علّق الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، اليوم الجمعة، على استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الشهيد القائد يحيى السنوار، وقال إنه “باستشهاد الجنرالات والأبطال والقادة، لن يكون هناك تراجع عن مقاومة الأمة الإسلامية ضد الاحتلال الإسرائيلي”.
وأضاف بزشكيان أنّ “الجهاد مقابل العدوان وتقديم الحرية لأصحاب الأراضي المحتلة الحقيقيين هما حراك عظيم وهدف سامٍ لن يتوقفا عند استشهاد أبطال هذه الساحة”.
وشدد على أنّ “الشهيد السنوار واصل نضاله بشجاعة، حتى اللحظة الأخيرة من حياته، ولم يستسلم”، مقدماً تعازي إيران بـ”استشهاد هذا القائد البطل إلى الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة، وأحرار العالم”.
وأضاف الرئيس الإيراني أنّ نبأ استشهاد السنوار “على رغم أنه كان مؤلماً ومؤثراً في كل الساعین للحرية في العالم”، فإنه كان “مؤشراً واضحاً على جرائم الكيان الصهيوني المحتل”.
وقال: “لقد ظل الشهيد السنوار في أسر الكيان الصهيوني أعواماً طويلة خلال حياته الثمينة، وبعدها ناضل ببطولة حتى اللحظة الأخيرة من حياته المجيدة ولم يستسلم”.
بدورها، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، إنّ “الشهيد يحيى السنوار سيبقى حيّاً”، مضيفةً أنّ “مشهد صبره واستقامته وشجاعته في آخر لحظات حياته يثبت أنّ تيار المقاومة لن يتوقف”.
من جانبه، قال مستشار قائد الثورة والجمهورية الإسلامية للشؤون السياسية، علي شمخاني: “شاهدت المقطع المعبّر والبطولي للشهيد يحيى السنوار وهو يقاتل أشقى أشقياء العالم مراراً، وذرفت الدموع كثيراً”.
وأضاف شمخاني: “أنحني إجلالاً واحتراماً أمام هذه البطولة من أجل تحرير القدس”.
جليلي: ملحمة السنوار أقامت ثورة في القلوب
وقال ممثل قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، سعيد جليلي، إنّ “السنوار استُشهد في معركة ملحمية، وجسّد رجل الميدان الذي سخر من هيبة العدو الزائفة”.
ورأى أنّ عملية طوفان الأقصى، التي أطلقها الشهيد السنوار، “مزّقت الهيبة الصهيونية الكاذبة”.
وشدد جليلي على أنّ “ملحمة السنوار أقامت ثورة في القلوب”، مشيراً إلى أنّ “الجيل الحاضر سيواصل طريق السنوار في الميدان بقوة”.
وقال مساعد قائد الثورة والجمهورية الإسلامية، محمد مُخبر، من جهته، إنّ “عمر الكيان الصهيونى العنصري بات أقصر من أي وقت مضى بعد استشهاد السنوار”.
ورأى أنّ “آلاف المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين، من أمثال الشهيد السنوار، سينهضون وسيحررون القدس الشريف من مخالب هذا الكيان القاتل للأطفال”.
وأكد نائب الرئيس الإيراني، محمد رضا عارف، أنّ “دماء الشهيد المقاوم الكبير السنوار ستؤدي إلى دمار الكيان الصهيوني”، لافتاً إلى أنّ “الشهيد السنوار تحمّل الأسر والتعذيب، واستُشهد وهو يقاتل ببسالة ورجولة”.
أمّا عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، فقال إنّ “الشعوب المظلومة تبقى حيةً بدماء شهدائها الطاهرة”.
وأكّد أنّ استشهاد المجاهد الكبير السنوار “سيُعطي روحاً جديدة للشعب الفلسطيني”، و”سيجعل موت إسرائيل حتمياً، وسيتم الثأر لدمائه”.
من جهته، كتب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقتشي، في تغريدة له عبر منصة “أكس”، أن “يحيى السنوار لم يكن يخشى الموت، بل سعى للشهادة في غزة. وقاتل بشجاعة حتى النهاية في ساحة المعركة”.
وأضاف عراقتشي: “إنّ مصيره – الذي صوّره بشكل جميل في صورته الأخيرة – لا يشكل رادعاً، بل مصدر إلهام لمقاتلي المقاومة في جميع أنحاء المنطقة، فلسطينيين وغير فلسطينيين”.
وأكّد وزير الخارجية الإيراني: “نحن، وعدد لا يحصى من الآخرين في جميع أنحاء العالم، نحيّي نضاله المتفاني من أجل تحرير الشعب الفلسطيني”، مشدداً على أنّ “الشهداء يعيشون إلى الأبد”، و”قضية تحرير فلسطين من الاحتلال أكثر حيوية من أي وقت مضى”.
