موقع مصرنا الإخباري:
كوارثها لا تنتهي.. سبب رئيسى للحرائق والخراب..وجودها اصبح وبالا.. استعصت على الحل.. ما بين الحين والاخر تطل علينا بفاجعة, وفى كل مره ترتفع الأصوات وتهبط دون حل .. إنها الأسواق العشوائيه والمحال غير المرخصة, أو بالاحرى أسواق الموت التى تستعصى على ايجاد حل لها.. إما لغياب القبضة الحديدية من المحليات, او لان مسببها يتححج بلقمة العيش ولا يملك حتى أدنى علم بالسلامة المهنية, ومع تكاثر حوادثها وتفاقمها مثل حريق التوفيقية الاخير, بالاضافة إلى الحريق بعمارة فيصل بسبب أحد محلات الأحذية غير المرخصة والتى تسببت فى قطع الطريق الدائرى, ليس هذا فحسب بل انها إلى الآن باءت كل محاولات تفشى اضرارها بالفشل, لتطرح هذه الحوادث أسئله كثيرة, أهمها كيف نحل هذه المشكله؟!, وما أسبابها, ولم تعصى على الحلول, وكيف لا يتم الرقابه عليها .
منطقة الفجالة, الموقع صاحب الصيت الكبير والتى يعرفها القاصي والداني فى مصر, فهى مركز الادوات المدرسية ذات السعر التنافسى ناهيك عن وجود الكثير من الخدمات بها, ولكن تظل دائما باكتظاظها وعدم وجود نظام بها كارثة كبيرة اذا ما حدث حادث ما ففى الأخير هى على مقربة ليست بعيدة عن محطة قطارات مصر, ما ان وصلنا هناك صدمنا من الواقع الأليم للمنطقة التاريخية ذات الطابع والطراز المعمارى الفريد, والتى جاءت نتاج عدم الوعى فتحولت مداخلها إلى مخازن عشوائية, بالاضافة إلى انها احتلت جميع مداخلها بـ»الفترينات» بدلا من ان تصبح مزاراً سياحيا ليشاهد الجميع تحفة البناء, ولكن يبقى السؤال كيف تحولت الفجالة من منطقة ذات طابع معمارى فريد إلى سوق عشوائي لا تتوافر فيه أى اشتراطات للحماية المدنية وتنتشر به مخازن الورق ناهيك على ان هناك صدمة ستقابلك عندما تعرف ان فندق راديو بلس وفندق الشعب تحولا إلى مخازن للكتب والورق القابلة للاشتعال على الرغم من ان هذين الفندقين ضمنا خريطة القاهرة الخديوية, والأدهى انه بالإضافة إلى كل هذا ستتبقى كارثه كبرى هو ان هذه المنطقة يحاوطها مواقف الميكروباصات من جميع الجهات. أى ان الفجالة ليست سوى قنبلة موقوتة تنتظر فقط الشرارة, ويبقى السؤال «أين رؤساء الأحياء والأجهزة التنفيذية» .
يقول محمود مراد, موظف, : إن هذه العشوائية ليست بالأمر الجديد فى الفجالة فهذا الأمر منذ سنوات واعتدنا عليه لذا لا تتعجب من هذه الفوضى التى أمامك .
ويضيف انه حتى اذا قام الحى بحملة مكبرة لضبط العمل هنا والوضع ما ان تنتهى هذه الحملة بعد نجاحها فى ذلك سرعان ما تعود الأمور إلى ما كانت فى السابق.
ويختتم حديثه قائلا» ياعم قول ياباسط وبعدين الناس هنا بتاكل عيش وانا واحد من الناس باجى الفجاله عشان اشترى ادوات ولادى الـ 2 واسعارها بتكون رخيصة» .
ويلتقط طرف الحديث على سعيد, بائع, إن الفجاله تعتبر علامة مسجلة فى سوق الادوات المدرسية لذا من الطبيعى أن تجد هذا الزحام والاقبال على الشراء.
