موقع مصرنا الإخباري:
منذ ستينات القرن الماضى والدراما المصرية تتربع على عرش الإنتاج فى الوطن العربى إذ كانت مصر ومازالت هوليود الشرق وقبلة جميع الفنانين من الوطن العربى لتحقيق الانتشار والشهرة وظلت على هذا الحال لعقود طويلة ومع تطور الزمن وانتشار الفضائيات كان الانتشار أسرع وأكبر إلى أن حدثت الفجوة الكبرى فى مجال الانتاج الدرامى المصرى، حيث أصبح قاصرا بنسبة كبيرة على شهر رمضان الكريم فقط.
نعم كان هو الحال لا نرى إنتاجا أو ظهور وجوه جديدة إلا فى رمضان وبات هو السباق الدرامى والموسم الوحيد للدراما المصرية.
ونتيجة هذه الفجوة وعدم وجود محتوى درامى تليفزيوني يقدم للمشاهد المصرى والعربى تعرضنا لغزو الدراما التركية والمدبلجة وأصبح المشاهد أسيرا لتلك الأعمال ليملأ بها فراغه لمدة إحدى عشر شهرا حتى يأتى شهر رمضان.. بعض القنوات كانت تلجأ لإعادة مسلسلات رمضان بعد العرض الأول والثانى ولكن ذلك أصاب المشاهد بالملل وجعلته يبحث عن ما هو جديد ولم يجد سوى التركى والهندى مع احترامنا لكل الفنون وما زاد هذا الازدهار بالنسبة للدراما الغربية الديجيتال واستخدام السوشيال ميديا فى وقت كانت الدراما المصرية تعتمد على الأساليب التقليدية فى الترويج إلى أن أعادت شركة سينرجى الصدراة للدراما المصرية.
وكسرت حاجز السباق الدرامى الرمضانى بتنوع الانتاج وغزارة المحتوى فأصبحت تفاجئنا شهريا منذ بداية عام 2020 وحتى الآن بمحتوى جديد قادر على المنافسة على سبيل المثال وليس الحصر مسلسلات “إلا أنا” و”خيط حرير” و”جمال الحريم” و”لؤلؤ” وغيرها، واشعل السباق طوال العام، ولو نظرنا سويا لوجدنا أن الحديث عن الدراما الغربية أو التركية تراجع وأصبح شبه منعدم وأصبح أيضا لدى القنوات ما تستطيع عرضه وتقديمه للمشاهد وتحقيق أرباح من حصيلة الإعلانات. ليس هذا فقط، ولكن ما حدث أيضا من استغلال أمثل لمتطلبات العصر الديجيتال والسوشيال ميديا والتعامل معها بامتياز من خلال الصفحات والمنصات المختلفة، وأيضا إتاحة المحتوى من خلال المنصة الرقمية المصرية watch it لتعود الدراما المصرية للصدارة والتريند بأعمال مميزة متنوعة ذات جودة عالية قادرة على جذب المشاهد المصرى والعربى.
من وجهة نظرى إن سمحتم لى، المكسب الحقيقى فى كل ما سردته هو استعادة قوتنا الناعمة ورفض غزو الدراما الأجنبية أو المدبلجة، وسد فجوة ما بين احتياج المشاهد وقدرة القنوات على تقديم محتوى جديد بدون اللجوء للاستيراد والحفاظ على هويتنا المصرية.
لن أتحدث عن أعمال بعينها لأنها جميعها حققت النجاح والحكم للمشاهد أولا وأخيرا، ولكن الأهم أننا عدنا إلى مكاننا الطبيعى كصناع للدراما فى الوطن العربى بلغة مصرية تناسب كل الشعوب.