موقع مصرنا الإخباري:
نجح فريق عمل «الاختيار2» فى تقديم شكل ومضمون فنى جذاب للمشاهد العام، نجح العمل فى الاحتفاظ بمتابعة المشاهد، بالرغم من أنه يقدم أحداثا عاصرها أغلب المشاهدين، لكن مع هذا كان هناك جديد فى كل حلقة، ويحسب للمخرج بيتر ميمى، قدرته على تقديم عمل مشوق عن أحداث معاصرة، وفى قالب فنى جيد، مع سيناريو متماسك للمؤلف هانى سرحان.
ويتضمن العمل مشاهد أكشن، نجح المخرج فى تقديمها بشكل مقنع، خاصة مشاهد الاقتحامات التى تمت لشقق إرهابيين فى الشوارع والحوارى الضيقة، أو مطاردات وتتبع لمعلومات عن الإرهابيين.
وكان إبراز أدوار الضباط المنشقين، سواء فيما يتعلق بالضابط الخائن عويس الذى قدم تحركات مبروك، أو الملتحين الذين تركوا الشرطة وتحولوا إلى دور معاكس يصب لصالح الإرهاب، السيناريو قفز على بعض التفاصيل التى تظهر أفكار الضباط الملتحين، بشكل أوسع وربما كان هذا للحرص على عدم الإطالة فى المشاهد النظرية والتى تتضمن خطبا على العكس من مسلسلات أخرى غرقت فى التنظير والحوارات النظرية المطولة التى أفقدت بعض الأعمال تماسكها، المسلسل قدم هؤلاء الضباط بصورة تعكس أفكارهم، وكيفية تجنيدهم وتحويلهم من حماة للأمن إلى أعداء يظنون أنهم يجاهدون، وهو أمر يتعلق بكل التنظيمات التى تمارس التخريب وتروج أنها تدافع عن الدين.
فنيا تم تنفيذ الكثير من المطاردات وتحركات الضباط بشكل مشوق، فضلا عن إبراز الاختلافات والتمايزات بين أسر بعض الإرهابيين، ونفس الأمر فيما يتعلق بالتعامل مع المشكلات الاجتماعية والأسرية للعاملين فى قطاع الأمن، بل إن هناك لفتة ذكية عن علاقة عادل «أحمد حلاوة» صديق هادى الجيار «والد أحمد مكى»، والذى ارتبط مع الأب بصداقة حتى النهاية، ولم يعرف المشاهد شيئا عن ديانته إلا فى لفتة سريعة لصورة العذراء على الجدار، عندما ذهب «مكى» لينام عند صديق والده بعد رحيل الأخير.
«الاختيار2» يقدم دراما عن أحداث قريبة وإرهاب جرى من تنظيمات متعددة ترتبط بالإخوان، وهو سياق نجح المسلسل فى تقديمه حتى ولو لم يتوقف كثيرا عند الفروق الفكرية بين التنظيمات المختلفة.
العمل نجح فى كشف العلاقات بين التنظيمات المختلفة، بيت المقدس أو «داعش» مع أجناد مصر، مع الإشارة لكون الممول واحد، وكون «بيت المقدس» هو مصدر الجزء الأكبر من السلاح، حيث يصعب الفصل بين تنظيم الإخوان، وتنظيمات مثل داعش أو القاعدة.
وفى الجزء الأول كان هناك عرض للعلاقة بين الميليشيات والتنظيمات الإرهابية فى ليبيا وسوريا وبين ما يجرى فى مصر، والعلاقة التى تربط هذه التنظيمات، حيث لم يعد الإخوان قادرين على غسل أيديهم من الإرهاب الداعشى أو غيره، وكيف جمع الإرهاب بين حازمون وأنصار بيت المقدس والإخوان والقاعدة، فى سياقات واحدة.
فنيا، تعدد البطولات فى «الاختيار2» وعدد من الأعمال فى رمضان يحسب للقائمين على هذه الأعمال لإنهاء مسلسلات النجم الواحد الذى يظل يحتل الصورة كاملة وطوال الحلقات.
فى «الاختيار2» يمكن اكتشاف قدرات لممثلين وممثلات بجانب النجوم والنجمات الكبار، سواء كريم عبدالعزيز وأحمد مكى وهادى الجيار، وأحمد حلاوة ورياض الخولى وإياد نصار وإنجى المقدم، وأسماء أبو اليزيد، وعدد كبير ممن قدموا أدوار ضباط أو إرهابيين بشكل مقنع مثل خيرت السبكى «طارق صبرى»، وحنفى جمال فى دور الضباط المنشقين التابعين للإخوان، والدكتور محمد طبيب الأسنان الإرهابى الخفى «سعيد صديق».
كل هذه العناصر تضافرت لتقديم عمل متماسك يجمع بين التشويق والتوثيق.
بقلم أكرم القصاص