موقع مصرنا الإخباري:
أعلنت القوات المسلحة التابعة لحكومة أنصار الله في العاصمة اليمنية صنعاء مسؤوليتها عن هجوم بطائرة بدون طيار ضرب منطقة حساسة وسط تل أبيب بالقرب من السفارة الأمريكية.
ولم تنطلق صفارات الإنذار للغارات الجوية وحلقت الطائرة بدون طيار دون أن يتم اكتشافها.
ووفقا لمسؤولين إسرائيليين، أدى انفجار في شارع بن يهودا إلى مقتل شخص وإصابة ما لا يقل عن عشرة آخرين.
وقال مسؤولون عسكريون إسرائيليون إن الطائرة بدون طيار حلقت على ارتفاع منخفض من اليمن متجاوزة أنظمة الدفاع الجوي.
وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، اعترض الجيش الأمريكي أربع طائرات بدون طيار كانت “في طريقها إلى إسرائيل”.
وقال متحدث عسكري إسرائيلي: “نحن نتحدث عن طائرة بدون طيار كبيرة يمكنها الطيران لمسافات كبيرة”.
وتقول التقارير إن الانفجار وقع في الشوارع مما تسبب في تساقط شظايا القذائف وتناثر الزجاج المكسور في منطقة واسعة.
وتظهر اللقطات التي تم التقاطها بكاميرا الهاتف بوضوح الطائرة اليمنية بدون طيار وهي تحلق على ارتفاع منخفض فوق تل أبيب وفي اللحظة التي ضربت هدفها. ويشير حجم الانفجار إلى أن الطائرة بدون طيار كانت تحمل مستوى عاليا من المتفجرات.
وقال المتحدث باسم خدمة الطوارئ التابعة للنظام، ماجن ديفيد أدوم، إن الانفجار تردد في المدن المجاورة.
وأعلنت أنصار الله أنها استخدمت طائرة يافا بدون طيار المطورة حديثا لضرب تل أبيب دعما لغزة ووصفت المدينة بأنها “هدف رئيسي” للعمليات المستقبلية.
كما أعلنت القوات المسلحة اليمنية تل أبيب “منطقة غير آمنة”.
وأثارت العملية تساؤلات جدية بين المستوطنين ووسائل الإعلام الإسرائيلية حول فعالية الأنظمة الإسرائيلية المضادة للطائرات.
وقال أحد المعلقين الإسرائيليين: “صباح الخير لحكومة اليمين 100%. من المؤسف أن الطائرة بدون طيار لم تضرب أحد منازلكم، ربما حينها ستهتمون بالمواطنين بدلاً من أنفسكم!”.
وقالت القوات اليمنية في بيان لها إن العملية تأتي “نصرة للشعب الفلسطيني ومقاتليه وردا على العدوان الإسرائيلي على أشقائنا في غزة”.
وفيما يلي البيان كاملا:
“نفذ سلاح الجو اليمني، بعون الله، عملية عسكرية كبيرة، شملت استهداف موقع مهم في منطقة يافا المحتلة، والمعروفة لدى الإسرائيليين بتل أبيب.
وتم تنفيذ العملية باستخدام طائرة بدون طيار جديدة تسمى “يافا”، قادرة على تجاوز أنظمة العدو الدفاعية والتهرب من كشف الرادار. وحققت العملية أهدافها بنجاح.
تعلن القوات المسلحة اليمنية أن منطقة يافا المحتلة تعتبر الآن منطقة غير آمنة وستكون هدفاً أساسياً لأسلحتنا. وسنركز على استهداف الجبهة الداخلية للعدو الصهيوني والوصول إلى عمق أراضيه.
وتؤكد القوات المسلحة اليمنية، بإعلانها عن هذه العملية، امتلاكها لبنك أهداف داخل فلسطين المحتلة، بما في ذلك أهداف عسكرية وأمنية حساسة. وسيواصلون بعون الله ضرب هذه الأهداف رداً على مجازر العدو وجرائمه اليومية بحق إخواننا في غزة.
وستستمر عمليات القوات المسلحة اليمنية في دعم المقاتلين الأبطال في غزة، الذين يدافعون عن أمتنا العربية والإسلامية وشعوبها. ولن تتوقف هذه العمليات إلا بانتهاء العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في غزة.
“التكلفة المؤلمة”
في غضون ذلك، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن شاهد عيان قوله: “أنت في تل أبيب وتعتقد أن كل شيء على ما يرام، ثم ترى شيئًا قادمًا نحوك بسرعة وينفجر. إنه أمر مخيف وغير طبيعي، وعليك التعامل مع الوضع”. بطريقة ما، لا نفهم سبب عدم تفعيل صفارات الإنذار”.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن شاهد عيان آخر قوله: “لم يكن هناك شعور كهذا هنا منذ فترة طويلة، ولكن هذا ما يحدث في الشمال يوميا، فجاء إلينا هذه المرة”.
وفي وقت لاحق من يوم الجمعة، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن انفجار ثان في شارع يوسف زيمان في تل أبيب. ويقال إن الانفجار خلف ضحايا.
وأوضح المراسل العسكري لموقع “واللا” العبري أن “سلاح الجو الإسرائيلي تفاجأ في 7 تشرين الأول/أكتوبر، بعد أكثر من تسعة أشهر من الصراع العنيف. فهل تفاجأوا مرة أخرى؟ هذا الموضوع يحتاج إلى تحقيق شامل. منذ متى ونحن نائمون على رؤوسنا”. أصابع القدم، ولأي سيناريوهات أعددنا؟
وقال عضو الكنيست جدعون ساعر: “ما حدث في وقت مبكر من صباح اليوم في تل أبيب هو خلل خطير، وكان ثمنه مؤلما”.
ووسط المعلومات القليلة التي نشرها جيش النظام، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن “الجانب الأكثر إثارة للقلق في انفجار الطائرة بدون طيار في تل أبيب هو أن الجيش لا يعرف ما حدث بعد سبع ساعات، أو أنه لا يريد الكشف عنه”.
وأشارت تقارير أخرى إلى أن الانفجار الذي وقع في منطقة ذات إجراءات أمنية مشددة، أثار قلق الناس في تل أبيب وقلقهم بشأن احتمال وقوع عمليات في المستقبل.
ويعتقد الخبراء أن هذه ضربة كبيرة للحكومة والجيش الإسرائيليين، ولها آثار أوسع بكثير من الأضرار أو الخسائر في الأرواح.
باعتبارها المركز الاقتصادي الإسرائيلي، تعرضت تل أبيب لهجوم من شأنه أن يثير قلق المستثمرين، ولكن الأهم من ذلك أنه يوضح مرة أخرى مدى ضعف الإسرائيليين أمام هجوم طويل المدى بطائرات بدون طيار.
“عملية بطولية جديدة”
وفي وقت لاحق من يوم الجمعة، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري إنه بناء على التقييمات الأولية، تم إطلاق الطائرة بدون طيار من اليمن.
ولم يستبعد هاجري احتمال وقوع هجوم ضد اليمن، مضيفا أن الطائرة بدون طيار التي أطلقتها القوات المسلحة لأنصار الله، وصلت إلى تل أبيب عبر البحر، وزعمت أنها من طراز “صماد 3”.
وأشادت حركة المجاهدين الفلسطينية بأنصار الله على “العملية البطولية الجديدة”، قائلة إن الفلسطينيين يقدرون الدعم “الثابت” لغزة.
وأضاف: “نؤكد أن ما تقوم به اليمن وبقية أطراف محور المقاومة هو أشرف تدخل عسكري لنصرة المظلومين ووقف الظلم الصهيوني”.
وأضافت المجموعة أن المجتمع الدولي “يتآمر مع الكيان الصهيوني المجرم ضد شعبنا ويبرر جرائمه ويوفر له الغطاء الدولي لمواصلة أعمال الإبادة الجماعية في قطاع غزة”.
وأضافت: “ندعو كافة قوى المقاومة في وطننا إلى تصعيد كافة أنواع الضغوط، وخاصة الضغط العسكري، ضد العدو الصهيوني، وكذلك الضغط على داعميهم الأمريكيين حتى وقف جرائم الإبادة الجماعية في غزة”.
حماس تشيد بالهجوم على “رمز الفخر” لإسرائيل
وقالت حماس في بيان لها إن أعضائها “يقدرون ويثنون بشدة” على هجوم الطائرات بدون طيار على تل أبيب الذي نفذته جماعة أنصار الله اليمنية، والذي استهدف أعماق “رمز الفخر” لإسرائيل.
وقالت جماعة المقاومة إن مثل هذه الهجمات هي “حق مشروع لمقاومة أمتنا وشعبها” في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي المتوسع في المنطقة.
حركة الجهاد الإسلامي تصف هجوم الطائرات بدون طيار بـ”البطولي”
وقالت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في بيان لها إن هجوم تل أبيب هو “عملية جريئة” نفذها المقاتلون اليمنيون “الأبطال”.
وأضافت أن “هذه العملية هي رد طبيعي على حرب الإبادة الجماعية المستمرة ضد شعبنا وجرائم الحرب التي يواصل العدو ارتكابها، بدعم من إدارة بايدن والحكومات الغربية”.
“نقلة نوعية في ردود جبهات المقاومة”
كما أشادت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالعملية، مؤكدة أن جبهات الدعم في اليمن ولبنان والعراق “أوفت بوعودها ووسعت نطاق ردودها على تصاعد المجازر الصهيونية في قطاع غزة”، وأنها “مستعدة لمواجهة” مواصلة هذه العمليات النوعية إذا استمر العدوان”.
وأضافت الجبهة الشعبية أن هذه العملية “تمثل نقلة نوعية في ردود جبهات المقاومة المساندة”، مشيرة إلى أنها تثبت قدرة القوات المسلحة اليمنية على التوغل في عمق الأراضي الإسرائيلية، و”تكشف انهيار منظومة الردع الإسرائيلية”. وفشل الاحتلال في توفير الأمن لكيانه المتدهور”.
كما أشارت الجبهة في بيان لها إلى أن هذه العملية “وجهت رسائل واضحة لقادة الاحتلال الجبناء مفادها أن الكيان الصهيوني برمته أصبح الآن في مرمى ضربات جبهة المقاومة والمساندة، وأنه لا يوجد مكان آمن للصهاينة في أي مكان”.
وأكدت الجبهة أن “نجاح المقاومة [المعادية لإسرائيل] في اختراق النظام الصهيوني يؤكد أن أمريكا وحلفائها غير قادرين على حماية الكيان الصهيوني من الضربات الموجعة”.
كما أشاد حزب الله اللبناني بالعملية ووصفها بأنها “انتصار لقمع الشعب الفلسطيني ومقاومته”.
وأضاف حزب الله أن اليمن يدعم الفلسطينيين “الأبطال” في غزة الذين يدافعون عن “جميع شعبنا وبلدان أمتنا العربية والإسلامية”.
وأضافت حركة المقاومة اللبنانية أن القتال لن يتوقف حتى “ينتهي العدوان والحصار على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.