موقع مصرنا الإخباري:
من ليبيا فى الغرب، للعراق شمال الشرق، وفلسطين دائما، تثمر التحركات المصرية، فى دعم التفاوض وانتزاع فتائل الصراعات المزمنة تمهيدا لحل سياسى، فى منطقة مضطربة، ووقت شديد الدقة والتشابك، وتتحرك القاهرة وسط حقول الأشواك، حاملة مبادرات سلام، ضمن سياسة الفعل، وعدم انتظار أطراف خارجية لدى كل منها مصالحه وتوجهاته، تنجح القاهرة لأنها طرف ليست له مصالح خاصة، وتحمل وجهة نظر ثابتة ومعلنة، تدفع نحو الحوار وتقريب وجهات النظر ودعم المؤسسات والدولة والوطنية، وعدم انتظار حلول من الخارج.
فيما يتعلق بليبيا، مبكرا جدا كان إعلان القاهرة فى يونيو الماضى، خطوة للبناء والتفاعل فى القضية الليبية، بناء على مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى، التى دعا فيها إلى احترام الجهود المبادرات الدولية والأممية، وإعلان وقف إطلاق النار من 8 يونيو 2020، وإلزام كل الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة الأجانب وتفكيك المليشيات والبدء فى مسارات على كل الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية، مع ضمان التمثيل العادل لمختلف أقاليم ليبيا فى مجلس رئاسى ينتخبه الشعب، تحت إشراف الأمم المتحدة، لإدارة الحكم فى ليبيا، والعمل على استعادة الدولة الليبية لمؤسساتها الوطنية مع تحديد الآلية الوطنية الليبية الملائمة لإحياء المسار السياسى برعاية الأمم المتحدة، وسيطرتها على كل المؤسسات الأمنية، ودعم المؤسسة العسكرية «الجيش الوطنى الليبى»، وتأكيد دوره بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والشرطية لحماية السيادة الليبية واسترداد الأمن.
إعلان القاهرة هو الأرضية التى مهدت لتشكيل المجلس الرئاسى برئاسة محمد المنفى، من قبل أعضاء ملتقى الحوار السياسى كممثلين عن الشعب الليبى، كبداية لمسارات سياسية تبدأ بالانتخابات فى ديسمبر المقبل.
الرئيس السيسى أكد، فى اتصاله برئيس المجلس الرئاسى، تطلعه لأن يمثل اختيار القيادة الليبية بداية عهد جديد تعمل فيه سائر مؤسسات الدولة الليبية بانسجام، وبشكل موحد، سعيا لإنهاء الانقسام الليبى الذى كان أحد معوقات المرحلة الماضية، مؤكدا مواصلة مصر تقديم الدعم والمساندة للأشقاء الليبيين، على الصعيد الاقتصادى والأمنى والعسكرى.
«المنفى» أكد أن «إعلان القاهرة»، كان له أكبر الأثر فى إنهاء حالة الانقسام السياسى التى شهدتها ليبيا، وكذا استضافة مصر اجتماعات المسار الدستورى بأكملها، بهدف التباحث حول القاعدة الدستورية لإدارة الدولة، إلى جانب استضافة مدينة الغردقة الاجتماعات العسكرية 5+5.
ومن ليبيا إلى العراق، تستمر الجهود المصرية للتنسيق والتفاعل مع العراق الشقيق، والأردن، لدعم مسارات استعادة العراق لقوته، استقبل الرئيس السيسى، وزير خارجية العراق فؤاد حسين، مؤكدا أن سياسة مصر فى المنطقة قائمة على مبادئ رشيدة متوازنة، وثوابت أخلاقية راسخة، تهدف إلى تحقيق الاستقرار والتقدم والازدهار للجميع مؤكدا دعم مصر الكامل للشعب العراقى فى كل المجالات، سواء على المستوى الثنائى أو فى إطار آلية التعاون الثلاثى مع المملكة الأردنية الشقيقة.
وإلى فلسطين، حيث رعت مصر الحوار الوطنى بين الفصائل الفلسطينية 8 و9 فبراير، والذى نجح كما أعلن أبويوسف، أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية، مؤكدا أن الحوار الوطنى نجح فى إزالة كل العقبات بين الفصائل الفلسطينية، وتوّج بأهداف مهمة من أجل تنظيم وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، واستكمال المجلس الوطنى.
مصر بدأت مبكرا فى رعاية الحوار الوطنى الفلسطينى، وآخرها فى سبتمبر الماضى، وقد اعتبر «أبويوسف» نجاح الحوار تتويجا لجهود مصر المتواصلة لإنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية، وإعادة ترتيب البيت الفلسطينى، وبدء مسار يبدأ بانتخابات المجلس التشريعى تليه انتخابات رئاسة السلطة، ومن ثم استكمال تشكيل المجلس الوطنى بالانتخاب والتوافق، وبما يضمن مشاركة الكل الفلسطينى فى منظمة التحرير الفلسطينية بوصفها الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى.
ثلاث مهام فى اتجاه واحد، الحل العربى، انطلاقا من سياسة الفعل، وليس رد الفعل.