ويضيف أن الجميع هنا يسعى للقمة العيش خاصة فى هذه الظروف الصعبة ولا يفكر فى حماية مدنية وغيرها ولكن فى نفس الوقت نحذر لان عملنا فى الاوراق قد يسبب كوارث .
مستلزمات السيارات
ومن الفجالة إلى التوفيقية تظل المأساة واحدة وتزداد سوءا, فالمنطقة بالكامل تقع تحت احتلال الباعة الجائلين, حتى انك ستتمنى أن تسير على قدمك دون ان تصطدم بأى بائع سواء كان بائعاً لقطع غيار سيارات, أو لخردوات, او مواد قابله للاشتعال, او أدوات كهربائية او انك ستصطدم بالمئات من الزبائن التى آتت إلى التوفيقية لشراء مستلزمات السيارات او المستلزمات الكهربائية ذات الاسعار المغرية, واذا نجوت من كل هذا ستجد نفسك فى الأخير محاطا بالمحال التجارية لقطع غيارات السيارات والتى يغيب عنها أى معايير للسلامة المهنية ناهيك عن السيارات «السوزوكي» التى تخترق الشوارع, وأيضا السيارات الملاكى التى تزاحم أحيانا فى هذا الطريق دون سابق إنذار, وكأنك فى سيرك, ومع كل هذه المظاهر يتكرر السؤال من المسئول عن هذه الفوضي
أصحاب المحلات
«ايه إلى رماك ع المر وبعدين يافندم احنا بنسعى على رزقنا ومن يوم ما اتولدنا والتوفيقيه كده وبعدين احنا هنا بنوفر على الزبون الحاجة بسعر رخيص والناس بتجيلنا من كل المحافظات» بهذه الكلمات بدأ محسن علي, بائع قطع غيار سيارات, حديثه لـ «الأخبار» .
ويوضح ان الجميع هنا لا يفكر سوى فى توفير قوت يومه له ولأسرته ويحاول بكل الطرق أن يحافظ على النظام حتى لا تحدث مشاكل .
ويشير إلى أن الحرائق لا تحدث بسبب البائعين الجائلين بل المتسبب الرئيسى هو بعض أصحاب المحالات التى لا تتخذ الإجراءات الاحترازية .
ويقول محمود علي, صاحب محل قطع غيار سيارات بنبرة غاضبة: إنه من الظلم أن ينظر لكل صاحب محل فى التوفيقية على انه مسبب للكوارث لان هناك محال كثيرة هنا تلتزم بإجراءات السلامة المهنية .
فرض النظام
ويوضح أن المشكلة الرئيسية ليست فى أدوات السلامة المهنية ولكن المشكلة فى الباعة الجائلين التى تتواجد بشكل عشوائى يصعب فيه أن يتم تدارك الموقف اذا حدث أى مشكلة .
ويشير إلى أن الحل يبدأ بفرض النظام فى التوفيقية اولا وبعد ذلك البحث عن السلامة المهنية فالنظام كفيل أن يحل أى مشكلة بدلا من ان يكون فرض النظام لحظى مثلما يحدث عندما يقوم الحى بحملة مكبرة يفرض فيها النظام بشكل لحظى وتنتهى الفوضى بشكل مؤقت وما ان تنتهى هذه الحملة يعود الوضع كما كان النظام والدليل على ذلك انه عند نزول حملات الأحياء يفرض النظام ولكن ما ان يتحركوا يعود كل شئ كما كان .
مركز عشوائى
مولد وصاحبه غائب هذا هو الوصف الأدق عندما تقودك قدماك للعتبة والمناصرة وصولا للموسكى, فالمكان هناك ليس سوى مركز عشوائى لكل السلع التى تتخيلها سواء كانت ملابس أو أدوات كهربائية او بعض من لعب الأطفال كما فى العتبة أو أدوات مكتبية ومراكز لصناعة الأختام او مصانع للأخشاب وتجارة الأدوات الخشبية كما فى منطقة المناصرة, وتجهيزات العرائس كما فى الموسكى وامتداده, وسور الأزبكية مركز بيع الكتب كل هذا ستجد أنه متفق فى ان المحال به متلاصقة لا فوارق بينها بالإضافة إلى انعدام تام لوسائل الحماية المدنية, ناهيك على التصاق الباعة الجائلين بهذه المحال ليحتلوا المناطق, ليتبقى الربع الاخير يحتله جراج العتبة بحالته المزرية والسيارات التى تتزاحم ووسائل المواصلات التى تمارس هوايتها فى الزحام, ونتاج كل هذه الفوضى تجد نفسك متيقن ان أى مشكلة بسيطة فى هذا المكان لن تمر مرور الكرام, وتتساءل ما الحل, ولم وصل الحال لميدان العتبة لهذا الحال من الفوضي!.
نائب محافظ القاهرة: حصر كامل للمحال والمخازن المخالفة..وغلق لمن لا يلتزم بمعايير الحماية المدنية
رؤساء الاحياء: تطبيق القانون ومراجعة لتراخيص الكافيهات والمقاهى والمحلات.. وورديات ليلا ونهارا لمنع انتشار الباعة الجائلين .
نواب: كارثية أداء المحليات فى السنوات السابقة سبب المشكلة.. والمعالجة ستكون على مراحل .
حوار مجتمعى لبحث الأزمة .. وعقد دورات تدريب للباعة على إجراءات السلامة المهنية .
متى تنتهى الفوضى؟, وهل ننتظر حدوث كوارث حتى تحل مشاكل الأسواق العشوائية؟, وهل سيكون هناك إجراءات لمواجهة شبح أسواق الموت؟..
أسئلة كثيرة فرضت نفسها واحتاجت اجابة, وكان لابد من الإجابة عنها فى السطورالقادمة .. كانت هذه الإجابات بعد ان تحدثنا مع المسئولين بالمحافظة ورؤساء الأحياء وأعضاء بمجلس النواب .
من جانبه أكد اللواء ابراهيم عبد الهادي نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية ان هناك تشديدا على رؤساء الأحياء بضرورة التواجد فى الشوارع وضبط المخالفين .
وأضاف انه بالفعل تم اعداد حصر كامل لكل المحال والمخازن والأكشاك المخالفة بسوق التوفيقية حتى لا تتكرر الحرائق مرة اخرى .
وأوضح انه تم تحرير محاضر وغلق لعدد كبير من المخازن واشارالى ان الفترة القادمة سيتم إزالة المخالفات وغلق المخازن وتشميعها وتحرير محاضر للمخالفين .. وأشار إلى انه يوجد عدد كبير من الأكشاك تقع على جانبى الطريق داخل السوق سيتم ازالتها وتحرير محاضر لهم لمخالفتهم لشروط الترخيص والأسواق النموذجية .
وفى نفس السياق اكد اللواء يحيى الادغم رئيس حى الازبكية استمرار مواجهة جميع المظاهر السلبية وإعادة الانضباط للشارع بتفعيل القانون بكل حزم ضد المخالفين, مع التركيز على القضاء على بؤر الباعة الجائلين والأسواق العشوائية بكافة الأحياء وتوفير البديل الملائم لهم والأسواق النموذجية ورفع جميع الإشغالات والأكشاك المخالفة من الطرق العامة, وإخلاء وتطهير الأرصفة للمارة, ومراجعة تراخيص الكافيهات والمقاهى والمحلات وإغلاق المخالف منها وغير الملتزمة باشتراطات الترخيص .
وأوضح ان هناك ورديات تجلس ليلاً ونهاراً لمنع انتشار الباعة الجائلين ومنع إقامة الأسواق العشوائية وحذر من انه لن يسمح بوجود اى مخالفة وسيطبق القانون على الجميع وأوضح ان هناك حملات يوميه تتواجد فى كل الشوارع لمنع التكدس والزحام والحفاظ على هيبة الشارع .
حملات مكبرة
وأكد العميد ماجد السيد أحمد, رئيس حى الموسكي, أن أجهزة الحى بالتنسيق مع الشرطة تقوم يوميا بحملات مكبرة لرفع جميع الإشغالات فى ميدان العتبة, وشارع الأزهر, وشارع الجيش, وشارع بورسعيد لرصد وغلق المحال المخالفة .
وأضاف انه سيتم فرض عقوبات على من لا يطبق قواعد الحماية المدنية كمان انه لن يسمح باى مخالفه بعد الان حتى لا تحدث أى حرائق .
حوار مجتمعي
وفى نفس السياق يؤكد محمد وفيق, وكيل لجنة الادارة المحلية بمجلس النواب, أن الادارة المحلية بمجلس النواب ستسعى فى الفترة القادمة على وضع خطة شاملة لحل مشاكل الاسواق العشوائية تمهيدا للقضاء عليها ويعود النظام كما كان وذلك عن طريق تبنى حوار مجتمع لبحث كيف سيتم ذلك؟
ويشير إلى ان هذه الخطة ستكون على مرحلتين الأولى ستكون بإجراءات عاجلة ستسعى فيها اللجنة بالتنسيق مع الإدارات المحلية بتوفير التأمين الكامل فى مثل هذه المناطق لضبط النظام والاهم هو انه سيتم عقد دورات سلامة مهنية من قبل المجالس لجميع الباعة حتى يمتلكوا مهارة التعامل مع الأزمات،
ويوضح أن المرحلة الثانية ستكون خطة طويلة الأمد سيتم التخطيط لها لإيجاد مشروع بديل لصغار التجار من الباعة الجائلين فى مناطق حيوية حتى يستطيعوا ان يتكسبوا دون أن يتم الإخلال بالنظام العام .
صغار التجار
ومن جانبة يؤكد طارق الخولى, عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين, أن الأسواق العشوائية هى نتاج تراكمات سنوات وسنوات من أخطاء كوارثيه فى إدارة الأمور من المحليات سمحت لمثل هذه الأسواق العشوائية بالتواجد
ويوضح أنه علينا أن نعلم أن معالجة هذه المشكلة هو أمر فى غاية الصعوبة والحساسية ففى ظاهر الأمر أننا أمام أسواق مخالفة للقوانين تتسبب بمشاكل للمواطنين وينتج عنها كوارث كحريق التوفيقية الأخير وفى نفس الوقت سنجد ان هناك بسطاء من المواطنين يسعون للحصول على أرزاقهم من هذه الأسواق لمواجهة تحديات الحياة .. ويشير إلى انه نتاج هذا التعقيد فان المعالجة ستكون فى أكثر من اتجاه تبدأ بالتوعية ونشر ثقافة انتهاء عصر الأسواق والمقاهى فى قلب العمران لان هذا الأمر أضراره أكثر من فوائده وعندما يعى المواطنون ذلك ستكون من هنا البداية للوصول إلى الهدف المنشود ..
ويضيف انه بعد انتهاء مرحلة التوعية ستبدأ المرحلة الأهم وهى بتخصيص مناطق نموذجية تتوافر بها كل اشتراطات السلامة المهنية وتكون جاذبة لصغار التجار للذهاب إليها ليطمئنوا أن مورد رزقهم لن يتوقف وان هذه الأسواق ستوفر لهم مكاسب أكثر من الأسواق العشوائية .
ويختتم الخولى حديثه قائلا: أنه بعد انتهاء كل هذه الإجراءات تأتى المرحلة الأخيرة وهى تطبيق القانون بصرامة على من يخالف حينها سنضمن توافر الثقافة السليمة للتعامل لدى جميع المواطنين ولن يكون هناك مساس بأحد .