موقع مصرنا الإخباري:
جاءت حملة الاعتقالات التي نفذها أبو محمد الجولاني خلال الفترة الأخيرة، “للتخلص من منافسيه المحتملين”.
وتشهد إدلب منذ أسابيع مظاهرات وصلت إلى مستوى قياسي من حيث عدد المشاركين والمطالب التي لم تعد تقتصر فقط على “محاسبة وإقصاء الأجهزة الأمنية التابعة لهيئة تحرير الشام وتنظيف السجون”. والكشف عن مصير المختفين قسرياً”، بل امتد الأمر ليشمل “المطالبة بإسقاط الجولاني وإنهاء حكم هيئة تحرير الشام واستبداله بإدارة مدنية”.
مقتل عنصر من ’جيش الأحرار‘؛ فصيل تحت التعذيب، مما أشعل المظاهرات
وبدأت هيئة تحرير الشام العام الماضي تحقيقات في ما تسمى بـ”قضية العميل”، حيث شنت حملة اعتقالات واسعة طالت المئات من عناصرها وعدداً من القيادات في التنظيم، بعضهم بتهمة العمل لصالح وكالة المخابرات المركزية الأميركية وآخرين بتهمة العمل لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA. بتهمة العمل لصالح روسيا والحكومة السورية.
وكان أهم هؤلاء المعتقلين “أبو ماريا القحطاني” (عراقي الجنسية)، النائب السابق للجولاني وأحد أبرز قادة ومؤسسي “جبهة النصرة”، والذي أطلق سراحه مؤخراً بعد “ تبرئته”.
ورجحت مصادر محلية أن حملة الاعتقالات التي نفذها أبو محمد الجولاني خلال الفترة الأخيرة، جاءت “للتخلص من منافسيه المحتملين”.
لكن الشرارة التي أشعلت الغضب الشعبي كانت بمقتل عبد القادر الحكيم الملقب بـ”أبو عبيدة” من فصيل “جيش الأحرار”، الذي قُتل في السجن تحت التعذيب ثم دُفن في ريف حلب.
وكانت هذه المظاهرات متوقعة لأسباب عديدة
لم يكن اندلاع المظاهرات الحالية ضد هيئة تحرير الشام مفاجئاً، بل كان متوقعاً بسبب تفاقم عوامل عدة، أولها استمرار تدهور الأوضاع المعيشية في الشمال السوري.
وبحسب الإحصائيات الدولية فإن نسبة السكان تحت خط الفقر تصل إلى نحو 90%، في وقت تسيطر هيئة تحرير الشام على كافة الموارد المحلية، وتسيطر “حكومة الإنقاذ” التابعة لها على المساعدات الدولية التي تصل عبر معبر باب الهوى وتوزعها حسب تقديرها وبما يخدم مصالح المسؤولين، بحسب مصادر محلية.
وتتضاءل هذه المساعدات باستمرار بسبب تراجع التمويل من الدول المانحة، خاصة الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، المنشغلة بمواجهة روسيا في أوكرانيا وتقديم دعمها لـ”إسرائيل” في حرب الإبادة التي تشنها ضد الفلسطينيين في غزة.
في موازاة ذلك، تزايد السخط الشعبي في الفترة الأخيرة بسبب القمع الذي تمارسه القوى الأمنية التابعة لهيئة تحرير الشام، ليس فقط ضد السكان المعارضين لها، بل أيضاً ضد المواطنين الذين يعيشون في المخيمات والذين يحتجون على استمرار معاناتهم في الحصول على الماء والكهرباء والاستشفاء.
يُذكر أن خطوط التماس بين مناطق انتشار الفصائل الإرهابية في إدلب ومناطق سيطرة الجيش السوري أصبحت ساخنة في الآونة الأخيرة.
ونفذ الإرهابيون عدة “عمليات دهم” وأطلقوا طائرات انتحارية مسيرة حاولت استهداف الجيش السوري الذي أعلن في عدة بيانات أنه أسقطهم جميعاً وقضى على المتسللين وألقى القبض على أحدهم في ريف إدلب الجنوبي.
لماذا لم تعلق تركيا حتى الآن على ما يحدث؟
ويرجح المراقبون أن تنتهي هذه الاحتجاجات قريبا أو أن يهدأ الناس بعد تعرضهم للعنف وبعد تهديد الجولاني لهم بمواصلة استخدام القوة المفرطة.
لكن الملفت حقاً هو صمت تركيا أو عدم تدخلها حتى الآن، وهو ما قد يشير إلى أنها تعتقد أن “إضعاف هيئة تحرير الشام سيكون في مصلحتها لأن المرحلة تحتاج إلى تنظيمات أكثر مرونة، ولهذا تنظر إلى هذه التظاهرات على أنها تخدم اتجاهها في سوريا” بشكل او بأخر.”
وتصنف هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) منظمة إرهابية من قبل الأمم المتحدة والعديد من الدول، بما في ذلك روسيا.
ويضم هذا التنظيم الإرهابي عدداً كبيراً من المقاتلين الأجانب، الذين يتجاوز عددهم 8000 مقاتل في إدلب، 6500 منهم من الإيغور والقوقازيين والطاجيك والشيشان، فيما يتقلد العرب وأغلبهم من شمال أفريقيا مناصب إدارية وأمنية وعسكرية.
سوريا
تركيا
أبو محمد الجولاني
روسيا
دمشق
ادلب
هيئة تحرير الشام
محافظة ادلب