إسرائيل تتجاهل مقترحات مصر وتبني محور دافيد: اختبار جديد للسيسي بقلم أحمد آدم

موقع مصرنا الإخباري:

إسرائيل تتجاهل مقترحات مصر وتبني محور دافيد: اختبار جديد للسيسي   

 

في خطوة مثيرة للجدل، أقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على اتخاذ قرار يعتبر تحديا كبيرا لمصر، عبر الموافقة على إنشاء ما يعرف بـ”محور دافيد”، ضاربا بعرض الحائط مقترحات الجيش المصري وتطلعاته إلى دور أكثر فعالية في المنطقة. هذه الخطوة لم تكن مجرد تجاهل للمقترحات المصرية، بل يمكن وصفها بأنها إهانة صريحة لمكانة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على الساحة الإقليمية.

“محور دافيد” هو مشروع إسرائيلي يهدف إلى تعزيز السيطرة الأمنية والعسكرية على مناطق حساسة على حدود إسرائيل مع مصر، بما في ذلك أجزاء من سيناء. هذا المحور يعكس الرغبة الإسرائيلية في تكثيف نفوذها على حساب الدول المجاورة، وتحديدا مصر، التي كانت تأمل في لعب دور أكثر تأثيرا في هذه المناطق، بما يتماشى مع مصالحها الأمنية والسياسية.

لقد عملت مصر، عبر قنواتها الدبلوماسية والعسكرية، على تقديم مقترحات تعزز من التعاون الأمني بين القاهرة وتل أبيب، بهدف تحقيق الاستقرار في المنطقة. لكن نتنياهو لم يكتفِ بتجاهل هذه المقترحات، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، بتبني مشروع “محور دافيد”، الذي لا يخدم سوى مصالح إسرائيل، دون أي اعتبار للمخاوف المصرية.

هذا التجاهل الإسرائيلي يمثل صفعة دبلوماسية للقاهرة، التي كانت تأمل في أن تكون شريكا رئيسيا في أي ترتيبات أمنية تخص المنطقة. ولكن قرار نتنياهو أظهر بوضوح أن إسرائيل مستعدة للمضي قدما في تحقيق أهدافها حتى على حساب حلفائها المفترضين.

إن هذه الخطوة لم تقتصر على البعد الأمني فحسب، بل تعدت ذلك إلى بعد سياسي أكثر تعقيدا. فقرار نتنياهو بتجاهل مصر وإهانة مقترحاتها يشكل ضربة لصورة الرئيس السيسي، الذي يحاول تعزيز مكانة مصر كقوة إقليمية قادرة على التأثير في مجريات الأمور. هذا الموقف يضع السيسي في موقف حرج أمام الشعب المصري، الذي يتوقع من قيادته الدفاع عن مصالح البلاد وعدم لسماح لأي طرف بتجاوزها.

لا شك أن هذه الخطوة ستترك أثرا عميقا على العلاقات بين مصر وإسرائيل، التي لطالما كانت تحكمها ترتيبات أمنية دقيقة منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد. فمن الواضح أن تجاهل إسرائيل لمقترحات الجيش المصري يمكن أن يؤدي إلى توتر في العلاقات، وربما يدفع القاهرة إلى إعادة النظر في استراتيجياتها الأمنية في المنطقة.

في ظل هذا التطور، تواجه مصر تحديا كبيرا في كيفية الرد على هذا التجاهل الإسرائيلي. هل ستكتفي القاهرة بالتعبير عن استيائها عبر القنوات الدبلوماسية؟ أم أنها ستتخذ خطوات أكثر جرأة لتعزيز حضورها وتأثيرها في سيناء وعلى الساحة الإقليمية؟

الخيارات أمام القيادة المصرية ليست سهلة، لكن من الواضح أن الموقف الحالي يتطلب إعادة تقييم شاملة للسياسات تجاه إسرائيل، وربما إعادة بناء استراتيجيات جديدة تحفظ لمصر مكانتها وكرامتها على الساحة الدولية.

قرار نتنياهو بإنشاء “محور دافيد” ليس مجرد خطوة أحادية الجانب، بل هو تحدٍ مباشر لمصر وإهانة لمقترحاتها، مما يضع القاهرة أمام اختبار حقيقي لقدرتها على التعامل مع تعنت إسرائيلي مستمر. المستقبل القريب سيكشف ما إذا كانت مصر ستتمكن من الرد بشكل يلائم حجم التحدي الذي فرضه نتنياهو، أم أنها ستضطر للقبول بالأمر الواقع الذي فرضته السياسة الإسرائيلية.

أحمد آدم

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى