موقع مصرنا الإخباري:
هاجمتنا بعض الجماهير بشدة لأننا كتبنا بالأمس نرفض حملات المطالبة بدعم مروان محسن في الأهلي، بعد خمس سنوات ليس بها إلا الدعم، ولأن العاطفة اللحظية تثبت الصورة عند لقطة بعينها، تعلو فيها كل المعاني الإنسانية على المنطق ذاته، فحدث أن توقف بعض الجمهور عند لقطة سجود مروان محسن متأثرًا بعد انتهاء ضربات الترجيح بين الأهلي وبالميراس البرازيلي في مباراة البرونزية بمونديال الأندية، ودون نفاق للأغلبية، ومسايرة للموجة، فإننا نعاود الكتابة ثانية في هذا الإطار، لنضع الأمور في نصابها، ونذكر الجميع بما أنسته لهم العاطفة، حتى حلت محل المنطق، والعقل، بل والعدل.
من دفتر حكايات الدعم غير المبرر، نذكر جمهور الأهلي بالدعم المتواصل لسنوات الذي لقاه مهاجم الفريق المعتزل محمد فضل، وذاتها لحظة السجود والتأثر، عقب إهدار فضل لركلة ترجيح نهائي كأس مصر 2010 – 2011 بمباراة حرس الحدود، تذكرها الجمهور، ونسي حقيقة لا تقبل الجدل، مفادها أن محمد فضل لا يمكن أن يصلح لوظيفة رأس حربة النادي الأهلي، وأن النقد في أساس العمل، وليس لشخص أي إنسان.
قبلها كان قد أضاع محمد فضل على الأهلي بطولة دوري في مهرجات إهدار الفرص أمام إنبي، بعضها على بعد سنتيمترات من المرمى، في مباراة سيد عبد النعيم الشهيرة عام 2003، لدرجة أن الجمهور تناسى إغماء الراحل العظيم طارق سليم بسبب هذه المباراة، وذهب يغفر لمحمد فضل سريعًا… فماذا حدث؟
ولأن كل فعل غير مبرر طبيعي أن يكون رده درسًا للمتعاطفين دون منطق، فإن رد محمد فضل على سنوات المغفرة من جمهور الأهلي كان عكسياً، حيث إنه ذهب للإسماعيلي، وعند أول مباراة لفريقه الجديد مع الأحمر، خرج بعدها، واتهم الأهلي بإغراق ملعب استاد القاهرة بالمياه، لأنه يعرف أن الإسماعيلي يلعب كرة على الأرض، وعاد فضل للتغزل في الأهلي، بعدها عاد للأهلي، ثم اعتزل، وبعد الاعتزال رأينا من أمير تضييع البطولات عجب العجاب، بدأها بافتعال المشاكل خلال تواجده بلجنة التعاقدات في القلعة الحمراء، وعلى يديه رأينا لأول مرة محاولات التلميع المنفردة للأشخاص، وتسريب صور توقيع محمد محمود للأهلي، وبعدها الاعتراض على تواجد سيد عبد الحفيظ وهيثم عرابي، لتنتهي رحلة فضل سريعًا، ويعود للصورة من باب اللجنة الخماسية لإدارة الكرة في مصر… فماذا فعل فضل؟
رد “فضل” الجميل لجمهور التعاطف على حساب المنطق والعقل والعدل، بل والأهلي، بأن اصطنع مشكلة صبيانية للغاية مع لاعب الأهلي محمود كهربا، خلال تواجده مندوبًا عن اللجنة الخماسية لتسليم الأهلي درع الدوري العام، ورأى الجميع كيف تصرف المسؤول بغير مسؤولية وجذب اللاعب من يده، ليفتعل أزمة لنادي المغفرة والغفران قبل نهائي أفريقيا بأيام، بل وسعى فضل خلالها لإيقاف محمود كهربا محليًا.
في كل ما سبق لم يتذكر “فضل” أي مغفرة جماهيرية وإدارية من النادي، وتعامل بحب شديد للنفس، والحقيقة أن الأزمة سببها من يغفرون دون مبرر، ومن يتعاملون مع الكرة كهواية، رغم أنها احتراف، وتعدت كونها لعبة، إلى درجة الفعل القادر على تغيير المزاج الشعبي العام، فضلًا عن الأرقام والاقتصاد الذي باتت جزءاً لا يتجزأ منه في أي دولة.
من دفتر حكايات الدعم حبًا في الدعم، وعلى حساب المنطق والعدل، لا يمكن أن ننسى شريف إكرامي، وكم البطولات التي ضاعت في ثغرة عاشت طويلاً بين يدي حارس الأهلي السابق، وبينما كنت عزيزي المشاهد تترك المقهى الذي تشاهد فيه المباراة، نادمًا على وقتك، ومالك، وجهدك، وأعصابك، كان شريف إكرامي يظهر مبتسمًا في سيارته، ويذهب آخر الشهر لتقاضي راتبه الضخم من الأهلي، دون حتى تأنيب ضمير، حتى حدث منه ما حدث، وكلها تفاصيل حديثة تتذكرونها جميعاً.
بينما كنت كمشجع، يدفع للمنظومة ولا يتقاضى منها أجرًا تتحسر على كل كرة مكانها اليد، بينما فجأة هي في شباك شريف إكرامي، وكان مارتن يول مدرب الأهلي الأسبق يقول إن لديه حارس مرمى لو سددوا عليه ثلاجة ستدخل المرمى، كانت هناك حملات الدعم على حساب الشناوي، الذي تعرض للظلم سنوات بسبب مجاملة شريف إكرامي في الأهلي، وها هو الشناوي يأتي للأهلي بالبطولات منفردًا، بعدما كان إكرامي يضيعها منفردأ… فهلا ندمت عزيزي الداعم؟
الآن نقول لكم ادعموا من تشاؤون، وبينهم مروان محسن، بل أدعم معكم حق مروان في كل شيء يستحقه، لكن ليس على حساب مظلوم ينتظر عشر الفرص التي أتيحت له.. بل أدعو مروان لرفع الحرج عن الجميع، والخروج في إعارة متحدياً الجميع، ومنهم منتقديه بالطبع، ليثبت لهم أن رأيهم فيه لم يكن صوابًا، وأنه نجح بعيداً عن ضجيجهم.
ادعموا مروان محسن، ولكن ليس على حساب كفاءة مخفية، كما كنتم تدعمون إكرامي على حساب الشناوي، والآن لا تشعرون بالحرج من حملات دعمكم التي أضاعت أمولاً، وبطولات، وأمجاد، وكفاءات، ومواهب، ولولا ستر الله، لكان من بين هؤلاء الضائعين الحارس العظيم محمد الشناوي، الذي جاور دكة البدلاء سنوات، بينما كان شريف إكرامي يمثل اللاعب رقم 12 للمنافس، وحضراتكم تدعمونه، على حساب هذا الكفء البديل.
ادعموا كل من تشاؤون، وتحملوا مسؤولية ظلم كل كفاءة، لم تلق ربع فرص المدعومين، وتحملوا وزر هذه المجاملات على حساب العدل والحق.
ادعموا تواجد مروان محسن في الأهلي، ولا تبحثوا عن شاب كفء في قطاع الناشئين، ودعوه يذهب بعيدًا ثم يعود بالدولار، أو يذهب بعيدًا لأي نادٍ فيفشل بفعل الظروف، بينما أخفته حملات دعمكم، وحرمته من حقه الطبيعي في الفرصة.
لست مضطرًا لنفاقكم، وأكتب فقط لأذكركم بخطيئة حملات الدعم غير العادلة، ولأقل لكم اذهبوا فادعموا، وتذكروا أن الوجه الآخر لدعم غير الموفق، يحرم منتظر الفرصة من الظهور، فادعموا وتحملوا ذنب كل موهبة تضيع، وكل كفاءة تختفي ولا ترى النور، بسبب أبطال الدعم.