لماذا فشلت قمة الرياض في تحقيق التوقعات؟ ..إن غزة تحتاج إلى أفعال ملموسة وليس إلى أقوال

موقع مصرنا الإخباري:

لقد انتهت القمة العربية الإسلامية غير العادية التي انعقدت في الرياض العاصمة السعودية بإصدار بيان قوي، ولكن دون اتخاذ أي إجراءات ملموسة ضد النظام الصهيوني أو داعميه الغربيين.

بعد أكثر من شهر من القصف المتواصل الذي أسفر عن مقتل آلاف المدنيين، اجتمع زعماء العالم الإسلامي في الرياض لعقد قمة حول القضية الفلسطينية.

وحضر القمة، التي عقدت بعد ظهر السبت، زعماء مسلمون رئيسيون مثل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، من بين قادة آخرين.

وعلق ملايين المسلمين حول العالم آمالهم على القمة للخروج بإجراءات ملموسة مثل مقاطعة جميع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع نظام الفصل العنصري الإسرائيلي بسبب استهدافه المتعمد لأرواح المدنيين وممتلكاتهم.

لكن القمة خذلت جمهورها.

وقبل التوجه إلى المملكة العربية السعودية، حث الرئيس الإيراني على التحرك. ودعا الزعماء المسلمين والعرب إلى تجاوز مجرد إعلان المواقف واتخاذ إجراءات عقابية ضد النظام الإسرائيلي الذي أظهر استخفافا مذهلا بالمدنيين.

وفي إشارة إلى منظمة التعاون الإسلامي، قال الرئيس رئيسي: “إن هذا المنبر ليس مجرد خطاب وإعلان مواقف، بل يجب أن يكون منبرا للعمل من أجل وقف التفجيرات بسرعة، ورفع الحصار عن غزة، وفتح السبيل إلى مساعدة الشعوب المظلومة والمستبدة في هذه المنطقة، وكذلك تحقيق حقوق الفلسطينيين، والتي كانت في الأساس الفلسفة الأساسية لإنشاء منظمة التعاون الإسلامي.

وشدد الرئيس رئيسي في كلمته أمام القمة على ضرورة التحرك، قائلا إن الاجتماع رفيع المستوى يمثل فرصة لاتخاذ إجراء تاريخي دفاعا عن المسجد الأقصى.

ثم اقترح 10 حلول قابلة للتنفيذ.

لقد تبنت القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة قراراً جيداً، لكنه لم يكن كافياً لممارسة ضغط حقيقي على النظام الإسرائيلي وداعميه الغربيين.

إن الفشل في مواجهة إسرائيل ينبع من أسباب عديدة. أحد هذه الأسباب هو الانقسامات الداخلية بين الدول الأعضاء بشأن العديد من القضايا بما في ذلك سبل المساعدة في إنهاء العدوان الإسرائيلي.

لقد اتبع أنصار إسرائيل منذ فترة طويلة استراتيجية فرق تسد تجاه العالم الإسلامي وعززوا الخلاف بين الدول الإسلامية الرئيسية. ومن المؤسف أن بعض الدول الإسلامية انخرطت في منافسات ومنافسات مدمرة كانت تضر الجميع. والخبر السار هنا هو أن عصر المنافسات والانقسامات قد انتهى، مع قيام الدول الإسلامية الرئيسية بتحسين علاقاتها مع بعضها البعض.

لقد عادت قضية فلسطين إلى الظهور مرة أخرى كقوة موحدة في العالم الإسلامي. جميع الدول الإسلامية حساسة للمعاناة الفلسطينية وملزمة أخلاقيا بإيلاء الأولوية لها.

والسبب الثاني هو المصالح الضيقة وقصيرة المدى لبعض الدول الإسلامية في علاقاتها مع النظام الإسرائيلي. وكقاعدة عامة، لا يمكن لإسرائيل أن تكون شريكاً استراتيجياً موثوقاً به لأي دولة عربية أو إسلامية. وذلك لأن إسرائيل مبنية على العنصرية تجاه الهويات الإسلامية والعربية. وتتكرر الهتافات العنصرية المناهضة للعرب والإسلام في المظاهرات الإسرائيلية. بمعنى ما، تعتبر العنصرية جزءًا لا يتجزأ من الهوية الصهيونية. أضف إلى العنصرية القمع الإسرائيلي الذي لا ينتهي ضد شعب فلسطين الأعزل. وفي ظل نظام كهذا، لا يمكن لأي دولة إسلامية أن تبني علاقة دائمة. وحتى لو كانت لدى دولة عربية أو إسلامية رغبة حقيقية في بناء علاقة دائمة مع نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، فإن الطبيعة الصهيونية العنصرية لهذا النظام ستدفعه إلى طعن ذلك البلد في الظهر عندما تأتي اللحظة المناسبة. وفي نهاية المطاف، فإن المتعصبين الصهاينة يتبعون أجندة توسعية، والتي كانت تتكشف على الأراضي الإسلامية والعربية في العقود السبعة الماضية.

السبب الثالث المحتمل للقرار الفاتر إلى حد ما الذي تم التوصل إليه في قمة الرياض هو أن بعض القادة يأملون أن تؤدي الوساطات وراء الكواليس إلى إعادة النظام الإسرائيلي إلى العقل. إذا كان هذا صحيحا، فسيكون ذلك مجرد تفكير بالتمني، حيث أظهر النظام الصهيوني في تل أبيب مرارا وتكرارا أنه لا يفهم سوى لغة القوة، وليس اللفتات الدبلوماسية اللطيفة. لقد أثبت هذا النظام وداعموه أنهم يفتقرون إلى أي بوصلة أخلاقية، حيث ذبحوا أكثر من 11 ألف مدني. لقد كانت السياسة في منطقة غرب آسيا دائما مليئة بالمعاناة الإنسانية، لكن نظام الفصل العنصري الإسرائيلي وحده هو الذي تمكن من تحطيم الرقم القياسي في هذا الصدد. سيُذكر النظام الإسرائيلي في التاريخ باعتباره النظام الذي استهدف عمدا حاضنات الأطفال، وقتل اللاجئين الفارين من الحرب، وأجبر الأطباء على إجراء عمليات جراحية دون تخدير قبل تفجير المستشفيات.

 

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى