعرف أو لا أعرف، كأنك لم تسأله، كأنه لم يرك، يشعرك بأنك هواء لا وجود لك، وإن ألححت عليه رفع رأسه عاليا وهو يحدثك، ثم يرد عليك ردا غليظا مجحفا، هل قابلت هذا الإنسان من قبل؟ إنه ممن قال عنهم القرآن الكريم “يصعر خده للناس”.

لا نزال نقرأ ما قاله الحكيم لقمان، فى السورة القرآنية التى تحمل اسمه “وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِى الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ” ومعنى “يصعر خده للناس” أى أنه يميل رأسه ترفعًا، يميلها لأعلى، محتقرًا من حوله، إنها حركة جسدية يمكن تخيلها، وحتمًا رأيناها كثيرا فى حياتنا، ومهما حاولنا أن نفهم بواعث المتكبرين لن نستطيع لأن كل واحد منهم له شأن خاص.

والتكبر، أعزك الله، له أكثر من باعث، فالمتكبرون ليسوا قبيلة واحدة، إنهم متعددون لكل واحد منهم رؤيته، فسلوكهم – فى معظم الأحيان – سلوك مكتسب، وفى ظنى لا يولد الإنسان متكبرا أبدا.

والمتكبرون قد يكونون أناسا رافضين لواقعهم، يريدون أن يحدثوا مع ماضيهم قطيعة، إنهم فى معظم الأحيان أبناء أسر فقيرة، والفقر ليس عيبا، ولكنهم يرونه عيبا، لذا عندما يمن الله عليهم فأول ما يفكرون فيه محو هذا الماضى بصناعة حاضر جديد يقوم على الإحساس بأن هناك آخر لن نهتم به، بل وأكثر من ذلك سنقلل من قيمته، أنا هنا أتحدث عن المتكبرين الذين تراهم حولك فى القرى والمدن الصغيرة، هؤلاء الذين تعرف ماضيهم وحاضرهم.

وقد يكون المتكبرون قوما يخشون الناس، فتصور لهم أفكارهم أن الآخرين متربصين بهم يريدون أن يستغلوهم، لذا يحمون أنفسهم بالتكبر، فيبتعدون.

وقد يكون المتكبرون أناسا بالفعل لديهم إحساس بالتميز وهؤلاء هم أخطر الأنواع، يرون أنفسهم فوق الناس، يأخذهم الغرور بالذات مأخذا بعيدا، فلا يرون أحدا، وربما ينصب تكبرهم وغرورهم على أبنائهم وزوجاتهم فيعانون منه، هؤلاء عادة ينتهون فى عزلة تامة، ومع الوقت يبتعد الناس عنهم ويتركونهم يعانون.

هذا التكبر والغرور لا مكان له عند الإنسان الذى يريد فضل ربه، ذلك الذى يضع كل شيء فى قدره ومكانته، فلا هو مستباح ولا هو متكبر مغرور، لكنه متواضع محتفظ باحترامه لنفسه وللآخرين.

بقلم
أحمد إبراهيم الشريف

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى