البداية كانت بناشط سياسي…. مافيا الألقاب الوهمية والدبلوماسية….

موقع مصرنا الإخباري:

كيانات وهمية .. تتخفى خلف ستار مواقع التواصل الاجتماعى للنصب على المواطنين وجمع الأموال تستغل حالة الشباب المصرى الباحث عن فرصة عمل، تستدرجه بمناصب خادعة وتصدر له كارنيهات «مزورة» ليجد الشاب نفسه فى النهاية منتحل صفة معينة مثل إعلامى، سفير، مستشار، دبلوماسى وغيرها من الألقاب البراقة والمهن التى يتم استخراج كارنيهات وهمية لها، هذه الكيانات يجب أن يتم اتخاذ الإجراءات سريعا ضدها ليتم إغلاقها ومعاقبة منتحلى الصفة والمزورين الذين ينصبون على الشباب، فهذه الكيانات الوهمية تؤدي إلى انتشار النصب وعدم الثقة بين المواطنين فى بعض المهن لأنه لا يعرف الفرق بين الحقيقى والمزيف، حيث يتم النصب باسم هذه المهن على المواطنين البسطاء،ويتم استدراج المواطنين خاصة الشباب من خلال إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض القنوات الفضائية والتى تستدرج الشباب بإعلانات براقة ووظائف مرموقة،الأخبار المسائى تجولت بين مواقع التواصل الاجتماعى، وبحثت عن مثل هذه المواقع التى تستدرج الشباب للنصب عليهم، وقامت بالتواصل مع بعضهم، وبالفعل طلبوا دفع المبالغ عن طريق الموبيل أو البريد.
قمنا بجمع بعض هذه الإعلانات التى تنصب على الشباب، واستطلعنا رأى المتخصصين حول عمليات النصب هذه والكارنيهات المزيفة التى يتجار بها بائعو الوهم على مواقع التواصل الاجتماعى.
إعلانات وهمية
رصدنا الإعلانات التى تقوم بنشرها الكيانات الوهمية مثل كيان يوهم مرتادى صفحات التواصل باسترخاج كارنيه دبلوماسى وجاء نص الإعلان» لو بتحلم تكون عضواً في أكبر المنظمات الدولية الدبلوماسية.. نفسك تكون محكماً دبلوماسياً وتدرس خصائص الدبلوماسية والتفويض.. أنت علي بعد دبلومة واحدة تفصلك عن تحقيق حلمك .. لو عاوز دبلومة التمثيل التجارى الدبلوماسى والتفويض فى العلاقات الدبلوماسية والقنصلية علي يد مستشارين.. وخبراء دبلوماسيين.. بخصم خاص لفترة محدودة لتحصل على الشهادات والاعتمادات التي يحصل عليها الدارس بعد الدبلومة شهادة من المعهد العربي للدراسات التابع لجامعة الدول العربية موثقة من الخارجية المصرية ويجوز توثيقها من أي سفارة برسوم إضافية، شهادة من منظمة العدل الدولية باجتياز الدبلومة، وشهادة من النقابة العامة للمحامين باجتياز الدبلومة، وشهادة من غرفة المشورة العربية باجتياز الدبلومة، وشهادة من الاتحاد الدولي للدراسات الأمنية و الاستراتيجية والعلوم السياسية ببريطانيا
•شهادة من المفوضية العربية باجتياز الدبلومة وكارنيه بلقب مفوض دبلوماسي خاص صادر من غرفة المشورة العربية، وكارنيه بلقب مفوض دبلوماسي خاص من النقابة العامة للمحامين، كارنيه من منظمه العدل الدوليه بلقب مفوض دبلوماسي خاص، مع امكانية الحصول على الآتي برسوم اضافية، وشهادة خبرة موثقة من وزارة العدل، والدراسة أونلاين.
وهناك إعـلان آخر يعطى كارنية مستشار تحكيم دولى «أنت مستشار التحكيم الدولي القادم.. بالتعاون مع جامعة عين شمس والنقابة العامة لمستشارى التحكيم الدولي ونقابة المحامين وأقوى الاعتمادات المحلية والدولية، ولأول مرة فى مصر بمناسبة العام الجديد 3 دبلومات بسعر دبلومة، ودبلومة التحكيم الدولى، وهناك أيضا إعلان «دبلومة العلاقات الدبلوماسية والقنصلية، ودبلومة حقوق الإنسان والتفويض في العلاقات، خصم 50 على دبلومة مستشار التحكيم الدولى» وكذلك «لأول مرة فى مصر دبلومة التحكيم المهنى الموثق بختم النسر ومعتمد من الخارجيه المصريه أنت على بعد دورة واحدة تجعل منك مستشارا معتمداً للتحكيم الدولى» ولأول مرة فى مصر تعقد الدبلومة فى أجمل المراكب المتحركة بنهر النيل بباخرة أسكرابية متحركة بميدان التحرير, مدة الدبلومة أسبوعين (متاح امكانية الدراسة أونلاين).

