موقع مصرنا الإخباري:
عندما تعتزم الذهاب إلى إحدى إدارات المرور التي تتبعها، يقول لك بعض الناس إنك سوف تقضي العديد من الساعات داخل المرور ويكاد اليوم كله يمر داخل إدارة المرور، نظرًا إلى صعوبة الإجراءات وسير العمل، هذا ما يشاع لدى عدد من الأشخاص ممن ينوون استخراج رخصة القيادة أو ترخيص سياراتهم أو فحصها، لكن عند ذهابي إلى إحدى تلك الإدارات وجدت ما يخالف كل هذه الاعتقادات، وتذكرت المثل الشعبي الشهير “اللي مايعرفش يقول عدس”.
ففي أحد الأيام ذهبت إلى إدارة مرور الأميرية صباحًا، وعند دخولي من البوابات وجدت جنودًا شبابًا مستبشرين يدلُّونك على وجهتك الصحيحة حتى لا تتعسَّر، وعندما عبرت الطريق صادفت الضابط رئيس وحدة المرور برتبة عقيد لا تفارق الابتسامة وجهه، ومنذ أن دخلت إدارة المرور، لاحظت حرصه على الوقوف بنفسه لمتابعة ما يتم داخل إدارته، وللحفاظ على عدم تكدُّس الناس، وكان يقدم المساعدة لكل من يقصده دون أدنى معرفة سابقة به، مما يعطى نموذجًا لضابط الشرطة الذى يقوم بواجبه نحو وطنه، فتجده فجأة عند امتحان الإشارات، وعندما تنتهي من هذا لتذهب، على سبيل المثال، إلى الفحص تجده واقفًا تحت الشمس متابعًا كل كبيرة وصغيرة، ويزيل كل العقبات لكل الجمهور بما لا يخالف القانون ولا يخالف قواعد المرور.
أما داخل إدارة المرور فكان الأمر يسير بكل سلاسة ومرونة، فكل فرد يريد خدمة ما يتجه إلى اللوحات الاسترشادية الموجودة داخل الإدارة، والتي توضِّح كل الرسوم والإجراءات التي يتبعها كل فرد حتى ينتهي من مصلحته، ثم يتجه بعد ذلك إلى أحد الشبابيك لسحب أوراقه تمهيدًا لملئها بالبيانات حتى يتم تقديمها بعد ذلك، وكل ذلك تحت إشراف مجموعة من الضباط وأمناء الشرطة والجنود كلهم يقدمون ما لديهم لعدم تعطيل الأمور وسيرها في مجالها الطبيعي إنجازًا للوقت وأداءً لمهام أعمالهم بكل همة ونشاط.
داخل إدارة المرور تفاجأت أنها واكبت كل التطور التكنولوجي الرقمي الحديث تسهيلًا للحركة داخلها وعدم تضييع وقت المواطنين، فتجد الأمر في منتهى السهولة، ما عليك إلا أن تقدم ورقك وتأخذ “رقم” وتجلس تحت مظلة وتنتظر دورك الذى لا يغيب طويلًا، فتمر على عدد من المراحل، وكل مرحلة تجد موظفًا يقدم لك كل المعلومات التي تساعدك على اجتياز المرحلة التي تليها وبالطبع مع وجود أفراد الشرطة في كل مكان لعدم تعطيل مصالح الناس، منذ سحب الورق والمرور على الكشف الطبي وصولًا إلى امتحان الإشارات والتصوير وهكذا، لتسمع اسمك في نهاية الأمر من الميكروفون الداخلي لتتسلَّم رخصتك بكل سهولة، ولا يتخطى الأمر بضع ساعات، وذلك حسب إقبال الجمهور، أي إنه مرتبط بعدد المواطنين القاصدين إدارة المرور في هذا اليوم.
تلك التجربة هي نموذج واضح يؤكد أن الوضع في مصر يتغير إلى الأحسن، ويواكب التقدم العصري، ويقدم الخدمة بما يليق مع أدمية البشر، وفي نهاية الأمر لا يسعني إلا أن أقول: على كل فرد ألا يعطي انطباعه عن شيء إلا إذا رآه حقًّا، حتى لا يتسبَّب في انتشار سمعة سيئة تصيب رجالًا يبذلون كل الجهد لتقديم كل التسهيلات الممكنة للمواطنين حبًّا في وطنهم وإيمانًا بدورهم داخل المجتمع.. تحيا مصر