موقع مصرنا الإخباري:
تعد القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى منذ 1948، ومنذ هذا التاريخ وتسعى الدولة المصرية بشتى الطرق وبكافة الإمكانيات والسبل للوصول إلى حلول عادلة، من خلال تقارب وجهات النظر بين أبناء الشعب الفلسطينى، لإنهاء حالة الانقسام، والعمل بشكل جاد لصياغة رؤية فلسطينية موحدة لمواجهة التحديات، وخاصة أن ارتباط مصر بالقضية الفلسطينية ارتباط دائم وثابت تمليه اعتبارات الأمن القومى والجغرافيا والتاريخ والدم، لذلك لم يكن الموقف المصرى على مر العهود الطويلة يخضع لحسابات المصالح، ولا للمساومات الدنيئة، ولهذا ظلت القضية الفلسطينية قضية مركزية ومحورية بالنسبة لمصر، حيث يعلم القاصى والدانى أهمية دور وتاريخ القاهرة فى دعم هذه القضية وما قدمته مصر والمصرييون للشعب الفلسطينى على مر الأزمان.
ومعلوم للجميع أيضا، أن مصر بذلت جهودا مضنية على كافة المستويات، سواء جهودها الدائمة لوقف إطلاق النار لتجنب المزيد من العنف وحقن دماء المدنيين الأبرياء، أو تكثيف الجهود الإنسانية وسبل الإغاثة من خلال فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين وتوجيه المساعدات الغذائية والدوائية للشعب الفلسطينى بشكل متواصل وبعيدا عن أى توجهات، وشغلها الشاغل مؤازرة الشعب الفلسطينى فى محنته، بكل صدق وإخلاص.
ليستمر هذا العطاء المتواصل، فى عهد الرئيس السيسى، الذى أولى القضية الفلسطينية اهتماما كبيرا، لن ينكره إلا جاحد أو جاهل أو مُغرض، ليأذن الله تعالى بتتويج هذه المجهودات خلال اليومين الماضيين بنجاح المصالحة بين الفصائل بعد جلسات الحوار الوطني الفلسطيني بمشاركة 14 فصيلا على رأسها حركتا “فتح وحماس” حول ترتيبات البيت الفلسطينى، وذلك من خلال تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية فلسطينية لأول مرة منذ 13 عاما على الأقل، لتتحقق عدة نتائج وثمار خير، أهمها إنهاء حالة الانقسام، والتوصل لتسوية شاملة من شأنها دعم الاستقرار، وتحقيق الاصطفاف الفلسطينى، إضافة إلى إيجاد سند قانونى وصبغة شرعية، لقيام دولة فلسطينية معترف بها من جميع دول العالم لإنهاء معاناة الشعب وتحقيق حلم وجود دولة فلسطينية معترف بها من الجميع.
ولم تكتف مصر بهذا الدعم والرعاية، بل تسعى مصر بكل ما تؤتى من قوة للتنسيق مع الأشقاء العرب لتوحيد الرأى وضمان دعم الأخوة لشقيقتهم بعيدا عن مبدأ الأنانية أو الاستحواذ، ثابتة للعالم أنها الشقيقة الكبرى، لأن ما يهمها فى نهاية المطاف تحقيق الخير للفلسطينين، بل التنسيق الدائم المتواصل مع المجتمع الدولى، خصوصاً مع الاتحاد الأوروبي، سواء بتسخير علاقاتها المميزة مع هذه الدول لصالح القضية الفلسطينية، أو توظيف الدبلوماسية المصرية لتحريك ملف عملية السلام، ليتحقق الرخاء على أرض القدس.
وأخيرا نستطيع القول.. إن خطوة الاتفاق على مواعيد محددة لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية واستكمال المجلس الوطنى فى فلسطين إنجاز تاريخى وحدث جلل مهم للغاية، لأنه يعمل على إنجاح العملية الديمقراطية من خلال برنامج سياسي موحد يجمع الفصائل، ويوحد القوى، بل ويرتكز على عدد من الثوابت من شأنها تقوية الجبهة الداخلية الفلسطينية، وإنهاء حالة الانقسام، والتى كانت سببا فى تأجيج الخلاف لعقود من الزمن وسببا لمعاناة الشعب الفلسطيني كثيرا، ولهذا كلنا أمل وتفاؤل أن يستغل أشقاؤنا الفلسطينون هذه الفرصة وهذا الإنجاز خلال الفترة المقبلة، والعمل سويا على أن الخير لن يأتى إلا بالاتحاد، ولن يكون هناك حل إلا بالحوار والتفاهم، وأن قضيتهم تسمو فوق أى مصلحة أو غرض، لأن معركتهم طويلة وقضيتهم عظيمة، وأن هناك من يتربص بهم لتأجيج هذا الخلاف لدوام حالة الانقسام لأغراض دنيئة، وأن الخير والنماء مرتبط بالوحدة لا بالفرقة، مطباقا لقوله عز وجل “واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَت اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون”.. صدق الله العظيم.