وهناك الإعلانات على مواقع التواصل الأخرى التى تعمل على استدراج الشباب «عايز تتعلم أساسيات القيادة؟ عايز تعرف إزاي تأثر في فريق العمل وتبقي قائداً محترفا؟ محتاج تدير أي أزمة وتستفيد منها؟ ولا تتعلم التخطيط الاستراتيجى؟ منشن أصحابك وفريق عملك واستفيدوا بالمنحة المدعمة. الدراسة لمدة يومين مكثفين بطريقة التواصل عن بعد ( أون لاين ) برسوم إدارية 200 جنيه شاملة : الحصول على شهادتين باللغة العربية والإنجليزية معتمدتين من الأكاديمية الوطنية للدراسات المتخصصة، جامعة الشباب العربي الأفريقي، جمعية شباب الخير لتنمية المجتمع ـ مع إمكانية التوثيق من جامعة القاهره أو جامعة عين شمس برسوم إضافية.

وهناك إعلان آخر يستدرج الشباب باستخراج كارنيه مستشار تحكيم مهنى دولى «لأول مرة فى مصر والتعليم عن بعد دبلوم التحكيم المهنى الموثق بختم النسر ومعتمد من الخارجية المصرية أنت علي بعد دورة واحدة تجعل منك مستشارا معتمداً للتحكيم الدولي .. الرسوم فقط 2000 جنيه .. أنت مستشار التحكيم الدولى القادم» «شهادة معتمدة عربيا ومصدقة من الخارجية المصرية بختم النسر (إضافية) كن مستشارا معتمدا للتحكيم الدولي واحــصل علي كارنيه بلقب السيد المستشار وشهادة معتمدة عربيا ومصدقة من الخارجية المصرية بختم النسر ومعترف بها لدى جميع الجهات الرسمية (إضافية) «‏‎ إلى جميع الاكاديميين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا احصل على شهادة: ‎الدكتوراه الفخرية ‎- البروفيسور الفخرية ‎- مستشار دولي معتمد ‎- خبير دولي معتمد – مدرب دولي معتمد».
« لأول مره فى مصر والوطن العربى .. منحة التمثيل التجارى الدبلوماسي.. لوعايز تتعين فى السلك الدبلوماسي .. الطريق مش طويل .. وبيبدأ من عندنا ..الأكاديمية بتقدملك .. منحة إدارة التمثيل التجاري الدبلوماسي المعتمدة من كبرى الجهات الحكومية المرموقة فقط بـ 600 جنيه ولفترة محدودة فقط، وقد تم التعاقد مع أحد أكبر شركات توصيل الطرود بمصر لتسليم المخرجات بنظام تسليم الباب للباب، التسجيل عن طريق الضغط علي الإعلان أو إرسال رقمك في رسايل الصفحة.. وغيرها من الإعلانات الوهمية للكيانات المضروبة التى تهدف إلى جمع الأموال من المواطنين بعمليات نصب فريدة من نوعها عبر وسائل التواصل الاجتماعى..
الأخبار المسائى استطلعت آراء المتخصصين والمسؤولين عن كيفية مواجهة مثل هذه الكيانات المضروبة..
(البداية كانت بلقب ناشط سياسى)
يقول ناجى الشهابي رئيس حزب الجيل، لقد انتشرت جرائم النصب والاحتيال وانتحال الصفة فى مصر بكثرة بعد أحداث يناير 2011 وتزامنت مع انتحال بعض ممن استغلوا المظاهرات الواسعة واهتمام الإعلام الموجه بها وبالمتظاهرين فشاهدنا مقدمى البرامج الفضائية يخلعون على مروج الفتنة أوصاف ناشط سياسي أو ناشط حقوقي ويخرجون علينا يتحدثون فى الشأن العام بهذه الصفة وكانت تلك البداية وبعدها تعددت الكيانات الوهمية التى تعلن عن نفسها بدون شرعية قانونية لها وتقيم الاحتفالات فى الفنادق ويرتدي المحتفى بهم الأرواب التى يرتديها باحثو درجة الماجستير والدكتوراه عند مناقشة رسالتهم ويصعدون على منصة الاحتفال لمنحهم ورقة كرتونية مكتوبة باللغة الإنجليزية والفرنسية والعربية وعليها أختام مختلفة تمنح هذا الشخص الدكتوراه الفخرية أو درجة سفير السلام أو درجة سفير النوايا الحسنة وتصل قيمة هذه الورقة المضروبة ما بين خمسة آلاف جنيه إلى عشرين ألف جنيه وبمجرد نزول هذا الشخص من على المنصة يزف وينشر على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي حصوله على اللقب الذى يكتبه مسبوقا باسمه وأكد ناجى الشهابي أن ما يحدث من هذه الكيانات الوهمية التى لا أساس قانونى لها هى جريمة نصب واحتيال وتزوير مكتملة الأركان ويعاقب عليها القانون بالحبس وأشار رئيس حزب الجيل إلى أن فجر وبجاحة أصحاب هذه الكيانات الوهمية يجعلهم يمنحون هؤلاء الأشخاص كارنيهات مزيفة بهذه الدرجات والمناصب الوهمية التى يدفع فيها المحتالون مبالغ مالية كبيرة لأصحاب هذه الكيانات، الذين هم غالبا بدون مؤهلات علمية ولا عمل لهم وانتشرت فى البلاد هذه الكارنيهات التى يكتب فيها عضو الأمم المتحدة و كارنيه الصحافة أو مهنة خبير تحكيم دولي..أو سفير السلام …أو سفير النوايا الحسنة.

