موقع مصرنا الإخباري:
الأساطير الرياضية في تاريخنا لا حصر لها، من حيث المهارة الكروية، إلا أن قليلون جدا الذين يتمتعون بالبقاء في الذاكرة مهما مر الزمان، وأسلط الضوء خلال سلسلة مقالات على حكايات أهم هؤلاء الأساطير، ونواصل اليوم الحديث عن الراحل محمد حسن حلمى رئيس نادي الزمالك الأسبق والشهير بـ”حلمي زمورا”.
بكل تأكيد إذا ذكرت نادي الزمالك في جملة مفيدة، فلابد أن تتذكر حلمي زامورا ليس لكونه كان رئيساً لأحد أكبر الأندية في القطر العربي والقارة الإفريقية، وإنما لكونه أسطورة لن تتكرر في تاريخنا الرياضي، فهو تاريخه مشرف وحافل سواء كلاعب أو إداري، واستحق لقب أفضل رئيس نادي جاء في تاريخ “البيت الأبيض”.. واليوم أتحدث عن تفاصيل مفاوضات مختار التتش أسطورة الكرة الأهلاوية لخطف زامورا وإقناعه بالانضمام إلى القلعة الحمراء.
“الأهلي يسعى إلى ضم حلمي زامورا”.. خبر انتشر بشدة في أول سنة لحلمي زامورا مع الفريق الأول بنادي الزمالك، فكان النجم الزملكاوي بعلاقة صداقة مع عدد كبير من لاعبي الأهلي وعلى رأسهم مختار التتش، وكانت هناك مخاوف بيضاء من تأثير تلك العلاقة في توجيه دفة زامورا إلى القلعة الحمراء، وفي إحدي الأيام كان محمد حسن حلمي يقضى إجازته الصيفية مع أسرته في رأس البر وهناك التقي مصادفة أصدقائه الأهلاوية مختار التتش ومصطفي كامل منصور ووحيد شارلي ومحمد علي رسمي، وتردد بعدها اقتراب الأهلي من ضم زمورا الذي فوجئ في صباح اليوم التالي بتلغراف من حيدر باشا للاتصال به فوراً.
حلمي زامورا تحدث عن كواليس تلك الواقعة في أكثر من حوارات صحفية وتليفزيونية سابقة قبل وفاته قائلاً: بعد لقائي بنجوم الأهلي، وقراءة تلغراف حيدر باشا اتصلت به حتى أعرف ماذا يريد، فوجدته عندما سمع صوتي يقول ” بكرة الصبح.. تكون موجود في النادي”.. فرديت عليه: أجي ليه يا أفندم .. خير؟ .. فقال:”سمعنا ان فيه ناس وصلوا امبارح رأس البر علشان يحاولوا اقناعك بالاستقالة من المختلط والتوقيع للأهلي”.. فقلت له:” وسعادتك تصدق كده، أنا لا يمكن أن أترك المختلط فهو بيتي، وبعد اذنك يا فندم ، أنا هأفضل في رأس البر ، فوافق بعد تأكده من صدق كلامي”.
ويضيف زامورا: في اليوم التالي قابلت التتش وباقي لاعبي الأهلي على البلاج، ووجدت طفل صغير كان معهم يقول:”هو دا حلمي اللي انتوا طول الليل قاعدين تتكلموا عليه.. يا أخي متمضي للأهلي وتخلصنا .. وضحك التتش قائلاً لي :”الولد فضحنا ، احنا طول الليل بنخطط لإقناعك بالتوقيع للأهلي “.. وأكمل مصطفي كامل منصور:” يا للا يا حلمي ، و لا تقلق على المختلط لأن الحاج لبيب الظهير الأيمن بالأهلي هيروح المختلط”.. فرديت عليهم :”يا جماعة بلاش تتعبو أنفسكم ، أنا لا أحب سوي المختلط ، أنا أحد أبنائه ، و لن ألعب لغيره أبدا مهما حدث، وسكتوا ، شعروا بأنه من الصعب أن أتراجع عن قراري و احترموا صراحتي وتمسكي بالنادي الذي بقيت بين جدرانه طوال عمري”.
لم يكن وقتها لون الفانلة له تأثير سلبي على علاقات اللاعبين وارتباطهم بالصداقة، فقد شهد الناديان الكبيران أمسيات ضاحكة ورائعة بين لاعبي الناديين يمكن أن يضمها كتاب كامل بذكرياتها وضحكاتها وهمومها.. وأحلامها.. وهو ما أكده زامورا قائلا:”ظلت علاقتي مع نجوم الأهلي مستمرة وكنا نلتقي في مكاننا المفضل بمقهي السطح في كازينو الكوبري الإنجليزي أو كوبري بديعة المعروف الآن بكوبري الجلاء، ولا أنسي أبدا السهرات التي جمعتني بالتتش وهاني كامل وصالح الصواف وأمين شعير، وكنا نلتف حول الطاولة أو الدومينا، وبصراحة كنت حريف أوي ومن الصعب أن أخرج خاسر بسهولة”.. للحديث بقية
بقلم حازم صلاح الدين