بدأت منافسات أمم أوروبا لكرة القدم يورو 2020، بكل ما تحمله من متعة كروية ومنافسة وإثارة للتتويج باللقب الأوروبى الأغلى، والذى يتابعه الملايين بجميع أرجاء الكوكب، بمختلف انتماءاتهم، بالدعم والتشجيع سواء بالمدرجات أو المقاهى أو أمام شاشات التليفزيون، وخلال 31 يوماً من المتعة والإثارة تنتظر الجماهير ليالى اليورو الحافلة بالمتعة والمنافسة والإثارة، ولكن ماذا عن أهواء المصريين فى هذه البطولة، لمن ينحاز الجمهور المصرى، وكيف يرى المصريون تلك البطولة؟.
ربما تجد انقساماً بين المصريين فى تشجيع المنتخبات الأوروبية، إلا أن الغالبية ربما تنحصر فى “مجموعة الموت” تلك التى تضم منتخبات هى الأقوى فى البطولة، ويصنفها البعض بأنها من أقوى المرشحين للفوز باللقب وهى “ألمانيا ـ فرنسا ـ البرتغال ـ المجر”، وعلى الرغم من أن قطاعاً كبيراً من الجمهور المصرى يميل للكرة الإيطالية وفلسفتها التكتيكة المنظمة، خاصة فى ثوبها الجديد تحت قيادة مانشينى الذى يقدم كرة هجومية مهارية منظمة وممتعة أيضا، وآخرون يدعمون “الماتادور” الإسبانى، إما لشغفهم بنجوم الليجا الذين يدعمونهم على مدار الموسم، سواء فى ريال مدريد أو برشلونة، وفريق ثالث يدعم “برتغال” رونالدو، والذى وإن خفت بريقه بعد رحيله عن ريال مدريد إلا أن ذلك لا يقلل من كونه أسطورة كروية ومازال يحظى بمتابعة الملايين حول العالم وليس فى مصر وحدها، خاصة أن المنتخب البرتغالى يضم عدداً من اللاعبين المميزين بجانب “الدون”، أمثال برونو فيرنانيدز نجم مانشستر يونايتد، وجواو فيلكس لاعب أتلتيكو مدريد، وبيرناندو سيلفا نجم مان سيتى، وغيرهم ممن يطمحون فى الحفاظ على اللقب الأوروبى.
أما فرنسا بطل كأس العالم فتحظى بشعبية جارفة لدى الملايين من عشاق كرة القدم منذ عقود، وعلى رأسها الجماهير المصرية، وتجسد ذلك فى مشاهد المقاهى والنوادى والتفاف الجماهير لتشجيع زين الدين زيدان فى يورو 2000، وقبلها تتويجه مع فرنسا بكأس العالم 1998، وكيف تفاعل المصريون مع لمساته الساحرة وأهدافه القاتلة، والشعبية التى تمتع بها زيزو بعد ذلك، وهو ما تكرر فى كأس العالم الأخيرة 2018 والتى توج بها الديوك بكتيبة مدججة بالعديد من المواهب الشابة التي أبهرت العالم، وعلى رأسهم كيليان مبابي وجريزمان وبول بوجبا وكانتى وغيرهم، بمستواهم الفنى المتميز وأهدافهم الساحرة، فأبهروا ملايين المشجعين بجميع أنحاء العالم وليس مصر فقط، وهو ما يجعل تشجيع المنتخب الفرنسى متوقعاً بين قطاع كبير من المصريين العاشقين للكرة الفرنسية والجيل الجديد الطامح للبطولات، خاصة أن فرنسا من أقوى المرشحين للفوز باللقب.
أما هولندا فمازالت تحظى بشعبية كبيرة لدى جماهير العالم، خاصة تلك العاشقة للكرة الجميلة الممتعة، ومازال قطاع كبير من الجمهور المصرى يعيش على ذكريات الجيل الذهبى للطواحين الهولندية خاصة جيل كأس العالم 90 أمثال فان باستن وكومان وريكارد وغيرهم، ويسعى بشغف لمشاهدة مباريات المنتخب البرتقالى فى المسابقات الدولية، وظهر ذلك فى تساؤلات الكثير ين عن مجموعة هولندا فى كأس العالم الأخيرة بروسيا لمشاهدة مبارياتها، ولم يصدقوا أن هولندا لم تتأهل بالفعل للمونديال، الأمر الذى أصاب الجميع بدهشة كبيرة لم تقل عن صدمة الهولنديين أنفسهم، لذا سنجد مباريات هولندا حاضرة بالجماهير بالنوادى والمقاهي المصرية، للاستمتاع بالكرة الهولندية العائدة بعد غياب بجيل من الشباب المتحمس مثل فرانكي دى يونج نجم برشلونة، ودى ليخت لاعب يوفنتوس، وممفيس ديباي لاعب ليون، وفينالدوم نجم ليفربول المنتقل حديثاً إلى باريس سان جيرمان وغيرهم.
وتبقى ألمانيا هى ألمانيا، ماكينات كرة القدم، بكل ما تحمله من معنى، خاصة أن الجيل الحالي للكرة الألمانية والذى يقدم كرة قوية ومنظمة فنياً وتكتيكياً، متسلحاً بكتيبة من أقوى نجوم العالم، وعلى رأسهم لاعبو بايرن ميونيخ ذلك الجيل القوى الذى أبهر العالم وحصد جميع البطولات الموسم الماضى، لذا من الطبيعى أن يحظى المنتخب الألماني بالملايين من المتابعين حول العالم، ومنهم بالتأكيد الجماهير المصرية العاشقة للماكينات، وتحرص دائماً على متابعة نجومه بالبوندزليجا طوال الموسم، وأبرزهم بايرن ميونخ بوروسيا وغيرها من الأندية. ونفس الأمر بالنسبة للمنتخب الإنجليزي، المدجج بالنجوم والمواهب الشابة، وعلى رأسهم راشفورد نجم مانشستر يونايتد، وهارى كين نجم توتنهام، وسانشو موهبة بوروسيا دورتموند، وغيرهم الكثير ويقودهم المدرب الكبير ساوثجيت، الذى قدم مستويات متميزة فى كأس العالم الأخيرة، وبالتأكيد يحظى منتخب الأسود الثلاثة بنجومه الكبيرة فى الدوري الإنجليزي الأقوى بشعبية كبيرة للجماهير.
فى النهاية.. سواء كنت مشجعاً لفرنسا أو ألمانيا، إسبانيا أو البرتغال أو إيطاليا أو هولندا، فالنتيجة واحدة، نحن المصريين أمام فرصة ذهبية للمتعة الكروية على طوال شهر كامل هى مدة مباريات يورو 2020، للمشاهدة والاستمتاع مع الساحرة المستديرة التى ينتظرها الملايين فى حدث تاريخى يتكرر كل أربع سنوات، لذا دعونا نشاهد مباريات اليورو ونستمتع بنجوم العالم بمختلف المدارس الكروية.
بقلم
صابر حسين