وأكد ناجى الشهابي أن المحتالين على هذه المناصب يتحصلون عليها مقابل المال وينتشرون بها فى المجتمع لممارسة جرائمهم واستغلال عدم دراية الناس بهذه الصفات المزيفة، وطالب «ناجى الشهابي» بوقفة حازمة مع هذه الكيانات، وإحالة ملفاتهم إلى الجهات القضائية بتهم النصب والاحتيال والتزوير وذلك للحد من انتشار هذه الكيانات الوهمية بالترصد والرقابة، بالإضافة إلى حملة توعوية لحماية المجتمع من جرائم النصب التى يتم باستخدام هذه الكارنيهات المزيفة.

«مراكز تدريبية ومافيا الألقاب الوهمية»
وتقول دكتورة سمر يسري مدرس الإعلام، إن هناك فوضى فى الألقاب وانتحالاً للصفات مثل (سفير- مستشار – وزير مفوض – خبير علاقات دولية ..إلى آخره من ألقاب، بدأت القصة منذ عامين عندما سمعنا عن منتحل شخصية السفير الوهمى بعدد من المنظمات العربية والدولية بهدف النصب والاحتيال على المواطنين ، زاعماً قدرته على تنصيبهم سفراء ومنحهم جوازات سفر وبطاقات هوية دبلوماسية مزورة ، حيث قام بإنشاء كيان تحت مسمى « الهيئة الدولية العربية الدبلوماسية»، وعثر معه على كمية من الشهادات خالية البيانات منسوبة لبعض المنظمات والمجالس العربية والدولية، وكمية من قرارات عضوية خالية البيانات منسوبة لإحدى المنظمات الدولية، وكمية من شهادات خالية البيانات منسوبة لمنظمة دولية تُفيد منح لقب سفير السلام والنوايا الحسنة، و10 دفاتر ايصال استلام نقدية، بعضها ممتلئ البيانات تفيد قيام أشخاص مختلفة بدفع مبالغ مالية طائلة بالعملة الأجنبية كرسوم عضوية ومنح لقب سفير، وعدد من الميداليات والنياشين ذهبية اللون، وشاحات تكريم، أعلام منسوبة للعديد من المنظمات الدولية.

