أكدت مصادر إسرائيلية وأمريكية أن إسرائيل دشنت تحركا واسعا بالتنسيق مع الإمارات لإقناع الإدارة الأمريكية برفع العقوبات عن شركة التجسس الإسرائيلية NSO التي تعد أبوظبي أبرز زبائنها.
وأوردت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن إسرائيل تعتزم محاولة إقناع الإدارة الأمريكية بإزالة شركة NSO من القائمة السوداء التي تم إدراجها فيها.
ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية بأن إسرائيل تعمل على إقناع واشنطن بأن تصرفات شركة التجسس الإلكتروني التابعة لها أهمية كبيرة للأمن القومي الإسرائيلي والأمريكي فضلا عن الدول الحليفة لتل أبيب وفي مقدمتها الإمارات.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن تحركات إسرائيل بشأن رفع العقوبات الأمريكية عن شركة التجسس NSO تتم بالتنسيق مع الإمارات التي تخشى من تأثر تعاقدها مع الشركة حال فرض العقوبات الأمريكية.
وقبل أيام كشفت مصادر إماراتية مطلعة عن تحرك النظام الإماراتي للدفاع عن شركة NSO Group الإسرائيلية التي تنتج برنامج “بيغاسوس”.
وقالت المصادر ل”إمارات ليكس”، إن لجنة إماراتية تم تشكيلها للتواصل مع جماعات الضغط في الولايات المتحدة بالتنسيق مع إسرائيل لوقف أي إجراءات ضد الشركة الإسرائيلية.
وأضافت المصادر أن الإمارات تستخدم نفوذها الخارجي لتبييض صورة شركة NSO Group الإسرائيلية ومنع أي إجراءات تسبب الضرر البالغ لها حرصا على تحالف أبوظبي مع الشركة والاستفادة من خدماتها.
وجاء ذلك بعد إعلان وزارة التجارة الأمريكية، إضافة الشركة المذكورة، رفقة ثلاث شركات أخرى، إلى القائمة السوداء، التي تنخرط في أنشطة تتعارض مع مصالح الأمن القومي أو السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
والقرار يعني فرض قيود على عمليات تصدير أو إعادة تصدير أو نقل منتجات تلك الشركات داخل الولايات المتحدة، وهو ما يحد من وصول تلك الشركات إلى المكونات والتكنولوجيا الأمريكية.
وذكر بيان وزارة التجارة الأمريكية، أن عملية الإضافة للقائمة السوداء حدثت بناء على توافر أدلة على أن تلك الشركات طوّرت وقدّمت برامج تجسس إلى حكومات أجنبية أبرزها الإمارات، استخدمتها لاستهداف مسؤولين حكوميين وصحفيين ورجال أعمال ونشطاء وأكاديميين بشكل ضار.
وأوضح متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أبعاد ونطاق ذلك القرار، قائلاً “نحن لا نتخذ إجراءات ضد البلدان أو الحكومات التي توجد بها هذه الكيانات”.
من جهتها أعربت شركة NSO Group عن استيائها من قرار واشنطن، بحجة أن التقنيات التي تنتجها الشركة تدعم مصالح وسياسات الأمن القومي الأمريكي عبر منع الإرهاب والجريمة.
جدير بالذكر أن الشركة تُصدر تقنياتها إلى 45 دولة بموافقة الحكومة الإسرائيلية، فيما تعد الإمارات أبرز زبائن الشركة على الإطلاق.
وجاء القرار الأمريكي بعد الفضيحة التي تعرضت لها الشركة الإسرائيلية مؤخراً في العام الحالي، عقب كشف منظمتي “العفو الدولية” و”فوربيدن ستوريز” الفرنسية، وصحف “واشنطن بوست” و”غارديان” و”لوموند” لقائمة تضم أسماء نحو 50 ألف هدف مراقبة محتمل للبرنامج، الذي يسمح بالوصول إلى الرسائل والصور وجهات الاتصال، فضلاً عن الاستماع إلى اتصالات هاتف الضحية.
وقد شملت قائمة الأهداف 14 رئيس دولة، في مقدمتهم الرئيس الفرنسي ماكرون، رفقة خمسة من وزرائه، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، فضلاً عن الأميرة الأردنية هيا بنت الحسين، الزوجة السابقة لحاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم.
وهو ما أدى إلى إعلان ردود فعل دولية منددة بالشركة، وبالتوسع في بيع أدوات التجسس السيبرانية، وصولاً إلى صدور دعوة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لفرض قيود إضافية على بيع برامج التجسّس، رغم كشف البرلمان الألماني، في سبتمبر/أيلول 2021، عن شراء مكتب الشرطة الجنائية الفيدرالية الألماني (BKA) لبرنامج بيغاسوس سراً.
ويبدو أن الخطوة الأمريكية بإضافة NSO Group إلى القائمة السوداء الأمريكية، تؤذن بقرب أفول نجم الشركة، التي تعرضت لضربات متتالية قوية، جعلت الشركة محل مساءلة حتى داخل إسرائيل. وهو ما يقوض مستقبل الشركة المهني مع تحولها إلى مصدر إزعاج للحكومة الإسرائيلية مع حلفائها البارزين، وفي مقدمتهم واشنطن وباريس.