موقع مصرنا الإخباري:
مسجد زاوية الجيوشى، الذى يحمل رقم 304 فى عداد الآثار الإسلامية التابعة لوزارة السياحة والآثار، يعد أول المساجد التى شيدت بالحجر فى القاهرة، ﻭتعود ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ﻟﻤﺌﺫﻨﺘﻪ ﺍﻟﺘى ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺃﻗﺩﻡ ﺍﻟﻤﺂﺫﻥ ﺍﻟﻔﺎﻁﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﺒﻤﺼﺭ، فهو يطل على القاهرة من أعلى قمة جبل المقطم.
بنى مسجد زاوية الجيوشى الوزير الفاطمى، بدر الجمالى وزير الخليفة المستنصر سنة “478هـ ــ 1085م” على حافة جبل المقطم خلف القلعة، يحتوى على زخارف معمارية متميزة، وسمى بهذا الاسم نسبة لأمير الجيوش بدر الجمالى هو أبو النجم بدر الجمالى، الذى كان مملوكًا أرمنى الأصل اشتراه جمال الدولة بن عماد ولذلك عرف بالجمالى، ترقى فى الخدمة حتى تولى إمارة دمشق سنة “455 هـ ـ 1062م”، خلال عهد المستنصر.
وتقول موسوعة “مساجد وزارة الأوقاف” عن المسجد الذى يبلغ مساحته 270 مترًا، وشيد على مستطيل بطول 18 مترا وعرض 15مترًا، يعتبر تخطيط هذا المسجد على غير المألوف فى مساجد القاهرة إذ يتطرق الإنسان من الباب الواقع فى منتصف الوجهة الغربية إلى دركاة على يمينها سلم يؤدى إلى المئذنة وعلى يسارها غرفة مسقوفة بقبو مصلب ومن هذه الدركاة يصل الإنسان إلى صحن مكشوف على يمينه ويساره حجرتان مستطيلتان ويتصدره عقد كبير يرتكز على زوجين من الأعمدة الرخامية وعلى جانبيه عقدان صغيران وتؤدى هذه العقود إلى إيوان القبلة الذى يشمل على رواق أمامى مسقوف بثلاثة قبوات مصلبة به ثلاث فتحات معقودة، تؤدى الفتحة الوسطى منها إلى حيز مربع أمام المحراب تغطيه قبة محمولة رقبتها المثمنة بواسطة طاقية واحدة فى كل ركن من أركان المربع، ويحلى هذا المربع من أعلى طراز من الكتابة الكوفية المزخرفة، كما يحلى قمة القبة إطار دائرى مكتوب فيه بالخط الكوفى آيات قرآنية، كما يعتبر محراب هذا المسجد من أجمل المحاريب الجصية وأحسنها صناعة والتى تشبه زخارف الجامع الأزهر.
وتؤكد موسوعة مساجد الأوقاف على أن مسجد الجيوشى جمع بين دقة الحفر فى الجص وجمال التفريغ فيه، وهو يشمل على إطارين من الكتابة الكوفية المزخرفة تحصر بينهما زخارف جميلة تملأ توشيحتى عقد المحراب ويتوج أعلاه طراز به زخارف مفرغة لم يبق سوى القليل منها.
وعن مئذنته أشارت الموسوعة إلى أن مئذنة مسجد زاوية الجيوشى لها أهمية خاصة حيث تعد مصدر إلهام بناة المساجد، وساعدت فى تطور مآذن المساجد فى القاهرة، وقد بنيت على نمطها مئذنة قبة أبو الغضنفر الكائنة بالدراسة شرق القاهرة، ومئذنة المسجد تقوم فى منتصف الضلع الشمالى، ويبلغ ارتفاعها 20متراً وتتكون من قاعدة مربعة تنتهى بمقرنص يعلوه مربع آخر ثم مثمن يحمل قمة المئذنة وهى على شكل قبة صغيرة مضلعة، وتاريخ الزاوية منقوش على لوحة من الرخام تعلو عتب المدخل الرئيسى وتتكون الكتابة من خمس سطور من الخط، جاء فيها أنشأ هذه الزاوية مولى أمير المؤمنين الإمام المستنصر بالله أمير الجيوش فى المحرم من سنة 478.
بقلم أحمد منصور