أعلن مكتب الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، مساء الأربعاء، أن نفتالي بينيت سيكون رئيسًا للوزراء بالتناوب مع يائير لابيد، حسبما ذكرت العربية.
وتمكن زعيم حزب “يش عتيد” يائير لابيد، في وقت متأخر من ليل الأربعاء، قبل انتهاء المهلة المحددة له لتشكيل الحكومة، في تشكيل ائتلاف حاكم، وأبلغ رئيس دولة الاحتلال به.
وبذلك يتناوب الشريكان الرئيسيان في الائتلاف الجديد یائیر لابید وزعيم “يمينا” نفتالي بينت على رئاسة الوزراء بعد 12 سنة من رئاسة نتنیاهو للحكومة الإسرائيلية.
ومن المرجح أن تؤدي الحكومة الجديدة اليمين الدستورية في الرابع عشر من الشهر الجاري، وقبل أداء اليمين يجب أن تصوت أغلبية بسيطة من أعضاء الكنيست (120 عضوا) لصالح الائتلاف الجديد.
ومع أداء هذه الحكومة الجديدة اليمين الدستورية ستنتهي حقبة رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو.
من هو يائير لابيد؟
ولد لابيد في نوفمبر 1963 في تل أبيب حيث يتركز الدعم له، وكان والده تومي لابيد صحفيًا ووزيرًا للعدل، وسياسيًا معروفًا بتأييده الشديد للعلمانية ومعارضة الأحزاب السياسية الأرثوذكسية المتشددة في إسرائيل.
أما والدته شولاميت، فهي كاتبة روايات بوليسية شهيرة في إسرائيل أصدرت سلسلة تحقيقات بطلتها صحفية.
وهو نجم تلفزيوني سابق وكسب مصداقية متزايدة منذ بداياته في السياسة، إلى أن أصبح الخصم الرئيسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنیاهو واختاره الرئيس الإسرائيلي لتشكيل الحكومة.
عمل لابيد في البداية كمراسل عسكري أثناء خدمته في الجيش وكتب مقالات لمجلة الجيش الإسرائيلي، وفي عام 1991 بدأ في كتابة عمود في صحيفة “معاريف” اليومية، ثم انتقل إلى صحيفة “يديعوت أحرونوت” وخلال تلك الفترة اتجه إلى كتابة الأغاني والسيناريوهات وكتب روايات بوليسية ومسلسلات تلفزيونية، وألف وأدى أغنيات، ولعب حتى أدوارًا في أفلام.
في عام 1994 انطلق في مجال العمل التلفزيوني كمقدم لبرنامج إخباري ثم قدم سلسلة من البرامج الحوارية، كما كتب عدة روايات، ثم أصبح مذيعًا رئيسيًا لبرنامج “استوديو الجمعة” الإخباري في عام 2008.
في عام 2012، اعتزل لابيد العمل التلفزيوني لتأسيس حزبه “يش عتيد” (هناك مستقبل)، وواجه اتهامات من منتقديه باستغلال شعبيته كمقدم برامج ناجح لكسب تأييد الطبقة الوسطى في دولة الاحتلال.
في الانتخابات الرابعة التي جرت في 23 مارس وخلال أقل من عامين بسبب الفشل المتكرر في تشكيل حكومة إسرائيلية، حل حزبه في المرتبة الثانية حاصدًا 17 مقعدًا نيابيًا.
بعدها حدد لابيد لنفسه “هدفًا معلنًا” هو طرد رئيس الوزراء الأطول عهدًا في تاريخ الدولة العبرية من منصبه بعدما وجهت إليه التهمة في قضية فساد، وبلك أصبح لابيد زعيم المعارضة.
وروى لابيد لوكالة فرانس برس قبل بضعة أشهر: “قلت لبيني جانتس، سبق وعملت مع نتنياهو هو لن يدعك تمسك بالمقود”.
وتابع لابيد الذي تولى وزارة المالية في إحدى حكومات نتنياهو بين 2013 و2014 “قال لي جانتس، إننا نثق به، لقد تغير. فأجبته الرجل عمره 71 عاما، لن يتغير. وللأسف من أجل البلاد، كنت على حق”.
وتمكن لابيد الذي يقدم نفسه على أنه وطني وليبرالي وعلماني، من رص صفوف الوسط، فيما يلقى تنديدا في أوساط اليهود المتشددين.
وحين تظاهر آلاف الإسرائيليين كل أسبوع ضد نتانياهو أمام مقره الرسمي في شارع بلفور في القدس، رفض لابيد المشاركة بها، وفضل الابتعاد عن الأضواء، مؤكدًا أنه لا يسعى إلى المنصب، بل يريد التحالف مع أحزاب أخرى بهدف إزاحة “الملك نتنياهو” عن عرشه.
وبعد الانتخابات الأخيرة، كان قد عرض على زعيم اليمين المتطرف نفتالي بينيت تقاسمًا للسلطة يقوم على التناوب، غير أن عرضه قوبل بالرفض، في المرة الأولى، وهو ما تحقق بإعلانه اليوم الأربعاء تشكيل الحكومة، وإبلاغ الرئيس الإسرائيلي بها.
ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أن لابيد أيد “الفصل” بين إسرائيل والفلسطينيين. وفي الماضي أيد حل الدولتين رغم أنه لم يكرر هذا التأييد في حملته الانتخابية الأخيرة.
وتحدث لابيد بشكل “علني” عن معارضته أي تحالف سياسي مع الأحزاب العربية الإسرائيلية، ووصفها بأنها “تؤيد الإرهاب”، لكنه وقع اتفاقًا معها في اللحظات الأخيرة ليتمكن من تشكيل ائتلافه الحكومي، بما يسمح بالحصول على أغلبية في “الكنيسيت”.