ونعت وزارة الخارجية الايرانية، في بيان، الشهيد السنوار، وهنّأت بشهادته، معزّية “الشعب الفلسطيني العظيم والصابر، والأمة الإسلامية، وجميع شعوب العالم الحرة والكريمة”.
وأعرب البيان عن إدانة إيران بشدة لـ”جريمة الكيان الصهيوني المتمثّلة بقتل القادة والنخب الفلسطينية”، والتي قالت إنه “يتم تنفيذها كجزء من خطة الإبادة الجماعية الأخيرة” التي تستمر منذ 13 شهراً في فلسطين المحتلة.
ورأى البيان أنّ “الشهيد السنوار كان غصناً من شجرة المقاومة المشرّفة، وأمضى حياته المباركة كلها يناضل من أجل الحقوق القانونية والإنسانية للشعب الفلسطيني وتحريره”، مؤكّداً أنّ اسم السنوار “سُجل في قائمة الأبطال الأسطوريين للأمة الإسلامية، مثل الشيخ أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وقاسم سليماني، وإسماعيل هنية، والسيد حسن نصر الله، والذين بذلوا كل كيانهم للإبقاء على طريق المقاومة والنضال حيّاً”.
وتناول بيان الخارجية الإيرانية المشاهد الأخيرة، التي انتشرت بشأن لحظة استشهاد القائد السنوار البطولي على أنقاض غزة، وأكد أنه “تبلورٌ مجيد للإيمان والجلال والشجاعة والتضحية والتفضيل الواعي للموت الكريم على حياة الذل”.
وأعرب البيان عن أنّ تصفية المجاهدين جسدياً “لن تؤثر في مدرسة المقاومة ومسارها”، بل إنّ “موتهم المشرف سيكون تأكيداً قوياً لاستقامة طريقهم وثباتهم”.
وتحدث رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، عن مشهد استشهاد السنوار في آخر لحظات حياته، ورأى أنه “سيولّد آلاف الأشخاص مثل السنوار في كل أنحاء العالم”.
“حرس الثورة”: مشهد استشهاده فضح ما روّجه الاحتلال
وقال قائد حرس الثورة الإيراني، حسين سلامي، إنّ “اسم الشهيد يحيى السنوار سيشعل نيران غضب المقاومة”، مشيراً إلى أنه “في مستقبل ليس ببعيد سيحوّل محتلي الأرض المقدسة إلى رماد”.
وأضاف سلامي أنّ “الشهيد السنوار لم يستشهد في أعماق الأنفاق السرية في غزة، وإنما في قلب المعركة وفي الجبهة الأمامية مع العدو الصهيوني، وهو يرتدي الزي العسكري، وفي أثناء قيادته وتوجيه المقاتلين، وفضح بذلك الصورة الكاذبة التي روّجها الكيان الصهيوني”.
وقال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد حسين باقري، من جهته، إنّ الشهيد السنوار حقق حلمه بالاستشهاد على يد العدو الإسرائيلي، مشدداً على أنّ “على الإسرائيليين أن يعلموا أنّ مشعل المقاومة لن ينطفئ باستشهاد السنوار”.
ورأى أنّ “دماء الشهيد السنوار ستبقى تغلي في عروق مجاهدي حماس، وستجعل المقاومة أقوى وأكثر عزماً وإرادة”، وأن “على الإسرائيليين أن يعلموا أنهم اقتربوا من نهايتهم، وهذا ما سيحدث حتماً”.
يُذكر أنّ القائد يحيى السنوار استُشهد في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2024 في اشتباك ميداني مباشر مع قوات “جيش” الاحتلال الإسرائيلي، في رفح، جنوبي قطاع غزة، بعد مسيرة عمل عسكري أمني سياسي طويلة، كان آخرها معركة “طوفان الأقصى”، وتسلّمه رئاسة المكتب السياسي لحماس خلفاً للشهيد إسماعيل هنية.
وكان الإعلام الإسرائيلي تحدث عن استشهاد السنوار. وأقرّ الباحث والخبير الإسرائيلي في شؤون حماس، غاي أفيعاد، بأنّ “حماس ستعرف إقامة المنظمة من جديد مع أشخاص ماهرين ليسوا أقل من السنوار”، مضيفاً أنّ “هذه المنظمات (في محور المقاومة) مثل طائر الفينيق، تعود كل مرة إلى النمو وتتغيّر من جديد. فحتى بعد عماد مغنية، الذي كان حقاً مسؤولاً كبيراً، فإن بنية قوة حزب الله بنيت بعده، ويجب طرح هذا على الطاولة”.
المصدر: الميادين