موقع مصرنا الإخباري:
إلى جانب هجمات المستوطنين، أطلق الجيش الإسرائيلي العنان لموجة وحشية من العنف في الضفة الغربية المحتلة على مدى الأشهر الخمسة الماضية، فاعتقل آلاف الفلسطينيين، وقتل مئات آخرين، وقام بتوسيع المستوطنات غير القانونية.
مع تزايد تركيز وسائل الإعلام على حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة، ومع التقارير الأخيرة المثيرة للقلق التي تفيد بأن جيش النظام قام بتعذيب 27 معتقلاً فلسطينياً حتى الموت داخل معسكرات الاعتقال العسكرية، فقد طغت إلى حد كبير أخبار العنف الإسرائيلي المميت في الضفة الغربية.
وفقًا لهيئة شؤون الأسرى والمحررين وجمعية الأسير الفلسطيني، شنت القوات الإسرائيلية حملة اعتقالات جماعية في الضفة الغربية، واعتقلت بعنف ما لا يقل عن 7,530 فلسطينيًا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وذكر تقرير مشترك للمنظمتين أن عدد النساء الفلسطينيات المعتقلات وصل إلى 240 امرأة، فيما اعتقلت قوات الاحتلال 500 طفل فلسطيني.
وجرت حملة الاعتقالات الجماعية في أنحاء الضفة الغربية ومخيمات اللاجئين والقدس المحتلة.
وحذرت الأمم المتحدة أيضا من الارتفاع الحاد في عنف المستوطنين والعدد القياسي للمستوطنات غير القانونية التي وافقت عليها تل أبيب مؤخرا.
ووسع النظام الإسرائيلي احتلاله ليشمل الضفة الغربية والقدس عام 1967، مما مهد الطريق أمام المزيد من المستوطنين للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية في انتهاك للقانون الدولي وفي تحد للإدانة العالمية.
حذر المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، فولكر تورك، من أن المستوطنات الإسرائيلية توسعت بمستوى قياسي.
وقال تورك: “التقارير التي صدرت هذا الأسبوع والتي تفيد بأن إسرائيل تخطط لبناء 3476 منزلاً استيطانيًا إضافيًا في معاليه أدوميم وإفرات وكيدار تتعارض مع القانون الدولي”.
كما أثار مفوض الأمم المتحدة ناقوس الخطر بشأن الهجمات العسكرية الإسرائيلية وعنف المستوطنين، الذي حذر من أنه وصل إلى “مستويات جديدة صادمة، ويخاطر بالقضاء على أي إمكانية عملية لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة”.
ووفقا لبيانات الأمم المتحدة، في الفترة ما بين 7 أكتوبر 2023 و8 مارس 2024، قُتل 417 فلسطينيا، من بينهم 106 أطفال، في الضفة الغربية والقدس.
ومن المقرر أن يتم عرض بيان تورك مع تقرير أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف في أواخر مارس/آذار.
ويحذر التقرير من أن سياسات الحكومة الإسرائيلية تتماشى “إلى حد غير مسبوق” مع أهداف حركة الاستيطان الإسرائيلية.
تسعى حركة الاستيطان الإسرائيلية إلى التطهير العرقي للسكان الفلسطينيين في الضفة الغربية من خلال دفعهم إلى الأردن المجاور واستبدال سكان المنطقة بمستوطنين يهود.
وذهب بعض الوزراء في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أبعد من ذلك من خلال السعي إلى توسيع المستوطنات في جزء كبير من الأردن أو كله.
وأدلى وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن إيتامار بن جفير، اللذين يحتلان المستوطنات غير القانونية، بمثل هذه التصريحات خلال العام الماضي.
وقد قوبلت حملة التطهير العرقي للفلسطينيين في الضفة الغربية، إلى جانب الجرائم القاتلة الأخرى وأعمال التخريب التي ترتكبها القوات الإسرائيلية والمستوطنون، بتصاعد المقاومة من جانب المدنيين الفلسطينيين الذين قاوموا، في بعض الأحيان، بالكفاح المسلح.
كما وثق المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة حالات “ارتدى فيها المستوطنون زي الجيش الإسرائيلي الكامل أو الجزئي ويحملون بنادق الجيش أثناء مضايقة الفلسطينيين أو مهاجمتهم. في بعض الأحيان، تم إطلاق النار عليهم (الفلسطينيين) من مسافة قريبة”.
ويسلط التقرير الضوء على الزيادة الكبيرة في “كثافة وشدة وانتظام” عنف المستوطنين الإسرائيليين والجيش المدعوم من الحكومة ضد الفلسطينيين، خاصة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
ووفقا لبيانات الأمم المتحدة، في الفترة ما بين 7 أكتوبر 2023 و8 مارس 2024، قُتل 417 فلسطينيا، من بينهم 106 أطفال، في الضفة الغربية والقدس.
ومنذ بداية هذا العام، قُتل ما لا يقل عن 102 فلسطيني حتى الآن، معظمهم على يد الجيش الإسرائيلي.
علاوة على ذلك، تسبب الجيش الإسرائيلي والمستوطنون في إصابة ما يقرب من 5000 فلسطيني، بينهم 720 طفلاً، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول. وتقدر مجموعات مراقبة أخرى هذا العدد بما بين 7500 و8500.
وفي العام الماضي، قُتل ما لا يقل عن 507 فلسطينيين، من بينهم أكثر من 81 طفلاً، في الضفة الغربية، حيث لا وجود لحماس ولا يتم احتجاز أي أسرى إسرائيليين.
ولم يحظ هذا إلا بتغطية إعلامية قليلة إذا أخذنا في الاعتبار التغطية المستمرة للحرب في أوكرانيا، حيث سقط، وفقا لأرقام الأمم المتحدة، 554 قتيلا من المدنيين.
وحتى قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، كانت الضفة الغربية قد تجاوزت بالفعل العام الأكثر دموية بالنسبة للفلسطينيين منذ أن بدأت الأمم المتحدة في تتبع الضحايا في عام 2005.
في هذه الأثناء، ظهرت مؤخرا تقارير في وسائل الإعلام الإسرائيلية تشير إلى أن عدد القوات الإسرائيلية المنتشرة في الضفة الغربية والقدس خلال شهر رمضان قد وصل إلى الضعف.
كما انتشرت القوات في كامل قطاع غزة.
رمضان هو وقت العبادة حيث يتوجه عشرات الآلاف من الفلسطينيين من جميع أنحاء الضفة الغربية إلى المسجد الأقصى في القدس للصلاة على الرغم من القيود الإسرائيلية القاسية للغاية.
وأدت حملات القمع الوحشية المنتظمة التي يمارسها النظام ضد الفلسطينيين في الموقع المقدس، خاصة خلال شهر رمضان، إلى نشوب حروب بين قوات المقاومة الفلسطينية في غزة والنظام الإسرائيلي لأكثر من عقدين من الزمن.
كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن الاحتلال سينشر 15 ألف جندي وشرطة شبه عسكرية، و5000 جندي احتياطي، و24 كتيبة، و20 سرباً من “شرطة الحدود”، إضافة إلى وحدتين من القوات الخاصة.
أحد الأسباب الرئيسية وراء إعلان حماس أنها شنت عملية عاصفة الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول هو تزايد مستويات تدنيس المسجد الأقصى على يد المستوطنين الإسرائيليين على مدى السنوات الماضية والقمع الشديد ضد الرجال والنساء الفلسطينيين في العام الثالث للإسلام. أقدس موقع.