موقع مصرنا الإخباري:
انتهت انتخابات التجديد النصفى لمجلس نقابة الصحفيين، وهى واحدة من أصعب المرات التى تعقد فيها الانتخابات، مع فيروس كورونا، وما رافقها من لغط وجدل ومناقشات كادت تهدد الانعقاد، ثم إنها جرت فى ظل توسع وتوغل لأدوات التواصل، وهو ما أعطى الانتخابات صفات إضافية تتعلق بشكل وطريقة إدارة المعارك الانتخابية، بعضها تحول أحيانا إلى معارك شخصية، لكن بشكل عام فقد حافظ أغلب المرشحين على حد معقول من الالتزام بجعل المعارك عامة.
كالعادة هناك بعض المرشحين أفرطوا فى الإعلان عن خدمات للأعضاء، تنوعت من تخفيضات فى بعض السلع، إلى وعود بسيارات ومقابر، مع الأخذ فى الاعتبار أن ما يمكن للمرشح تقديمه حاليا، لم يعد كالسابق.
لم تعد الحكومة تقدم لمرشح ما يدعم ترشحه، وحتى الزيادة الدورية فى البدل، حرصت الدولة على إعلانها بعيدا عن المرشحين، فى خطوة تمثل نقلة نوعية فيما يتعلق بالحياد بين المرشحين، وحتى موضوع البدل نفسه خضع لبعض أنواع من المداخلات من بعض الزملاء، سواء المرشحين أو غيرهم، فى حين أصبح أحد الثوابت الاقتصادية لأعداد كبيرة من الزملاء فى ظل ما تواجهه الصحافة من أزمات اقتصادية، تتعلق بتحولات كثيرة فى شكل ومحتوى الصحافة، فضلا عن تأثيرات مواقع التواصل والثورة التقنية فى تراجع عوائد الصحافة والإعلانات، التى أصبحت تتجه إلى الشركات الكبرى وتحرم الصحافة من عوائد تمويلية كبيرة.
كل هذا يشير إلى أن بدل التدريب والتكنولوجيا، بالفعل أصبح يمثل أهمية لأغلبية الصحفيين، وهو أمر نظن أن الدولة أصبحت واعية به، ومن الصعب أن يتحول الى أداة ضغط، وهو ما جرى فى طريقة إعلان زيادة البدل، بعيدا عن المرشحين.
فاز ضياء رشوان بمنصب النقيب للمرة الثانية، وجدد الناخبون لعدد من أعضاء المجلس السابقين، منهم أيمن عبدالمجيد، وحسين الزناتى، ومحمد سعد عبدالحفيظ، ومحمد خراجة، وإبراهيم أبوكيلة، وانضمت زميلة جديدة للمجلس، هى دعاء النجار، من بين عدد من المرشحات، وهى العنصر الجديد الوحيد مع الأعضاء المعاد التجديد لهم.
ومع أهمية قراءة نتائج الانتخابات، وكيف ولماذا، فإن مجلس نقابة الصحفيين، تقع عليه مهام كثيرة، تتعلق بالعمل النقابى والمهنة والحريات، وما يجرى فى الصحافة والإعلام عموما من تطورات.
وأهم قضية تتعلق بالتشغيل والحريات، وما يعانيه صحفيون كثيرون من بطالة أو تراجع فى قدرة المؤسسات على استيعاب الطاقة البشرية، مع تراجع واضح فى عوائد التمويل من الإعلانات أو غيرها.
كل هذا يستحق أن تسعى النقابة بالتعاون مع المجلس الأعلى للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة، لطرح قضايا الصحافة والمهنة، وإعادة عقد مؤتمر الصحفيين الذى ظل يعقد حتى 2005، قبل أن يتوقف، وكان المؤتمر فرصة لأن يجلس الصحفيون معا ليناقشوا قضايا المهنة والصحف وما يتعلق بالإدارة والتحرير والتدريب والنشر والحريات. وكانت تصدر عنه توصيات، يمكن البناء عليها.
هناك حاجة إلى أن يعود المؤتمر للانعقاد، فى ظل حالة من الفردية والتباعد تفرضها مواقع التواصل، حتى قبل كورونا.
من المؤكد أن الزملاء فى مجلس نقابة الصحفيين، يدركون حجم ما تواجهه المهنة وما تحتاجه، وهو أمر يستحق المناقشة على كل حال، ويمكن أن يناقش ما يريده الصحفيون من المهنة ومن النقابة.