موقع مصرنا الإخباري:
كثيرا ما ينال بعض نجوم الكرة المصرية اتهامات بالتفويت في المباريات لصالح الفرق الأخرى والتي كان آخرها اتهام نادى الإسماعيلي بالتفويت أمام الزمالك فى المباراة التى أقيمت بينهما فى الجولة الـ 30 من مسابقة الدوري المصري، وأيضا الاتهامات التى نالت بعض لاعبى إنبي بالتخاذل أمام الأهلي فى المباراة التى أقيمت بينهما بنفس الجولة، وهى دائما ما تكون اتهامات باطلة إلا القليل منها والتي اعترف أطرافها بعد سنوات عديدة من تاريخ المباراة، ولكن الجديد أصبح مصطلح التفويف شائع بين جماهير الساحرة المستديرة فى مصر وهذه هي الخطورة الحقيقية، لأنها تزيد التعصب الكروى خاصة فى زمن السوشيال ميديا.
ويجب على الجماهير المصرية خاصة جماهير قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك أن يعلموا جيدا أنه لا يوجد مدرب في العالم يستطيع أن يقوم بتفويت أي مباراة حتى وإن كانت أمام فريقه الذى مثل تيشرته لسنوات طويلة، لأنه إذا فعل ذلك يكون بمثابة انتحار كروى له، ولأن أي مدرب يعلم جيدا أنه إذا فعل ذلك سيؤثر على مسيرته التدريبية، وإذا ثبت ذلك فلن يجد أي نادى يتعاقد معه مرة أخرى وبذلك يكون قد أنهى مسيرته الكروية بيده.
وهنا يجب أن يعلم الجميع أن بعض هذه الاتهامات والتى تكون فى الغالب باطلة هى السبب الرئيسى فى حالة التعصب الكروي الموجودة حاليا بين الأندية المصرية والتى إذا استمرت بهذه الطريقة سوف تؤدى إلى كارثة لا يعلم مداها إلا الله عز وجل.
ولكن علينا أيضا أن نعترف أن بعض مقدمى ومحللى البرامج الرياضية هم السبب الرئيسى في هذه الحالة، والتى سوف تؤثر على مستقبل الكرة المصرية بالسلب وتؤدى إلى حالة الاحتقان بين الجماهير، وأيضا أصبحوا سببا رئيسيا من أسباب التعصب الكروى التى تعانى منها الجماهير خلال الآونة الأخيرة، وتحديدًا على ساحات السوشيال ميديا، بل وأصبح محللو البرامج الرياضية بتأثيرهم السلبى دافعا رئيسيا لدى الجماهير للقيام بأعمال الشغب ومزيد من التعصب الذى يصل فى بعض الأحيان إلى تبادل السباب بين الجماهير واللاعبين والإعلاميين، وأصبحت ظاهرة يجب التوقف عندها لإعادة الأمور فى مسارها الصحيح.
ويجب أيضا أن نعترف أن معظم العاملين في البرامج الرياضية غير مؤهلين، والمصالح والأهواء الشخصية هى المتحكم الرئيسى فيها، فالكل يعمل تحت شعار “السبق الإعلامى”، وهو يا سادة ما نراه من العنف اللفظى بين الجماهير على ساحات السوشيال ميديا، وللأسف تحولت معظم البرامج الرياضية إلى خطر حقيقى، والكل يعمل تحت شعار البحث عن التريند، وهذا أمر سوف يتسبب فى فضائح وكوارث سنظل نعانى من آثارها لسنوات قادمة، وهو ما يتنافى مع أهم مبادئ الإعلام وهى الحياد.
وفى بعض الأحيان تصل هذه الحالة إلى اللاعبين أنفسهم، وحينما يتجمعون في معسكر للمنتخب يظهر عليهم بشدة التأثر من هذه الاتهامات، بل ويؤثر على أدائهم في مباريات المنتخب، لذلك علينا أن نعترف بأن الوسط الرياضى أًصبح مريضا بالتعصب، وأن محللى الفضائيات ومقدمى البرامج الرياضية للأسف هم أبرز الأسباب التي تؤدى إلى التعصب الكروى خلال الفترة الحالية.
لذلك لابد أن نعترف أن الأمر يحتاج إلى وقفة حقيقية لمعالجة هذه الظاهرة السلبية، ويجب أن يعى مقدمو البرامج الرياضية أنهم قدوة للشباب، وأن مهمتهم حث الشباب على الأخلاق والمنافسة فى إطار الروح الرياضية السليمة، لذلك يجب على الإعلام أن يقوم بدوره الحقيقى فى توعية الجماهير، لأنه يقع عليه المسئولية الأكبر فى هذا الشأن، ولابد على القنوات الفضائية ألا تندرج خلف شائعات مواقع التواصل الاجتماعى والانسياق خلف ركوب التريند، وعدم إبراز الأشياء التى تستهدف زيادة التعصب بين جماهير القطبين.
وفى النهاية.. أطالب بأن يكون العاملين بالبرامج الرياضية مؤهلين، حتى يكونوا مسئولين عن أقوالهم وأفعالهم التي تعتبرها الجماهير قدوة، بدلا من البحث عن الشهرة الزائفة على حساب التعصب الذى سيؤدى مع مرور الوقت لانهيار المنظومة الكروية فى مصر، ويجب على قادة الرأى فى مصر وعقلاء المجتمع ورموزه طرح مبادرة لنبذ التعصب لإنهاء حالة الاحتقان الكروى خاصة بين الأندية الشعبية.
بقلم رضا صلاح