تتزايد التحضيرات الإسرائيلية على قدم وساق، لزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الشهر المقبل، وسط تقديرات بأن الزيارة ستفتح عهدا جديدا من العلاقات مع السعودية، استمرارا لمسلسل التطبيع الذي شرع به الرئيس السابق دونالد ترامب، إلا أن محللين إسرائيليين يشككون في تحقيق ذلك بوقت قريب.
وعلى الرغم من أن دولة الاحتلال تشهد حالة من التفاؤل بنتائج زيارة بايدن، فإنها تبدو حذرة، على اعتبار أنه لن تكون هناك قفزة مثيرة نحو اتفاق تطبيع كامل، لكنها خطوات صغيرة تراكمية، وفق تقدير محلليها.
وخلال أقل من شهر، وفي 13 تموز/ يوليو، سيقوم بايدن بأول زيارة له لإسرائيل رئيسا للولايات المتحدة، بعد ما يقرب من 49 عاما من زيارته الأولى في عام 1973، قبل 40 يوما من حرب أكتوبر مع مصر وسوريا، حين كان وقتها عضوا في مجلس الشيوخ.
وزار بايدن حينها القاهرة وتل أبيب، والتقى برئيسة الوزراء غولدا مائير، لكننا اليوم أمام المرة الثانية التي يربط فيها رئيس أمريكي زيارة لإسرائيل بزيارة إلى السعودية، وهو ما قام به ترامب في أيار/ مايو 2017، حيث وصل المملكة أولاً، ثم توجه إلى تل أبيب.
تال شنايدر، الكاتبة في موقع “زمن إسرائيل”، ذكرت في مقال ترجمته “عربي21″، أن “بايدن، كأي رئيس أمريكي يريد أن يشهد على انفراج بين إسرائيل والسعودية، تمهيدا لتحقيق انفراجة نحو تطبيعهما، دون توقع قفزة كبيرة في التقدم معهم، ولكن العمل على خطوات صغيرة، وترقيات”.
ومن بين هذه الخطوات، منح تصاريح لعدد أكبر من رجال الأعمال الإسرائيليين للسعودية، والحصول على موافقة إسرائيلية لنقل جزيرتي صنافير وتيران من مصر إلى السعودية.
وأضافت أن “إيران في قلب العلاقات الأمريكية السعودية أيضا، وهي محط اهتمام الإسرائيليين قبل كل شيء، ولطالما كانت شراكة المصالح بين تل أبيب والرياض حول هذه القضية مرئية ومعروفة للمنطقة بأسرها منذ فترة طويلة”.
وقالت: “تأتي زيارة بايدن للمنطقة بالتزامن مع حديث أمريكي حول إنشاء تحالف أمني عسكري يشمل إسرائيل مع السعودية والإمارات والبحرين وقطر وعمان والكويت ومصر والأردن والعراق، مع العلم أن دول مجلس التعاون الخليجي قلقة للغاية بشأن إطلاق الصواريخ من خلال المنظمات المسلحة في اليمن”.
وصحيح أن بايدن سيسعى خلال زيارته لتطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية، لكن علاقاتهما تعود إلى 2017، حين استحوذت المملكة على برامج إلكترونية هجومية إسرائيلية (NSO Pegasus) واستخدمتها، ما يشير الى تقدم التعاون السري بينهما، لكن تطورات الأحداث العالمية الأخيرة، لا سيما حرب أوكرانيا، قد تشكل دفعة جديدة لهذه العلاقات، سواء بسبب الحاجة الغربية والأمريكية للنفط السعودي من جهة، أو الغاز الفلسطيني المسروق لدى دولة الاحتلال من جهة أخرى.
وفي الوقت ذاته، يشكل تعثر المفاوضات النووية الإيرانية، واحتمال تصاعد التوتر الإيراني الإسرائيلي، قاسما مشتركا جديدا للتقارب الإسرائيلي السعودي، كونهما أصبحتا تعتبران حاجة غربية أمريكية في ملفي النفط والغاز، الأمر الذي قد يدفع إلى التقدم في خطى تطبيعها بصورة تدريجية، بحسب بعض القراءات، وهو الأمر الذي يسعى إليه بايدن بحسب تقارير إعلامية غربية.
بالإشارة إلى عدم وجود إشارات إسرائيلية لافتة حتى اللحظة تؤكد أننا أمام توقيع اتفاق تطبيع وشيك، كما كان عليه الحال مع الإمارات والبحرين خلال عهد ترامب.
المصدر: عربي 21