موقع مصرنا الإخباري:
كتبتها هنا، وكررتها، ولن آمل من التكرار، ولفت الأنظار، فالأمر يستحق الكتابة عنه والتذكير به بشكل مستمر، كون آفة حارتنا النسيان، كما قال العبقرى نجيب محفوظ، فالقضية تتعلق بأفكار وخطط وقدرات الرئيس عبدالفتاح السيسى، منذ وصوله لسدة الحكم فى 2014 وتدشين عهده، بأنه رجل أفعال قبل الأقوال، واختيار السير فى طرق ودروب الصعب، من أجل رفعة وطنه، وبناء مستقبل حقيقى لشعبه.
ما كتبته فى هذه المساحة ومنذ 4 سنوات، كان على لسان أحد أبرز كتاب مصر ومفكريها، أحمد بهاء الدين، فى زمن غير الزمن، والأشخاص غير الأشخاص، عن دور ومواصفات الزعيم، وأن ما كتبه يُدرس، ويعد نبراسا حقيقيا يهدى كل مرتبك فكريًا وأيديولوجيًا، ويضع أمامه تعريفا واضحا، عن حقائق الأمور فى التقييم الموضوعى.
الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين، كتب مقالا فى روزاليوسف يوم 5 مايو 1952، تحت عنوان «من هو الزعيم» قال فيه: «قد علمنا التاريخ أن الزعيم لا تمخض عنه محنة أو شدة، وأن نجمه لا يلمع إلا فى الظلام، فنحن لا يمكن أن نفهم دور غاندى، إلا إذا عرفنا أية هوة سحيقة كان شعب الهند مترديًا فيها وأية أمراض اجتماعية واقتصادية وأخلاقية قاتلة كانت تنهش فى كيانه، حين تصدى غاندى للزعامة».
مقال الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين، منذ أكثر من 69 سنة، كتبه اعتراضًا على قرار حافظ رمضان باشا اعتزال السياسة، والسبب الذى دشنه فى بيان الاعتزال الذى قال فيه نصا: «الفساد ينتاب جل نواحى الحياة السياسية فى البلد وأن الوسائل المشروعة والمنطق المعقول والقيم الأخلاقية لم تعد مجدية فى هذا المضمار، وقد تردد فى فكرة الاعتزال حينا، ولكنه ما وجد إمعانًا فى الفساد وتوغلًا فى الانحلال والحياة كلها تضليل وأباطيل»!
ورد أحمد بهاء الدين، على بيان اعتزال حافظ رمضان باشا، والذى شغل حينها مناصب رئيس الحزب الوطنى، ومنصب وزير العدل، ونقيبًا للمحامين، وعضوًا بمجلس النواب، ومؤسس جريدة اللواء، قائلًا: «نحن نؤيد الباشا فى أن كل القيم والمقدسات فى هذا البلد تجتاز محنة رهيبة ولكن إذا كان الزعيم ينسحب إبان المِحنة فمتى يتقدم إذن؟! أيكون ذلك إذا صلحت الأحوال واستقرت الأمور واختفى الفساد وتحررت البلاد؟!
ويستطرد الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين، فى مقاله قائلا: «الباشا يريد أن يكون الاشتغال بالسياسة كالاشتراك فى نادٍ أو ممارسة لعبة رياضية، والسياسة، مع الأسف، ليست نزهة رياضية فى طريق ممهد، والزعامة ليست بطولة فى التنس مثلًا.. إنما هى أن تقتحم منطقة الوباء متعرضًا لجراثيمها، وتغرس قدميك فى الطين، وتصارع حتى تلهث، وتمد يدك الخشنة إلى الشعب الغارق فى الأوحال، وشعبنا الذى ينهض من الطين بنفسه يفرح بكل يد تمتد إليه بالعون، وكل صوت يدعوه إلى هدى، وهذه هى اللحظة التى يمتحن فيها الزعماء.. وهى اللحظة التى اختارها زعيم الحزب الوطنى للانسحاب».
وإذا أسقطنا ما قاله العبقرى أحمد بهاء الدين منذ 69 عامًا فى توصيف الزعيم، على واقعنا الحالى، وبكل تجرد وصدق وأمانة، فإنه ينطبق على الرئيس عبدالفتاح السيسى، فالرجل ظهر فى الوقت الأصعب والأخطر، وبرز نجمه وسط الظلام الدامس لينير الطريق أمام إنقاذ مصر من كارثة السقوط فى بحور الفوضى والانهيار والانقراض، وتصدى لجماعات إرهابية مدعومة من دول وكيانات وأجهزة استخباراتية، وعرض مستقبله كونه وزيرًا للدفاع يتمتع بحصانة دستورية، للخطر، ثم والأهم عند وصوله لسدة الحكم، اختار السير فى الطريق الصعب، بالتصدى للمشاكل المزمنة للبلاد، والقضاء على الأورام المؤلمة المعيقة لانطلاقتها وتطورها.
الرئيس عبدالفتاح السيسى، يوم السبت قبل الماضى، قال فى افتتاح عدد من مشروعات الوحدات السكنية، أنه اختار السير فى الطريق الصعب من أجل بناء مصر، وتقدمها وازدهارها، ومواجهة المشاكل بإرادة فولاذية لا تلين، والحقيقة أن أزمة مصر طوال العقود الماضية كانت فى غياب الإرادة السياسية، وعدم القدرة على المواجهة، لذلك تراجعت مصر، وتأخرت عن ركب الدول المتطورة، وتفاقمت الأزمات.
بقلم دندراوي الهواري