أكدت باكستان وإيران اليوم الاثنين “أهمية الحوار والتعاون” لتعزيز العلاقات بينهما، وأعلنتا تشكيل آلية لهذا الغرض بعد التوترات الحدودية المسلحة بين البلدين الجارين. وعقب اجتماع وزير الخارجية الباكستاني جليل عباس جيلاني بنظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في العاصمة الباكستانية إسلام آباد اليوم قالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان لها “إن الجانبين اتفقا على العمل لتعزيز الأهداف المرجوة من السلام والازدهار على أساس الاحترام المتبادل، والنهج الجماعي لمواجهة التحديات المشتركة، وشددا على أهمية الحوار والتعاون القويين باعتبارهما الطريق لمسار إيجابي وموجه نحو الأمام وتصاعدي في العلاقات الثنائية”. أما وزير الخارجية الباكستاني فقال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني “إن العلاقات الوثيقة بين باكستان وإيران مصدر مهم لاستقرار المنطقة”، مؤكدا أن البلدين عازمان على توسيع نطاق التعاون السياسي والأمني بينهما”. كما أشار الوزير الباكستاني إلى أن “احترام السيادة ووحدة الأراضي مهم للتعاون بين باكستان وإيران”، وقال “إنه تم تفعيل كل قنوات الاتصال الأمنية والعسكرية مع إيران لحل كل المشكلات”، مضيفا أن الجانبين اتفقا خلال اجتماعهما على “إنشاء آلية بناءة رفيعة المستوى على مستوى وزيري خارجية البلدين”. وأوضح أن الآلية “ستجتمع بالتناوب في كل من إيران وباكستان بشكل منتظم للإشراف على التقدم الذي يتم إحرازه في مختلف مجالات التعاون”. وقال إن الجارتين “اتفقتا على التعاون لمكافحة الإرهاب في منطقتيهما”، مشددا على ضرورة تهدئة ومعالجة مخاوف كل منهما. وأضاف جيلاني “لقد اتفقنا على نشر ضباط اتصال تم الاتفاق بشأنهم بالفعل في أقرب وقت”، موضحا أنه سيتم نشرهم في توربت وزاهدان، كما أن الأسواق الحدودية التي أنشئت سيتم تشغيلها بمعدل مبكر. وشدد وزير الخارجية الباكستاني على أن زيارة نظيره الإيراني في مثل هذه المهلة القصيرة “تشهد على الالتزام العميق من الجانبين بتعزيز العلاقات العلاقات الوثيقة بين باكستان وإيران، مشيرا إلى أنها “ليست مفيدة للتنمية فحسب، بل مصدر مهم لاستقرار الشعبين”. وأكد جيلاني أن “تهديد الإرهاب يشكل تحديا مشتركا لكلا البلدين”، وقال إن إسلام آباد وطهران اتفقتا على “تبني أساليب تعاونية لمواجهة هذا التهديد للاستفادة من الآلية المؤسسية القوية”، وشدد على أن “احترام السيادة والسلامة يظل الخطوة الأساسية للتعاون”. دولة ثالثة من جهته، شدد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في المؤتمر الصحفي المشترك مع جيلاني على أنه “ليس هناك شك في أن الإرهابيين الموجودين في المناطق الحدودية المشتركة والمناطق الحدودية بين إيران وباكستان يقودون ويُدعمون من دولة ثالثة ولا يفضلون أبدا أي عمل جيد بما يتماشى مع مصالح الحكومتين والشعبين الإيراني والباكستاني”، لكنه لم يحدد الدولة الثالثة بالاسم. وكان عبد اللهيان قد وصل إلى باكستان في وقت سابق اليوم، حيث ناقش بعد ذلك مع وزير الخارجية جيلاني التعاون الثنائي بين البلدين. ويأتي هذا التطور بعد أيام من تصاعد التوترات ين البلدين الجارين في أعقاب غارة جوية إيرانية قاتلة عالى جماعة مسلحة في إقليم بلوشستسان بباكستان، مما دفع إسلام آباد إلى ضرب مخابئ “الإرهابيين” في مقاطعة سيستان وبلوشستان المجاورة.
المصدر : الجزيرة + وكالات