استراتيجية إفشال المفاوضات.. نتنياهو يتبنى سياسة متناقضة تجاه صفقة التبادل
كشفت صحف إسرائيلية بارزة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يتبنى استراتيجية مكشوفة لإفشال مفاوضات صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين مع حركة حماس، تعد تصريحاته العلنية المُتشددة جزءًا منها، مؤكدة أن هذا السلوك يثير تساؤلات حول جدية إسرائيل في التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب المستمرة في قطاع غزة.
إفشال المفاوضات
ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أنه “لم يتم إحراز أي تقدم في المفاوضات بين إسرائيل وحماس بشأن قضية التبادل المحورية، بل على العكس تمامًا”.
وأوضحت الصحيفة أن بنيامين نتنياهو سعى “كعادته” إلى إفشال المحادثات من خلال تصريحاته العلنية.
وفي مقال للكاتب حاييم ليفينسون، كشفت الصحيفة عن تناقض لافت في سلوك نتنياهو، حيث إنه “عادةً ما يُصرّح علنًا برغبته في التوصل إلى اتفاق، ثم يعمل خلف الكواليس على إفشاله، لكن الآن يحدث العكس، ففي جلساتٍ خاصة، يُبلغ هو وكبير مفاوضيه، رون ديرمر، المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف بموافقة إسرائيل على الاتفاق، أما في العلن، فهو يعمل على إفشاله”.
شروط علنية مُتشددة
أشارت “هآرتس” إلى أن نتنياهو، في اجتماع مجلس الوزراء الأخير، سرد علنًا مطالب إسرائيل للمرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تتضمن شروطًا تعجيزية مثل: نزع سلاح حماس، ورحيل قادتها إلى المنفى، فضلًا عن تقديم “ضمانات أمنية” لتنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للهجرة الفلسطينية (الطوعية!) من غزة.
درع واقية للبقاء
يرى الكاتب أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تُعدّ بمثابة “الدرع الواقية” لنتنياهو، إذ “أنقذت حكومته، وأعادت إيتمار بن جفير إلى الحكومة، وعززت مكانة بتسلئيل سموتريتش قليلًا، ووفرت له ذريعةً للتصويت لحزبه الليكود”.
ووفقًا للمقال، فإن نتنياهو يُدرك أن خطة ترامب “فكرة غير مدروسة”، لكنه يستخدمها كأداة لإطالة أمد الحرب والبقاء في السلطة.
وطالما أن نتنياهو يؤيد خطة ترامب، “فلن تكون هناك مفاوضات في المرحلة الثانية، ولا صفقة محتجزين، ولا أي شيء من شأنه أن يُزعزع الاستقرار”، بحسب الصحيفة.
وأضافت أنه “يمكن دائمًا إقناع الجمهور بوهم أن ‘الضغط العسكري’ سينقذ المحتجزين، وهو يفعل ذلك منذ عام، ولا يزال هذا الرأي قائمًا بقوة بين مؤيديه”.
مقترحات مطروحة
ووفقًا للاقتراح المطروح، الذي لا تشارك فيه إسرائيل وأمريكا، ستفرج حماس عن خمسة محتجزين مقابل بيان أمريكي علني حول بدء مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق الأصلي.
في المقابل، سارعت إسرائيل إلى تقديم مقترح آخر ، يطالب بالإفراج عن أحد عشر محتجزًا.
بينما أعربت حماس عن استعدادها لإطلاق سراح خمسة محتجزين أحياء، بما في ذلك عيدان ألكسندر الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية الأمريكية، مقابل وقف إطلاق النار لمدة 50 يومًا، فإن إسرائيل “تصر على إطلاق سراح 11 محتجزًا، بما في ذلك ألكسندر، مقابل وقف إطلاق النار لمدة 40 يومًا”، وفقًا لما نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
وأوضحت “يديعوت أحرونوت” أن إسرائيل “تعارض مبدأ الدفعات، وتصر على إطلاق سراح المحتجزين الأحد عشر في اليوم الأول من وقف إطلاق النار”.
ووفق المطلب الإسرائيلي، فإن “حماس ستكون ملزمة في اليوم الخامس لوقف إطلاق النار بتزويد إسرائيل بقائمة مفصلة تتضمن معلومات عن جميع المحتجزين الأحياء والأموات. بعد عشرة أيام من بدء وقف إطلاق النار، ستفرج حماس عن 16 رهينة، أي نصف عدد المحتجزين الذين في حوزتهم”.