جدد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، اليوم الأربعاء، معارضة بلاده لمشاركة مهمة “أتلانتا” الأوروبية لمكافحة القرصنة في التحالف الدولي الذي شكّلته الولايات المتحدة لحماية الملاحة في البحر الأحمر ومواجهة هجمات الحوثيين. وقال سانشيز، خلال مؤتمر صحفي في ختام آخر مجلس للوزراء يعقد هذه السنة، إن حكومته “مستعدة ومنفتحة لإنشاء الاتحاد الأوروبي قوة مختلفة عن أتلانتا التي تكافح القرصنة في المحيط الهندي منذ عام 2008، تكون مهمتها التصدي لهجمات الحوثيين على السفن التجارية التي تسلك هذا الممر المائي”. غير أن وزارة الداخلية الإسبانية أكدت الأحد أن مدريد لن تشارك في مثل هذه المهمة، دون أن توضح السبب. وأبدت مدريد رفضها رغم اتصال هاتفي الجمعة بين الرئيس الأميركي جو بايدن وسانشيز. وأكد البيت الأبيض في بيان أنّ المحادثة ركّزت بشكل خاص على إدانة الهجمات الحالية التي يشنّها الحوثيون ضد السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر. وعلق نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين حسين العزي عبر منصة إكس، قائلا “نقدّر عاليا امتناع إسبانيا عن الانجرار خلف الأكاذيب الأميركية والبريطانية في موضوع الملاحة البحرية”. وهذه أول مرة يدلي سانشيز بتصريحات علنية حول هذه المسألة منذ إعلان الولايات المتحدة إنشاء هذا التحالف الدولي في 18 ديسمبر/كانون الأول. وأوضح أن عملية أتلانتا التي تقودها إسبانيا حاليا ولا تملك سوى سفينة واحدة هي فرقاطة إسبانية، ليس لديها “المواصفات” اللازمة للقيام بدوريات في البحر الأحمر بهدف منع هجمات الحوثيين. وقبل أيام، أعلنت إسبانيا أنها لن تشارك في التحالف الدولي لحماية حركة الملاحة في البحر الأحمر من هجمات جماعة الحوثيين في اليمن، ولكنها لن تعارض المشاركة مع الدول الأوروبية الأخرى في إطار مهمة محددة. وقد أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الثلاثاء الماضي تشكيل تحالف متعدد الجنسيات، تشارك فيه بريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج والبحرين وسيشل، عبر دوريات مشتركة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، ضمن ما أطلق عليها عملية “حارس الازدهار”. وردت جماعة الحوثي في وقت سابق أن تشكيل الولايات المتحدة هذا التحالف لن يوقف عملياتها في البحر الأحمر، التي تأتي بهدف مساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، و”ليست استعراضا للقوة ولا تحديا لأحد”، وفق المتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلام.
المصدر : الفرنسية