موقع مصرنا الإخباري:
دخل الاحتلال “الإسرائيلي” منذ عدة أسبايع في مرحلة وصفت بالخطيرة من ناحية عسكرية وخاصة بعد أن قرر عدد كبير من جنود الاحتياط بينهم 200 طيار احتياط عدم الامتثال لمهامهم الشهرية أي “عملهم”، بالإضافة إلى إمكانية استقالة جزء من جنود الخدمة الدائمة”، مما يضع الاحتلال في مأزق وخاصة مع الحديث عن تزايد التهديدات الخارجية وعلى رأسها نشاط المقاومة .
الاحتلال يعيش أزمة وجود
الكاتب والمختص في الشأن الصهيوني حسن لافي، اعتبر أن كيان الاحتلال لا يعيش فقط أزمة أمن قومي بل أزمة وجود لـ”إسرائيل”، معتقداً أن الجهوزية الصهيونية في تراجع كبير حتى الوصول إلى المعركة القادمة وفي حال وقعت على مستوى الإقليم أو على مستوى تنظيمات المقاومة.
واعتقد لافي خلال حديث خاص لـ”وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”، أن من أهم تجليات أزمة الوجود في كيان الاحتلال هو تفكك الجيش “الإسرائيلي”، موضحاً أن جيش الاحتلال مبني على قوة الاحتياط التي تشكل ثلثي قدرة الجيش الصهيوني.
وأوضح المختص في الشأن الصهيوني، أن من أهم الوحدات التي تشكل قوة الاحتياط في جيش الاحتلال هو “سلاح الطيران”، والطيارين الاحتياطيين، الذين كانوا أول من رفض الخدمة العسكرية؛ ما أدى لنقص حقيقي في منظومة الجيش “الإسرائيلي” سواء على صعيد الكادر البشري النوعي أو على صعيد الضباط الاحتياط القدامى ذوي الخبرة.
وأشار لافي أن هناك قضية مهمة وهي أن رفض الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال بدأ يتسرب من الاحتياط إلى “الجيش النظامي”، حيث بدأ الحديث عن رفض الخدمة في بعض الوحدات الخاصة، والوحدة 8200، ومنظومة الأطباء العسكريين.
“إسرائيل في منطقة خطرة”
ونوه لافي إلى أن تحذيرات كل من رئيس أركان جيش الاحتلال ووزير الحرب ورئيس “الموساد” بأن “إسرائيل” في منطقة خطرة، في مقابل نتنياهو الذي خرج على المتظاهرين، وضرب بعرض الحائط كافة التقديرات الأمنية الصهيونية؛ ما سيزيد من تداعيات رفض الخدمة العسكرية سواء على المستوى النظامي أو الاحتياطي.
ورأى أنه في ظل قرب احتفالات كيان الاحتلال “بقتلى المعارك”، دخلت على الخط مجموعة جديدة من المعارضين للإصلاحات القضائية وهم عائلات الجنود قتلى معارك “إسرائيل”، موضحاً أن رمزية هذه العائلات ستزيد من حالة الانشقاق بين الحكومة والمعارضة.
تفقد قوتها الضاربة
واعتقد لافي أن منظومة جيش الاحتلال ستفقد قوتها الضاربة، كما ستفقد كل مساحات التهديد التي بدأت تتزايد، مشيراً إلى أن معهد الأمن القومي الصهيوني أصدر تحذيراً حقيقياً وضع فيه حوالي 12 نقطة تتحدث عن ضعف كيان الاحتلال.
وأشار المختص، إلى أن تحذير معهد الأمن القومي الصهيوني مما يعاني منه جيش الاحتلال من حالة تفكك والخوف على وجود والقيام بالصلاحيات الموكلة إليه.
وعن شكل المواجهة القادمة في ظل رفض الخدمة، رأى لافي، أنه يستطيع كيان الاحتلال في الوقت الحالي تجميع شتاتها، مبيناً أنه في حال استمرت الأمور وتدحرجت وأخذت سياق أكثر حدةً فالجيش الصهيوني لن يكون جاهزاً لكافة الجبهات المحيطة به.
خطورة الوضع نتيجة تعاظم التهديدات
وبين أن الخطورة في الأمر لدى كيان الاحتلال، هو زيادة وتعاظم حجم التهديدات وخصوصاً أن حلفاءه وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية ما جعل حالة تراجع في العلاقة فيما بينها، مبيناً أن الوقت ليس في صالحهم في ظل مبدأ قائم على أنه طالما لم تستطع “إسرائيل” وضع استراتيجية حقيقية لمواجهة التهديدات فستكون التهديدات أكثر خطورة بقادم الأيام.
من جانبه، رأى المحلل والمختص بالشأن الصهيوني عامر خليل، أن دخول حركة الاحتجاج ضد التعديلات القضائية مرحلة جديدة بالإعلان عن أسبوع شلل وطني، حيث يُحاصر خلالها منازل الوزراء وأعضاء ائتلاف حكومة نتنياهو وتُغلق الطرق؛ ما يدل على انزلاق الاحتجاجات نحو عنف أكبر واستخدام الشرطة لعنف أكبر ضد المتظاهرين بتوجيهات من بن غفير.
وقال المختص: “إن وصول حالة رفض الخدمة في جيش الاحتلال إلى مرحلة حاسمة بإعلان مزيد من الضباط والجنود عدم امتثالهم للخدمة الاحتياطية، وانتقال الرفض إلى الجيش النظامي؛ سيؤثر على الجانب العملياتي لجيش الاحتلال بعدم قدرته على تنفيذ المهام العسكرية كما أبلغ رئيس الأركان هيرتسي هليفي نتنياهو في اجتماعهما قبل عدة أيام.
ورأى خليل، أن موقف وزير الحرب يوآف غالانت الذي تراجع عن إعلان صحفي كان سيدعو فيه إلى وقف التعديلات لخطورتها على جيش الاحتلال بعد اجتماع مع نتنياهو.
واعتقد المختص في الشأن الصهيوني، أن التقديرات تشير بأنه جالانت سيعقد مؤتمرا صحفيا خلال ال 48 ساعة القادمة؛ وهو ما يعني هزة في ائتلاف حكومة نتنياهو خاصة “حزب الليكود” وإمكانية تشكل كتلة معارضة لاستمرار التعديلات دون وفاق مع المعارضة وهو ما يفتح المجال أمام خيار “تفكك حكومة نتنياهو”.
المصدر: فلسطين اليوم