تواصل وسائل الإعلام الإسرائيلية نقل القلق والواقع الذي يعيشه شمالي فلسطين المحتلة والمستوطنون، مع استمرار عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان وتوسّعها في الأسابيع الأخيرة، دعماً لغزّة ومقاومتها ورداً على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى اللبنانية. وأوضحت “القناة 12” الإسرائيلية أنّ عمليات حزب الله “طالت محيط حيفا وعكا المحتلتين ومستوطنة أفيفيم”، مشيرةً إلى أن “لا نهاية في الأفق” وأنّ “التسوية السياسية تبدو بعيدة”، وذلك في ظل إجلاء المستوطنين من المنطقة الحدودية مع لبنان. مأزق استراتيجي وفي هذا السياق، تحدّث عدّة مسؤولين إسرائيليين مع القناة، وأكّد العقيد احتياط في “جيش” الاحتلال، كوبي ماروم، أنّ هناك مأزقاً استراتيجياً في الشمال، وإنجازاً هائلاً لحزب الله على صعيد الوعي. وأقرّ، في حديث مع “القناة 12” الإسرائيلية، بأنّ “نيران الجيش لا تنجح في تحقيق الإنجاز الاستراتيجي”، متسائلاً عن أنه “على الرغم من مرور 7 أشهر على الحرب، كيف لا يدمّر الجيش البنية التحتية لحزب الله؟”. وبشأن المستوطنين، تحدّث ماروم عن تفكّك “المجتمعات” في الشمال، حيث أصبح رؤساء المجالس “يقفون كالمتسوّلين على باب وزير المالية”. وشدّد العقيد احتياط على أنّ “إسرائيل” أمام هذا الواقع قد خسرت الشمال. “كارثة فظيعة” في الشمال قنصل الاحتلال سابقاً في ولاية لوس أنجلوس الأميركية، ياكي دايان، قال بدوره للقناة الإسرائيلية نفسها أنه “مع كل القيود الأميركية سيكون من الصعب جداً فتح معركة واسعة في الشمال”. ووصف إخلاء المستوطنين من “كريات شمونة” بالخطأ، مشيراً إلى ضرورة التغلّب على هذا الخطأ من أجل عودتهم إلى المستوطنات. من جهته، وصف قائد وحدة “اليمام” السابق في “جيش” الاحتلال دافيد تسور، نتائج التصعيد عند الحدود مع لبنان بـ ” الكارثة الفظيعة”. شلل الحياة وفي شهادته “للقناة 12″، نقل مستوطن إسرائيلي صاحب مصلحة تجارية شمالي فلسطين المحتلة، صورة عن تداعيات الحرب وإخفاقات حكومة الاحتلال عند الجبهة مع لبنان. وقال إنّ ما يجري في الشمال “مخيف وجنوني”، مقدّراً أنّ “20 إلى 30% من الإسرائيليين في الشمال لن يعودوا إليه لأنهم خائفون وفي حالة صدمة”. كذلك، تحدّثت وسائل اعلام إسرائيلية عن دراسة قرارٍ يقضي بإلغاء “الاحتفال الديني السنوي” في “ميرون” هذا العام أو تقليصه بشكل كبير بسبب الحرب في الشمال. من جانبها، تحدثت “القناة 13” الإسرائيلية مع عضو طاقم الجاهزية في مستوطنة “مرغليوت” شمالي فلسطين المحتلة، تسيون كيرن، وأكد أنّ “هذه المستوطنة أشبه بمدينة أشباح”. واعتبرت أيضاً المسؤولة السابقة في الموساد غيل شورش، في حديث مع قناة “كان”، أنّ “إسرائيل” خسرت حالياً الشمال خلال هذه الحرب. وخلال اليوم، أعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان استهدافها مبنى يتموضع فيه جنود الاحتلال في مستوطنة “أفيفيم”، مؤكدةً إيقاعهم بين قتيلٍ وجريح. وأمس، أعلنت المقاومة استهدافها مقر قيادة لواء “غولاني” ومقر وحدة “إيغوز 621″، في ثكنة “شراغا”، شمالي مدينة عكا المحتلة.
المصدر :الميادين