مع مرور السنوات والتطور الكبير رياضيًا، نجد أن جميع بلدان العالم تشهد تطورًا في المجال الرياضي، وذلك على عكس ما يحدث على المستوى العربي، لدرجة أن الرياضيين العرب لم يعد لهم مكان في المنافسات الرياضية الدولية، في ظل الفارق الكبير في الإمكانيات الفنية والبدنية والتكتيكية، لمصلحة أبناء الغرب.
فمثلا نحن كعرب مع كل دورة أوليمبية أو محفل رياضي عالمي تُمني الجماهير العربية نفسها بظهور بطل في لعبة فردية يرسم البسمة على الشفاه أو فريق جماعي ينتزع الآهات، لكن في النهاية تضيع أحلامهم أدراج الرياح بسبب الفشل الذريع الملازم للرياضيين العرب، وهو ما اتضح بشدة خلال منافسات دورة الألعاب الأوليمبية المقامة في طوكيو حاليا، حيث إن حصد الميداليات للعرب يكاد لا يذكر.
أعتقد أنه حان وقت طرح المشكلة بشكل جاد وعدم البكاء على اللبن المسكوب كالعادة، وذلك في محاولة للوقوف على السلبيات وإيجاد حلول لصناعة رياضيين عرب يرفعون أعلام بلادهم عالياً في البطولات العالمية.
هنا يجب الإشارة إلى أن هناك عدة أسباب رئيسية وراء فشل اللاعبين العرب وظهورهم بمستوى ضعيف في أولمبياد طوكيو، على رأسها انعدام الثقافة الرياضية لديهم نتيجة لهذا التهميش، مما أدى إلى عدم وجود الرياضة كعنصر أساسي ومادة دراسية والتي تكون ذات فائدة كبيرة في إكساب الاطفال منذ الصغر القيم والسلوك الرياضي الصحيح.
من أهم الأمور في هذا الشأن أيضًا، عدم توافر ملاعب كثيرة في عدد كبير من الدول العربية هو أيضاً أحد أسباب الفشل، فالرياضي لا يجد بنية تحتية أساسية في دولته ولا دعم كبير من الاتحاد التابع له، لذلك يصبح غير مؤهل رياضياً.
الخلاصة تقول: لابد من معرفة أسباب الفشل، والعمل على تفاديه في المستقبل، كما يجب الاعتراف من جانب المسؤولين عن الرياضة في كل بلاد العرب بأن هناك تقصيرا شديدا في كيفية صناعة أبطال أولمبيين حتى نقف على السلبيات ومحاولة إزالتها أمام الرياضيين والمحافظة عليهم، بالإضافة إلى العمل بنوايا حسنة دون النظر لمصالح شخصية أو التربح من وراء ذلك، فإذا استطعنا أن نفعل ذلك سيتحقق الحلم.
بقلم حازم صلاح الدين