موقع مصرنا الإخباري:
للقدس أهمية بالغة في نظر أهل الأديان التوحيدية الثلاثة، اليهودية والمسيحية والإسلام، فهي موضع تقديس، وتحمل رمزية روحية كبيرة. فعلى هذه الأرض التي كان يطلق عليها تاريخيا أرض كنعان نسبة إلى أول من عمرها من العرب هاجر أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام قادما من أور الكلدانيين في العراق. ومعه زوجته سارة ولوط ابن أخيه.. قدمها نبيا يعبد الله وفردا يسعى إلى رزقه ويرعى الكلأ. وعندما هاجر مع زوجته سارة إلى مصر ترك ابنه الأكبر يعقوب في أرض كنعان، والأخير أنجب اثني عشر ولدا، كما أن تلك الأرض المقدسة أرض فلسطين التاريخية مهد المسيح عليه السلام في بيت لحم. ومكان كنيسة القيامة.
إن تلك الأرض المباركة بنص القرآن الكريم (ياقوم ادخلوا الأرض المقدسة التى كتب الله لكم). وقوله تعالى (ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها). وعلى هذه الأرض المباركة كانت رحلة الإسراء والمعراج (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله). وفي تلك الرحلة الرمزية تأكدت مكانة الأرض المباركة واستمرار ية رسالة التوحيد عندما أم النبي محمد صلى الله عليه وسلم الأنبياء، دليل على أن قيم الأديان واحدة مهما اختلف الرسل و الأنبياء، فلكل جعلنا شرعة ومنهاجا وطريقة في الدعوة، إلا أن الهدف الأسمى عبادة الله وتحقيق سعادة الإنسان في الدارين الأولى والآخرة.
لقد كانت القدس قبلة المسلمين الأولى في الصلاة، والمسجد الأقصى المبارك هو ثالث الحرمين، وإليه تشد الرحال- بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف. وتلك دلالات على مكانة عظيمة وشرف كبير لا يدانيه شرف، يجعل المدينة مقدسة مباركة أرض المحشر والمنشر. َلذلك فإن أهميتها إنسانية َليست عربية فحسب.. ومن واجب الضمير الإنساني والعالمي التحرك لحمايتها من أي عدوان أو محاولات لطمس هويتها ودلالتها الرمزية أو الانتقاص من مكانتها الروحية. نناشد أتباع الديانات جميعا ودعاة التسامح والمتشدقين بالحوار بين أهل الأديان.
ويجب أن ترتقي الدول والمجتمع الإنساني بأسره إلى مستوى النزاهة والانصاف ويدفع الظلم والقوة الغاشمة عن تلك الأرض المباركة.