وتضيف دكتورة سمر “ثم تكررت القصة كثيراً هذه الأيام حيث استغلت تلك الكيانات الوهمية والمنظمات المشبوهة بعض الثغرات في قانون التحكيم، لتأسيس جمعيات أهلية، تسمى “مراكز تحكيم دولي”، وتوهم الشباب بألقاب رفيعة مقابل رسوم ،الأمر لا يتطلب سوى خمسة أيام، هي مدة الدورات التدريبية، التي تنتهي بحصول المتدرب على بطاقات (كارنيهات) تحمل ألقابا وشعارات، تتشابه مع تلك التي يتمتع بها قضاة ودبلوماسيون.
وتؤكد سمر يسرى أنه تعتبر مشكلة انتحال الألقاب رافعين شعار «معانا حصانة» للخروج عن القانون هو أكبر أنواع الفساد فى المجتمع التى لابد أن تتصدى لها الجهات الرقابية ، كم مرة نرى شخصاً يقود بسرعة غير مسموح بها أو يكسر الإشارة وحين يوقفه عسكرى المرور يقوله أنا مستشار انا معايا حصانة، كم جريمة فساد ترتكب من خلال أفراد وبعض الهيئات التى تسمح لنفسها منح ألقاب منها السياسية ومنها الدبلوماسية ،،، هل يعقل أنه بناء على تدريب لساعات ومسوغات التدريب صورة البطاقة الشخصية و 500 جنيه ممكن أن يحصل شخص على لقب خبير ؟.
وتتساءل دكتورة سمر عن هذه الكيانات التى تدعى أنها برلمانات وهيئات ومؤسسات واتحادات السؤال الأهم : أين الدولة من كل هذا … أين القانون من حماية الألقاب …. أين الرقابة على هذه الكيانات التي تتغلغل وتنشر مخاطرها في المجتمع ….
يمكن الحصول على هذه الدورات التدريبية في مجالات عديدة كمراكز التبادل العلمي التابعة للسفارات أو حتى كيانات تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية أو اتحاد الجمعيات الأهلية. ولكن أن يحصل الشخص على تدريب من شقة في بير السلم ثم يمنح ألقاباً دبلوماسية وقضائية في خمسة أيام وتؤكد أن التخفي وراء تلك المسميات والألقاب وجعلها واجهة لأجل تسلق السلم المهني سريعا ولتحقيق مصالح تجارية؛ ستكون نتائجها وخيمة، ومحصلة هذه التصرفات والممارسات ستكون عناوينها ورائدها القفز على الحقائق والسطو على الشرعية القانونية والمهنية، وستؤدي إلى انتكاسة قوية في المسيرة المهنية ، قد سمعت عن الدكتوراه الفخرية ولكن شعرت بتلوث فى أذنى عندما سمعت لقب القاضى الفخرى ، إن الشخص الدارس في هذه المراكز وفي هذه الفترة الوجيزة، لن يكون قادراً على رفع قضية دولية والتحكيم فيها على أرض الواقع، وعلينا أن نعلم وأن يزيد وعى المواطن المصرى بخصوص هذه الألقاب. ويقول دكتور محمود فوزي؛ مدرس الإعلام بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا هي ظاهرة اجتماعية متكررة ومتنامية الزيادة ظهرت نتيجة لغياب الدور التوعوي والتربوي القويم لأجهزة التنشئة الاجتماعية؛ كالبيت والمدرسة والمسجد أو الكنيسة والنادي والجامعة، ومن ثم صارت هذه الفئات بمثابة قنابل موقوتة لا تجد رادعًا أخلاقيًا أو قانونيًا أو اجتماعيًا في خداع الجمهور، والاستخفاف بعقولهم، واستنزاف أموالهم وجهودهم نظير منحهم ألقاباً وهمية، واستخراج كارنيهات وبطاقات عضوية بكيانات غير رسمية لا تحظي بأي اعتراف حكومي أو مجتمعي.

هؤلاء المحتالون وأتباعهم يمارسون جرائم التزوير والتدليس؛ فهم عاجزون عن تحقيق طموحاتهم العملية والعلمية بالطرق الرسمية المشروعة؛ ذلك كونهم فاشلين ومحدودي القدرات والمهارات، ويرغبون في الثراء السريع وبلوغ السعادة الوهمية والشهرة الزائفة؛ حيث تصور لهم عقولهم المريضة وضمائرهم الميتة اختزال الدرجات العلمية الرفيعة والمناصب العملية المرموقة في مجرد كارنيه أو لقب يعطيه من لا يملك لمن لا يستحق.
لا يمكن تفسير هذه الظاهرة بمعزل عن سياقها الاجتماعي المحيط بها؛ حيث انتشار الوساطة والمحسوبية، وندرة فرص العمل والترقي الوظيفي، والزيادة المتنامية لرسوم الحصول علي درجات الدبلومات العليا والماجستير والدكتوراه، أورسوم الحصول علي دورات وبرامج تدريبية من جهات حكومية وخاصة معتمدة، فيلجأ البعض إلي شراء اللقب العلمي؛ دون أن تدرك قدراته الذهنية المحدودة أن اللقب وحده لا يكفي صاحبه لتقلد منصب عملي أو أدبي أو مجتمعي؛ إن لم يكن أهلا له؛ بما يمتلكه فعليًا وواقعيًا من معارف ومهارات وعلوم وآداب إلي جانب المهارات التطبيقية والمواهب الإبداعية القادرة علي تطبيق رصيده النظري والمعرفي.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى