أعلنت جماعة الحوثي أنها استهدفت تل أبيب بطائرة مسيرة لا ترصدها الرادارات فجر اليوم الجمعة، في حين توعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الذي أسفر عن قتيل وجرحى، وقالت إنها لا تستبعد ضرب أهداف في اليمن. وفي بيان ألقاه بصنعاء وبثه التلفزيون، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع إن سلاح الجو المسير للجماعة استهدف تل أبيب بمسيرة جديدة من طراز “يافا”. وأضاف سريع أن الطائرة المسيرة الجديدة قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية، ولا تستطيع الرادارات اكتشافها. وتابع المتحدث العسكري أن منطقة تل أبيب تقع في مدى أسلحة الجماعة، وستكون هدفا رئيسيا لها، قائلا إن “القوات المسلحة اليمنية تعلن منطقة يافا المحتلة منطقة غير آمنة، وستكون هدفا أساسيا في مرمى أسلحتنا، وإننا سنقوم بالتركيز على استهداف جبهة العدو الصهيوني الداخلية والوصول إلى العمق”. كما قال سريع إن جماعة الحوثي تملك “بنكا” للأهداف في فلسطين المحتلة، وستمضي في ضربها ردا على ما وصفها بمجازر العدو، في إشارة إلى المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها الحوثيون استهداف تل أبيب منذ بدء عملياتهم أواخر العام الماضي دعما لغزة. وجاء البيان العسكري الحوثي بعد ساعات من وقوع انفجار في مبنى بتل أبيب غير بعيد عن السفارة الأميركية، واتضح لاحقا أنه ناجم عن طائرة مسيرة انقضاضية. وهذه المرة الأولى التي تقر فيها إسرائيل بتعرض تل أبيب لضربة جوية بمسيرة منطلقة من اليمن منذ بدء الحوثيين عملياتهم ضد أهداف داخل إسرائيل، وسفن مرتبطة بها في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن. ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، يشن الحوثيون عمليات على السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر دعما لقطاع غزة. وعيد إسرائيلي في المقابل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن إسرائيل ستحاسب كل من يمس بها أو يقوم بالإرهاب ضدها، مضيفا أنه أكد خلال تقييم أجراه مع رئيس أركان الجيش ورئيس أركان القوات الجوية على تعزيز كافة أنظمة الدفاع الجوي. وبالتزامن، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن المسيّرة التي انفجرت في تل أبيب إيرانية الصنع، ويُعتَقد أنه تم إطلاقها من اليمن. وأضاف أن الجيش سيجري تقييمه لتحديد طبيعة الرد، قائلا إنه لا يستبعد مهاجمة مواقع في اليمن. وكان الجيش الإسرائيلي قال قبل ذلك إن سلاح الجو التابع له تعرّف على المسيرة وكشفها، لكن لم يتم اعتراضها بسبب ما ادعى أنه “خطأ بشري”. وفي وقت سابق اليوم الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه فتح تحقيقا لمعرفة سبب عدم تفعيل صفارات الإنذار والدفاعات الجوية لاعتراض المسيرة الانقضاضية. من جهتها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه تم رصد المسيرة التي استهدفت تل أبيب ولم يتم اعتراضها لعدم تصنيفها هدفا معاديا. وفي الإطار، قال مسؤول عسكري إسرائيلي إن “مسيّرة كبيرة جدا” استُخدمت في الهجوم، مضيفا أن الجيش لا يستبعد أي احتمال فيما يتعلق بمصدرها. وبعد الإعلان عن تعرض تل أبيب لضربة بطائرة مسيرة، أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأن الجيش الأميركي أبلغ إسرائيل أنه اعترض فجر اليوم 4 مسيرات كانت في طريقها لإسرائيل. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن مرارا في الأشهر السابقة أنه أسقط صواريخ ومسيرات منطلقة من الشرق كانت تستهدف أساسا مدينة إيلات. انفجار كبير وبعد الهجوم مباشرة، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن سماع دوي انفجار ضخم في شارع بن يهودا بتل أبيب. من جانبها، أعلنت الشرطة الإسرائيلية العثور على جثة شخص عليها آثار شظايا جراء الانفجار، كما أصيب نحو 8 أشخاص، بحسب المصادر الإسرائيلية. وقالت متحدثة باسم الشرطة إن قوات كبيرة من شرطة منطقة تل أبيب وصلت إلى المكان وقامت بالتعامل مع الحادث. وأعلنت الشرطة إغلاق منطقة الانفجار، وأكدت أن قواتها تعمل على البحث والتفتيش عن بقايا الشظايا لمعرفة سبب الانفجار. وأظهرت صور مبنى تعرّض لبعض الأضرار جراء الانفجار الذي تسبب في تناثر الشظايا وتحطيم زجاج النوافذ.
المصدر : الجزيرة + وكالات