نعيش في مصر ثورة عمرانية أظن انها غير مسبوقة في دول كثيرة كانت في مرحلة البناء ووسط هذه الثورة نقوم ببناء هندسي يعتبره الخبراء والعلماء والمتخصصون هرم مصر الرابع في العصر الحديث. وهو البرج الأيقوني والذي يقع داخل حي المال والأعمال، ويعد أعلى وأطول برج في أفريقيا بارتفاع نحو 400 متر. ويتضمن نحو 80 طابقا، وأنشئ علي مساحة إجمالية 65 ألف متر مربع، وعلى مساحة بنائية 268 ألف متر.
البرج يتوسط منطقة الأعمال المركزية وتتضمن 20 برجا، ويضم البرج فندقا من الدور الـ 50 إلى الدور الـ 70، والدور الأخير عبارة عن دور مشاهدة، يتيح للجميع الفرجة على العاصمة الإدارية من أعلى.
وحسب وزارة الإسكان فقد انتهت مرحلة الأعمال الخرسانية في البرج ويتم حاليا تنفيذ أعمال الهيكل المعدني للبرج بواسطة الشركة الصينية المنفذة للمشروع خلال 800 يوم عمل متواصل بدون توقف لبناء البرج، و6 آلاف متر خرسانة تم صبها، و15 ألف طن حديد. ولم تتسبب جائحة كورونا فى توقف العمل ليوم واحد داخل البرج الأيقوني. وتقدر استثمارات منطقة الأعمال المركزية بحوالي 50 مليار جنيه، ومن المقرر بدء استلام أول برجين من أبراج منطقة الأعمال المركزية ديسمبر المقبل، والعام المقبل سيتم بدء تسليم الأبراج السكنية، في منطقة الأعمال المركزية.
الأرقام المذهلة التي قصدت استعراضها عن البرج الأيقوني هنا يأتي بمناسبة انتهاء الأعمال الخرسانية للبرج، لكن للتدليل أيضا على النمو السريع للإنشاءات فى مصر، وحركة البناء المهولة والمدهشة في كل بقعة في مصر وليس في العاصمة الإدارية فقط. ودخول مصر عصر صناعة الأبراج بأحدث الأساليب.
ومنذ يومين كنت أتابع جولة نائب وزير الإسكان في البرج الأيقوني بمناسبة الانتهاء من الأعمال الخرسانية. تساءلنا في نفس واحد: ماذا لوكان هذا الحدث في أي دولة أخرى . كيف ستكون صورة الاحتفالات والبهرجة والدعاية الضخمة المصاحبة لانتهاء كل مرحلة منذ بداية مرحلة التأسيس.
يبدو أننا نقوم بأعمال مهمة وأشياء ضخمة لكننا لا نحسن كثيرا الترويج والتسويق والدعاية وجعل –على سبيل المثال- حدث بناء أعلى برج في أفريقيا، هو حديث العالم وليس أفريقيا فقط، فهل نضع خطة لتسويق البرج الأيقونى إعلاميا، كما يحدث في الدول الأخرى، وهل هذا دور الاعلام وحده أم هناك ضرورة للتنسيق بين كافة الجهات المعنية في الداخل والخارج للتسويق الجيد والدعاية اللازمة على ما نقوم به على الأرض من معجزات هندسية وأهرامات عصرية جديدة.
بقلم عادل السنهوري
