البنك المركزى المصرى سيبدأ فى طرح العملات البلاستيكية الجديدة فئة الـ10 جنيهات خلال الأيام القليلة المقبلة، وهى مصنوعة من مادة البوليمر وسيتم طرحها بشكل مبدئى فى حوالى 15 ألف ماكينة صرف آلى.
المركزى أيضا قرر طرح العملة فئة 20 جنيه خلال نهاية العام الجارى كبداية حقيقية لتعميم التجربة على العملة المصرية ونظافتها بدلا من العملة الورقية الضعيفة والمهترئة وغير النظيفة التى تعانى من الخجل والحسرة أمام غالبية عملات العالم الخارجى وبما فيها عملات عربى.
قرار البنك المركزى والحكومة بشكل عام بإصدار عملة نظيفة وقوية وزاهية لا يدل فقط على العمر الافتراضى للعملة البلاستيكية مقارنة مع العملة الورقية – يصل عمر الأولى 12 عاما مقابل عامين فقط للثانية – وإنما يدل بشكل واضح على الاقتصاد المصرى القوى والعفى، فالعملة فى صورتها وشكلها وتداولها هى انعكاس لقوة أو ضعف الاقتصاد.. ودول العالم تهتم بشكل عملاتها. ودائما ما كنا نقارن بين عملتنا التى تعانى الإهمال وباقى عملات العالم النظيفة ذات الهيبة.
الحكومة بالخطوة المهمة لطرح العملات البلاستيكية لفئة الـ10 والـ20 جنيه وبأحدث خطوط إنتاج البنكنوت المطبقة فى العالم تبعث برسالة مهمة مفادها أن الاقتصاد القوى يظهر فى وجه العملة النظيفة وتعبر عنه نظافة هذه العملة وعافيتها أيضا.
العملات البلاستيكية تتميز بالمرونة والقوة، والسمك الأقل، وتتيح عمرا افتراضيا أطول يصل إلى نحو 5 أضعاف عمر الفئة الورقية المصنوعة من القطن، إلى جانب أنها مقاومة للماء، وأقل فى درجة تأثرها بالأتربة، وهى صديقة للبيئة، وذات قابلية أقل كثيرًا فى التلوث مقارنة فئات النقد الورقية المتداولة، بالإضافة إلى صعوبة التزييف والتزوير.
ودول كثيرة مثل إنجلترا بدأت فى سحب عملتها الورقية مع بداية العام 2018 لإحلال العملة البلاستيكية .
مزايا أخرى يرصدها علماء البيولوجيا فى الهند، فقد أجروا بحثا عن جزيئات الأوساخ التى كانت واضحة على الأوراق النقدية المختلفة للروبية الهندية. وتم جمع الأوراق النقدية من الباعة الجائلين ومحلات البقالة والصرافة، وكشف تحليلهم أن الفطريات (70%) والبكتيريا (9%) والفيروسات (أقل من 1%) كانت واضحة على الأوراق النقدية.
كانت هذه الأوراق النقدية المكونة من ركائز قطنية ومن المعروف أنها تحتوى على بكتيريا أكثر من نظيراتها من البوليمر لأنها تمتص كمية أكبر من الماء، وعلى الرغم من أن الماء لا يزال ضئيلًا، إلا أنه يسمح للبكتيريا بالبقاء على قيد الحياة لفترة أطول على الأوراق النقدية.
وحسب علماء فى جامعة هاربر آدامز البريطانية، فإن البكتيريا الموجودة على أيدى الإنسان أقل قدرة على الالتصاق بالأوراق النقدية البلاستيكية مقارنة بالنقود الورقية، كما أن خطر انتقال فيروس كورونا عبر هذه العملات الجديدة يعد ضعيفا للغاية.
ويؤكد العلماء أنه يمكن تنظيف البلاستيك، لكن ليس من السهل تنظيف الأموال الورقية، كما يتم تعقيم البلاستيك بسهولة باستخدام مطهر أو مناديل مطهرة، لأنها مقاومة للمياه.
عموما خطوة مشكورة من البنك المركزى المصرى.. ومرحبا بعملة نظيفة قوية لا تسمح بكتابة هتافات الصامتين والعاشقين وتجعلنا نفخر بأنه أصبح لدينا عملة حقيقية تتناسب وقوة الاقتصاد المصرى والنمو الذى يشهده.
بقلم عادل السنهوري